تنظيم داعش (أرشيف)
تنظيم داعش (أرشيف)
الإثنين 27 أبريل 2015 / 08:54

نيو ستيتمان: داعش في مواجهة شبكة من التنظيمات المتشددة في باكستان

24. إعداد: ميسون جحا

في صبيحة 16 إبريل (نيسان) الجاري، وفي مدينة كراتشي، أكبر المدن الباكستانية، أصيبت مدرسة أمريكية بطلقتين بالرأس، عندما كانت تجلس في سيارتها وهاجمها رجلان كانا يركبان دراجة نارية.

وبحسب مجلة "نيو ستيتمان"، البريطانية، كانت ديبرا لوبو، 55 عاماً، متزوجة من باكستاني ومقيمة في البلاد منذ قرابة 30 عاماً، وتعمل في كلية طبية منذ عام 1996.

وفي حين تقع في باكستان هجمات إرهابية وجرائم قتل عديدة، فإن الهجمات على أجانب ليست عادية، كما أن ما لفت الأمر إلى ذلك الحادث هو أن المسلحين تركا ورقة فوق سيارة لوبو تشير لانتمائهما إلى تنظيم داعش الإرهابي، ومتوعدين باستهداف الأمريكيين بمزيد من نوعية تلك الكمائن.

فصائل عديدة
وتشير نيو ستيتمان لكثرة عدد الجماعات المتشددة داخل باكستان، ولانخراط الجيش الباكستاني، في الوقت الحالي، بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد حركة طالبان في شمال البلاد، وإلى انقسام التنظيم الرئيسي، تحريك أي طالبان باكستان ( تي تي بي) إلى عدة فصائل في أعقاب خلاف على زعامة التنظيم، وقد انضم عدد من المتشددين إلى مجموعات معادية للشيعة كتنظيم لاشكار - أي - جهانجفي وسيباه سيهاب باكستان.

وبحسب المجلة، اشتدت المخاوف منذ بضعة أشهر من أن يكون داعش قد وجد له موطئ قدم في باكستان، إذ في أكتوبر( تشرين الأول) 2014، وبعد قتل عامل الإغاثة البريطاني آلان هينينيغ، أعلن المتحدث باسم تي تي بي، شهيد الله شهيد، عن دعمه لداعش في بيان قال فيه "يا أخوتنا، إننا فخورون بانتصاراتكم، ونحن معكم في السراء والضراء".

فرع جديد
وتلفت نيو ستيتمان إلى أنه في الشهر التالي لصدور البيان المذكور، في نوفمبر( تشرين الثاني)، نقلت عدة منافذ إعلامية عن مسؤولين "في تي تي بي" قولهم "إنهم أنشقوا عن التنظيم وشكلوا فرعاً جديداً لداعش"، وقد ادعى أولئك المسؤولون أن آلاف المقاتلين انشقوا معهم، ولكن لم تثبت صحة تلك الادعاءات، وإن كان للتنظيم وجود حقيقي، فليس من المعروف حجمه ولا قدراته، كما قال عدد من المتطرفين الباكستانيين، الذين ارتبطوا من قبل بالقاعدة "إنهم أيضاً يعملون الآن تحت راية داعش".

ولكن مسؤولين في الجيش والاستخبارات الباكستانية يقولون أنهم كشفوا عن وجود مؤشرات متفرقة لوجود تهديد من قبل متشددي داعش في البلاد، وقبل أسبوع من حادث إطلاق النار على لوبو، سرت شائعات في كراتشي عن إنشاء التنظيم لقاعدة له في المدينة.

كما عبر سكان عن تخوفهم من وجود بعض الكتابات على جدران المدينة تشير للولاء لداعش، وزعيمه البغدادي، وقد أصبحت بعض المناطق في كراتشي بؤراً للمتشددين، وكذلك في مدينة بيشاور، شمال باكستان، أشارت تقارير لقيام بعضهم بتوزيع منشورات تأييد لداعش، ولكن، يتساءل بعض المحللين والخبراء عما إذا كانت تلك المؤشرات تفيد حقاً لتنامي نفوذ التنظيم الإرهابي هناك.

أسبقية وحشية
وتقول المجلة بأنه سبق لباكستان أن شهد أعمالاً وحشية من نوعية الفظائع التي يرتكبها داعش، وقد نفذها متشددو تي تي بي، فقد فرض ذلك التنظيم، عند سيطرته على مناطق في شمال باكستان، بعد تشكيله في 2007، قوانين إجتماعية صارمة، ونفذها بعنف مفرط، وعندما استولى تي تي بي، لمدة وجيزة على منطقة سوات في 2009، أغلقت محلات الحلاقة ومدارس البنات، وقتل رجال حلقوا لحاهم، وجلدت نساء تجرأن على خرق قوانين صارمة.

 كما نفذت عمليات قطع رؤوس عديدة بقصد زرع الرعب في نفوس السكان، فقد قطع تنظيم تي تي بي رؤوس معظم الجنود الباكستانيين الذين أخذهم رهائن في عام 2007.

أجندة طائفية
وبرأي نيو ستيتمان، لا تقتصر أوجه التشابه بين داعش وتي تي بي على النواحي التكتيكية، وحسب، بل إنه لكلا التنظيمين أجندة طائفية متشددة، بحيث يعتبران الشيعة كفار، وقد سيطر كلا التنظيمين على مناطق يسكنها شيعة.

مشاهد عنف
وتلفت المجلة إلى كون باكستان يشهد يومياً جرائم قتل وتفجير قنابل، وقد ذهب ضحية عمليات إرهابية أكثر من 30 ألف شخص منذ عام 2001. وقد استدعت أحداث كبيرة، كقتل 150 تلميذاً في بيشاور في العام الماضي، لتحريك الشارع الباكستاني ضد العنف والإرهاب، وفي مقابل هذ الخلفية من أعمال العنف، وفي ظل شبكة معقدة مكونة من مختلف المجموعات المتشددة، والتي تتلاقى أهدافها حول بعض النقاط، وتتشعب بشأن أخرى، من الصعب معرفة ما سوف يحدثه دخول داعش من أثر هناك، فإن كل عام يحمل معه فظائع جديدة، ويبقى الخوف الأكبر فيما إذا كان دخول جماعة متشددة جديدة سيفاقم وضعاً متأزماً، أو أنه سيقوي الحركات المتشددة في ظل معاناة تي تي بي من انقسامات داخلية وضغوط جراء العمليات العسكرية في وزيريستان.

نهاية مرحلة
وتشير نيوستيتمان إلى ما أعلنه رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، بعد هجوم بياور، عن انتهاء سياسة التفريق بين إرهابيين"صالحين" وآخرين "أشرار"، أي التفاوض مع بعضهم ومحاربة آخرين.

وقال نواز شريف يومها "من الآن فصاعد، جميعهم أشرار"، وبالفعل أعلن الجيش الباكستاني أنه لن يسمح لتنظيم داعش بأن يكون له قاعدة في باكستان.