السيسي خلال استقبال كبير أساقفة كانتربري (المصدر)
السيسي خلال استقبال كبير أساقفة كانتربري (المصدر)
الأحد 19 أبريل 2015 / 17:10

السيسي: عملية تجديد الخطاب الديني يجب أن تتم في إطار الدولة

24- القاهرة- محمد فرج

التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد) رئيس أساقفة كانتربري بالمملكة المتحدة جاستن ويلبي، وذلك بحضور مطران الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي نيافة المطران منير حنا، وعميد الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية الدكتور سامي فوزي، والقائم بأعمال سفارة المملكة المتحدة بالقاهرة ستيفن هيكي.

مصر لا توجد بها أقلية مسيحية، فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كافة الواجبات إزاء الوطن

واستهل كبير أساقفة كانتربري اللقاء بتقديم التعازي للرئيس المصري، في ضحايا الأعمال الإرهابية الآثمة، ولاسيما المصريين الذين تم اغتيالهم في ليبيا. وأشار إلى أنه يتابع أوضاع الأقليات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط ويدرك عدداً من الأخطار التي يواجهونها لاسيما في الدول التي تشهد اضطرابات مسلحة.

من جانبه، لفت الرئيس المصري إلى أن مصر لا توجد بها أقلية مسيحية، فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كافة الواجبات إزاء الوطن، مشيرا إلى أن مصر الجديدة تحرص على تقديم خطاب للإنسانية يعبر عن قيمة المشاركة والعدالة والتعاون وقبول الآخر، وهي القيم التي حث عليها الإسلام وأوصى بالتعامل بها.

وأشاد الرئيس السيسي، بدور ووطنية الكنيسة المصرية، منوهاً إلى أهمية ثقافة التعدد في شتى مناحي الحياة باِعتبارها سُنة كونية، فضلا عن كونها إثراءً للحياة الإنسانية.

الخطاب الديني
فيما أشاد "ويلبي" بدعوة الرئيس المصري لتجديد الخطاب الديني وتصويب المفاهيم المغلوطة، مؤكداً أن هذه الدعوة تساهم بفاعلية في التقريب بين الناس ومواجهة أحداث العنف والطائفية التي انتشرت في الآونة الأخيرة.

واستعرض في هذا الصدد عدداً من الجهود التي تبذلها أسقفية "كانتربري" للحوار بين الأديان والجمع بين القيادات الدينية، للتشجيع على مزيد من التقارب وزيادة التفاهم.

بينما شدد السيسي، على أن عملية تصويب وتجديد الخطاب الديني يتعين أن تتم في إطار الدولة بما يضمن إيكالها إلى المتخصصين، ولاسيما في الأزهر الشريف باِعتباره منارة للإسلام المعتدل، وأن تُجرى في إطار شامل يتفاعل مع النفس الإنسانية ومنطق التفكير.

وأشار إلى أن عملية تصويب وتجديد الخطاب الديني ستستغرق وقتا طويلا، ولا يتعين خلالها المساس بثوابت العقيدة وأصول الدين.

الإرهاب والتطرف
وأضاف أن هناك عددا من العوامل التي تتضافر معاً لإنتاج الإرهاب والفكر المتطرف ومن بينها الجهل والفقر والخطاب الديني السيئ، فضلاً عن الانغلاق على الذات ورفض التعرف على ثقافة الآخر، ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن تتم إتاحة الفرصة للشباب المصريين للدراسة في الجامعات الغربية، ليس فقط للاستفادة من الإمكانيات التعليمية والتقنية، ولكن للانفتاح على الآخر وتفهم العقليات المغايرة واستيعابها. 

وفي ذات السياق، أشار الرئيس السيسي، إلى أهمية دمج المسلمين المقيمين في الدول الغربية في تلك المجتمعات بما يساعدهم على أن يكونوا أكثر انفتاحا وتسامحا وقبولا للآخر.

ومن جانبه، استعرض مطران الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي البرامج التي يتم تنفيذها بين الأزهر الشريف والكنيسة الإنجيلية، مما يساهم في توفير حالة من التوافق والتعرف عن قرب عن القيم الحياتية للإسلام والمسيحية.