الإثنين 27 أبريل 2015 / 09:47

حرب البقاء أو العدم!

سامي النصف- الأنباء الكويتية

لا يملك العرب في هذه السنوات الخطرة ترف الخلاف على ما لا يجوز الخلاف حوله، وهو إما دعم الجهد العربي شمالاً في العراق وجنوباً في اليمن وغرباً في ليبيا وتحضير قوة بقاء عربية مشتركة تقوم بإطفاء الحرائق التي يقوم بإشعالها تحالف الطغاة السابقين مع الميليشيات المسلحة منذ لحظتها الأولى ودعم الأنظمة الشرعية الضامن الوحيد لوحدة الأوطان وعدم منع تحولها إلى غابات متوحشة والا فسنشهد سريعاً الكثير من الحرائق والزلازل والدماء المسفوكة على الساحة الممتدة من البحر إلى البحر ولن.. يسلم أحد!

إن حرب اليمن لم تقم لمصلحة دولة ما، بل كانت خطوة لا بد منها لمنع تساقط الدول العربية الواحدة تلو الأخرى تحت سنابك الفوضى والتقاتل تماما كحال تساقط دويلات الطوائف في الاندلس التي لو لم يتدخل القائد يوسف بن تاشفين وجيشه لانتهى أمر دويلاتها قبل قرون من سقوطها النهائي بعد أن تفشت الخلافات والحروب الأهلية بين دولهم، فغادروها بعد ان سلموها للأعداء إلى الساحل العربي في شمال أفريقيا، فأين المفر هذه المرة؟!

إن حروب العراق واليمن وليبيا هي تماماً على حدود إما بقاء الدول العربية وأنظمتها الشرعية أو خرابها على يد الميليشيات المسلحة التدميرية التي باتت أغنى وأقوى من الدول والتي لا يعرف أحد مصادر تمويلها وتسليمها، إننا أمام خيار أوطان يعمرها الجميع بسواعدهم أو أوطان يدمرها الجميع بحروبهم الدينية والعنصرية والمذهبية، خيار دول آمنة مزدهرة تشجع التفكير والعلم، أو غابات مدمرة تشجع بها الميليشيات التكفير والنحر والجهل.. اننا بحق أمام حروب.. بقاء أو عدم!

آخر محطة: كي لا يخدع بعضنا بعضاً، لا فرق كبيراً بين ميلشيات مذهبية مسلحة خارجة على الشرعية تقطع الرقاب لتفتيت الأوطان وميليشيات مذهبية مسلحة خارجة على الشرعية تطلق قذائف أسلحتها الثقيلة على المواطنين الآمنين لقتلهم وتفتيت أوطانهم.