طفل يفتش بالأنقاض بعد ضربة أمريكية بطائرة من دون طيار في باكستان نوفمبر 2013 (نيويورك تايمز)
طفل يفتش بالأنقاض بعد ضربة أمريكية بطائرة من دون طيار في باكستان نوفمبر 2013 (نيويورك تايمز)
الإثنين 27 أبريل 2015 / 01:32

نيويورك تايمز: عن الاعتذار الأمريكي بعد مقتل رهينتين بباكستان

24 - إعداد: فاطمة غنيم

ظلت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحيط ضرباتها الجوية المنفذة بطائرات من دون طيار بسياج منيع من السرية على مدى أربع سنوات، علماً منها أن هذه الهجمات التي وُصفت بأنها موجهة بدقة على أهداف إرهابية أسفرت أيضاً عن مقتل مدنيين أبرياء، لذا كان شيئاً مهماً أن نسمع كلمة صدق وندم من الرئيس أوباما في اعتذاره عن مقتل رهينتين محتجزين لدى تنظيم القاعدة، أحدهما أمريكي والآخر إيطالي، في ضربة بطائرة من دون طيار بالقرب من الحدود الأفغانية الباكستانية في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك بحسب ما أفادت صح

وقال الرئيس أوباما يوم الخميس: "إنها حقيقة قاسية ومريرة أن من الجائز أن تقع أخطاء في خضم الحرب عموماً، وفي حربنا على الإرهابيين خصوصاً، وهذه الأخطاء تكون أحياناً مميتة. ومن الأشياء التي تميزنا عمن سوانا استعدادنا لأن نواجه نقائصنا بأمانة وأن نتعلم من أخطائنا".

وبدورها ذكرت الافتتاحية: "كان موت خبير التنمية الأمريكي وارن واينستاين وعامل الإغاثة الإنسانية الإيطالي جيوفاني لو بورتو تذكِرة مزعجة بالتبعات غير المقصودة لبرنامج إعدام مشكوك في قانونيته. وسعت الإدارة إلى تقليص مجال الخطأ في عام 2013، وذلك عندما أصدر أوباما تعليماته إلى وكالة الاستخبارات المركزية، وهي التي صرحت بالهجوم الذي وقع في يناير (كانون الثاني)، بالاستيثاق بشكل شبه يقيني من أن الضربات الوشيكة لن تعرض أي مدنيين للأذى".

مقتل مدنيين
يُذكر أنه تم تبني هذا المعيار الأشد صرامة استجابةً للشواهد المتزايدة على تسبب الضربات المنفذة بطائرات من دون طيار في قتل عشرات المدنيين. وقالت شبكة "مؤسسات المجتمع المفتوح" في تقرير لها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن "الضربات الأمريكية المنفذة بطائرات من دون طيار في باكستان قتلت أكثر من 2000 شخص من ضمنهم عدد غير محدد من المدنيين. كما أسفرت الضربات المنفذة بطائرات من دون طيار في اليمن هي الأخرى عن قتل مدنيين. وأثار استخدام هذه الضربات في كلا البلدين شعوراً عميقاً بالنقمة على الولايات المتحدة".

وبحسب الصحيفة، تثير رواية الإدارة بشأن الضربة التي تعود إلى يناير (كانون الثاني) الماضي أيضاً تساؤلات خطيرة حول مقدار ما يكون لدى الضباط من معلومات استخباراتية قبل إقدامهم على إسقاط قنابل في مناطق نائية بالضغط على زر وهم في النصف الآخر من الكرة الأرضية.

وأسفرت الضربة، بالإضافة إلى مقتل الرهينتين، عن مقتل مواطن أمريكي يدعى أحمد فاروق ومتهم بلعب دور قيادي في فرع القاعدة في اليمن. كما أفصح البيت الأبيض أيضاً يوم الخميس عن اعتقاده أن الأمريكي الناطق الرسمي باسم القاعدة آدم غدن، قتل في ضربة منفصلة نفذت هي الأخرى في يناير (كانون الثاني). وقال مسؤولون إنه لم يتم استهداف أي من عضوي القاعدة هذين عمداً.

فجوة كبيرة
وقال نائب المدير القانوني لاتحاد الحريات المدنية الأمريكي جميل جعفر، في تصريح له: "هذه الضربات وغيرها من الضربات الحديثة التي قُتل فيها مدنيون تُظهر أن هناك فجوة كبيرة بين المعايير الصارمة نسبيّاً التي تقول الحكومة إنها تستخدمها والمعايير التي تستخدمها فعلاً".

ربما تكون الضربات التي تنفذها طائرات من دون طيار هي السبيل الوحيد المتاح لمطاردة الإرهابيين في مناطق تمتنع فيها الحكومات المحلية عن ملاحقتهم فيها أو لا تقدر عليها. وبالإضافة إلى الاعتذار الذي قدمه أوباما، تقول الإدارة إنها ستقدم تعويضاً إلى عائلتي واينستاين ولو بورتو. وتتباين طريقة التعامل مع هذه القضية مع الصمت الذي تلتزمه الإدارة حيال المدنيين الذين يروحون ضحايا الضربات التي تنفذها طائرات من دون طيار، وفقاً للصحيفة.

وتعهد أوباما بإجراء مراجعة من طرف جهة مستقلة للهجوم الذي وقع في يناير(كانون الثاني). وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة، ترى الصحيفة أنه من الواجب على البيت الأبيض أن يمضي إلى ما هو أبعد من ذلك لتقديم رواية أتمّ عما يعرفه عن عدد المدنيين الذين قتلوا في حملة مكافحة الإرهاب التي تُستخدم فيها طائرات من دون طيار.

ورأت الافتتاحية أن تلك المعلومات حاسمة الأهمية لإجراء نقاش مستنير عن محاسن هذا البرنامج والطريقة التي يتم تنفيذه بها.