منسق السلام في الشرق الأوسط والمسؤول الرفيع في وزارة الخارجية الأمريكية دينيس روس (أرشيف)
منسق السلام في الشرق الأوسط والمسؤول الرفيع في وزارة الخارجية الأمريكية دينيس روس (أرشيف)
الإثنين 27 أبريل 2015 / 13:37

مجلة أمريكية: حقائق ومؤشرات تقضي على الصفقة النووية الإيرانية

24. إعداد: ميسون جحا

طوال العام الماضي، كان منسق السلام في الشرق الأوسط، والمسؤول الرفيع في وزارة الخارجية الأمريكية، دينيس روس، يتعامل بحذر مع المحادثات النووية مع إيران، ولكن بعد تفكير عميق، يقوم الدبلوماسي المخضرم بالتصديق على اتفاق نووي ضعيف، لم يسجل بعد على الورق.

وبرأي مجلة "كومنتري" الأمريكية، أنه بالرغم من تفاؤل روس بشأن إمكانية أن يؤدي الاتفاق النووي لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية لما يقارب من ربع قرن، فهو يعترف بأن التصريحات الصادرة عن طهران بشأن البنود النهائية للاتفاق مثيرة للقلق، ويقر روس بأن موقف إيران، قد يؤدي، في الواقع لإفشال إطار العمل فيما لو لم يتمسك المفاوضون الغربيون بمطلبهم بضرورة تحلي بطهران بالشفافية بشأن برنامجها النووي.

موقف صارم
وتشير كومنتري لصحة ذلك الرأي، وتسأل، لكن من يظن بأن الرئيس الامريكي، أوباما، سيتخذ موقفاً حازماً إزاء الإيرانيين اليوم، وهو الذي يخشى أن يؤدي ذلك لتعريض صفقة نووية للفشل، وخاصة أنه ينظر إليها باعتبارها جزءاً من إرثه وإنجازاته السياسية؟ ويصح هذا القول خاصة بعدما قدم أوباما التنازل تلو التنازل من أجل إتمام الصفقة.

ولكن للباحث ميشيل مانديلبوم رأياً آخر يوضح من خلاله الأسباب التي تمنع إنقاذ هكذا اتفاق. فكما فسَّر في مقالة نشرتها صحيفة "ذا أميريكان إنتيريست"، لا تتركز المشكلة هنا في سوء تكتيكات التفاوض، بل بوجوب قيام أوباما بإعادة تنظيم سياسته الخارجية، والتي أخذت في القضاء على مصداقيته وقدرته على تنفيذ الاتفاقيات وتقييد الأنظمة المارقة.

التعلم من الأخطاء
وتقول كومنتري بأنه من المفيد منح روس بعض المصداقية لأن يتعلم من أخطائه القديمة. فقد نشر هذا الديبلوماسي الأمريكي، خلال الأسبوع الماضي، مقالاً في صحيفة بوليتيكو، قال فيه بأنه من الخطأ أخذ التصريحات الأخيرة بشأن الاتفاق النووي، والتي أدلى بها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، بأنها غير ذات أهمية، وبأنها موجهة للاستهلاك المحلي، ويقول روس بأنه من المحتمل أن تكون تعليقات الخامنئي مؤشراً على أن النظام الإيراني ليست لديه النية للسماح للمفتشين الدوليين بالوصول إلى منشآته النووية، أو للإفصاح عن تقدمه باتجاه التطبيق العسكري لأبحاثه النووية، وأشار روس إلى أن تجربته الدبلوماسية الطويلة علمته ضرورة أخذ مثل تلك المواقف بجدية أكبر وتمحيص أدق.

مشكلة أعمق

لكن، بحسب المجلة، تمضي المشكلة إلى درجة أكبر من مجرد وجوب أخذ تهديدات الشريك المفاوض بجدية. كما أنه لا يكفي التأكيد على أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن أهدافهم المعلنة، في تعارض مع المفاوضات بحد ذاتها، كما يبدو في حالة الرئيس الداعي لانفراج مع إيران بدلاً من العمل بجدية لوقف برنامجها النووي.

وكما أشار مانديلبوم، يكمن الخطأ في استراتيجية الإدارة تجاه إيران، في كونها قامت على أساس التخلي عن قوة النفوذ والتأثير الأمريكي في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية، إذ عبر التأكيد على أن الخيار البديل لاسترضاء إيران هو الحرب، وأن الحرب خطوة مرفوضة حالياً تحت أية ظروف، يكون الرئيس قد أفسح المجال لإيران بأن تحصل على كل ما تريد عبر المفاوضات.

سياسة جديدة
وترى كومنتري بأنه إن كانت إدارة أوباما تعارض عن حق استخدام القوة لمنع إيران من صنع أسلحة نووية، فإن السياسة الخارجية الأمريكية تكون تغيرت بطريقة أساسية. فقد انتهجت الولايات المتحدة، ومنذ مشاركتها في الحرب العالمية الثانية، قبل سبعين عاماً، سياسة خارجية تقوم على الاستعداد لاستخدام القوة لحماية المصالح الأمريكية. وليس هناك واجب أشد أو أكثر إلحاحاً، لصون المصالح الأمريكية فيما وراء حدود الولايات المتحدة من منع نظام عدواني ديكتاتوري معاد لأمريكا من امتلاك أسلحة نووية، وخاصة لأنه وموجود في منطقة غنية بالنفط، يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، وإن كان القتال من أجل حماية المصالح الأمريكية مستبعداً، فإن السياسة الخارجية الأمريكية دخلت عصراً جديداً.