الأربعاء 15 أبريل 2015 / 14:06

محمد بن راشد: التفاؤل منهج قيادة وأداة عمل

استخدم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أدوات لا تعدّ ولا تحصى في الإدارة الحكومية، معتمداً في ذلك على الفطرة السليمة، والذكاء الثاقب، والرؤية الواضحة، ومعتمداً كذلك على التجربة الحيّة القائمة على التعلم المستمر، إلا أن إحدى أبرز سمات أو أدوات الحكم التي وظّفها محمد بن راشد على نحو غير مسبوق، هي: التفاؤل.

التفاؤل عند الشيخ محمد بن راشد، ليس بالميزة العابرة، أو المؤقتة القائمة على الظروف وتحولاتها، بل هي منهج عمل دائم وأسلوب حياة وبناء وارتقاء، وهو تفاؤل من نوع خاص جداً، إذ لا يقوم على تجاهل الواقع وتحدياته الكثيرة، ولا على تجميل هذا الواقع، إنما يقوم على الاعتراف بهذه التحديات، ودرسها جيداً، ثم الانطلاق لمواجهتها، بروح متيقنة من الإنجاز، لا تركن إلى المصادفات، بقدر ما توظّف أحدث الممارسات والمناهج لضمان تحقيق أعلى نسبة من الإنجاز.

التفاؤل عند الشيخ محمد بن راشد هو الرافعة المعنوية لبناء صلب قائم على الدرس والعلم والإلمام بكافة جوانب التحديات المطروحة، وقد أدرك "بوراشد"، وساعدنا جميعاً على أن ندرك، أن التفاؤل هو عملية ديناميكية مستمرة ومعادلة دقيقة ومدروسة، لا مجرد انفعال عاطفي عابر ومؤقت؛ تحرز نجاحاً فتبني عليه لتحقق نجاحاً آخر، تتجاوز تحدياً فتنتقل إلى سواه، وهكذا دواليك، حتى يصبح هذا التفاؤل معطى مادياً لا معنوياً فحسب، فقوة الإرادة، والإيمان المطلق بالنجاح، وفتح آفاق الابتكار، كل هذا ينبع من الأساس الصلب المعجون بالتفاؤل والمصقول بالأمل.

ولعلّ هذه الرؤية الفريدة، وهذا التوظيف الفائق الذكاء للتفاؤل كمنهج عمل، يبرزان أكثر فأكثر في زمننا هذا، الذي ينطبع بالكثير من عناصر التشاؤم؛ ذلك التشاؤم السوداوي الذي رأينا كيف يساهم في هدم الروح المعنوية لشعوب لا تنقصها الإمكانات المادية لتجاوز الأزمات أو تحقيق التنمية، ووفقاً للمعادلة نفسها، وإنما بالعكس، فإن الخيبات وغياب الإنجاز وتراجع معدلات التنمية، تغذي روح التشاؤم، بقدر ما تغذي الإنجازات روح التفاؤل في دولة الإمارات.

هذه الروح بالذات، التي رعاها الشيخ محمد بن راشد، منطلقاً في ذلك من الدروس المستفادة من سيد التفاؤل في عالمنا المعاصر، الراحل الكبير المغفور له زايد بن سلطان آل نهيان، أصبحت مرآة ناصعة لكل الشموس المشرقة في دولة الإمارات؛ تلك الشموس التي نراها في عيون أطفالنا، والتي بدورها تضيء لنا درباً نحو المزيد من التفاؤل والأمل والإنجاز.

مبروك لكم سيدي، اختياركم شخصية العام في الدورة التاسعة لجائزة الشيخ زايد للكتاب.

ومبروك لنا وجودك بيننا، قائداً فذاً يبثّ شعاع تفاؤل دائم اللمعان والإشراق، في ربوع وطننا، بل في كل بيت من بيوته.