لوحة قطة بانكسي (المصدر)
لوحة قطة بانكسي (المصدر)
الإثنين 27 أبريل 2015 / 23:19

بالصور: "قطة بانكسي" داخل قفص في غزة

لم يتردد مواطن فلسطيني دمّر الجيش الإسرائيلي منزله خلال الحرب الأخيرة على غزة، في إحاطة لوحة رسمها فنان الغرافيتي الشهير "بانكسي" على جدار منزله المدمر، لحمايتها من العبث، بعدما أهملها لعدة أشهر.

ووضع محمد الشنباري الذي يقع منزله في بلدة بيت حانون شمال القطاع أعمدة خشبية وسياج حديدي حول اللوحة المرسومة على ما تبقى من جدار، وتجسد اللوحة قطة تلهو بكرة معدنية، وكان قد رسمها "بانكسي" قبل نحو أربعة أشهر.

مزار
وتحوّل ما تبقى من منزل "الشنباري" إلى مزاراً لعشرات الشبان الفلسطينيين المهتمين بفن الغرافيتي بشكل عام، وكذلك المواطنين العاديين الذين أثار فضولهم تزايد الحديث عن اللوحات التي تركها "بانكسي" خلال زيارته لغزة عقب الحرب الإسرائيلية.



وخلال وجوده في غزة رسم الفنان العالمي "المجهول" ثلاث لوحات جميعها كانت على جدران منازل مدمرة جراء القصف الإسرائيلي، وطوال الفترة الماضية لم تحظ تلك الرسومات باهتمام كبير، إلا حين إقدام شخص مؤخراً على شراء إحداها بثمن زهيد، وما أعقب ذلك من ردود فعل واسعة.

وقال صاحب "لوحة القطة" لـ24 إنه فضّل إحاطة اللوحة لحمايتها من عبث الأطفال، مشيراً إلى أنه يحرص على البقاء إلى جانب اللوحة معظم الوقت، ويظل يراقبها خلال الليل، خشية من إقدام مجهولين على الإضرار بها أو سرقتها.

تفاصيل وصول اللوحة
وسرد "الشنباري" تفاصيل وصول "بانكسي" إلى الحي الذي يقطن فيه، ورسمه للوحة، مؤكداً أن شخصاً غريباً زاره عقب الحرب مباشرة، وبعد تفقد الحي، استأذنه في أن يضع إحدى رسوماته على جدار صغير ظل صامداً من منزله الذي دُمّر جراء القصف.

وأضاف: "بعدما انتهى "الرسام" من خط اللوحة أخبرني أنها باتت ملكاً لي ومن حقي التصرف بها، ومن ثم غادر المكان ولم أراه بعد ذلك.. بصراحة لم أكن أدرك قيمتها في البداية، وكان كل ما يعنيني هو إيجاد مأوى بسيط لعائلتي عوضاً عن المنزل الذي فقدته، لكن مع ذلك حرصت على إبقاء اللوحة في مكانها".



شرطة حماس
ويبدو "الشنباري" واثقاً من أن الشرطة التابعة لحركة حماس في غزة لن تقدم على مصادرة اللوحة، كما فعلت مع لوحة أخرى حدث بشأنها نزاعاً قانونياً بين شخصين طالبا بملكيتها، وقال: "اللوحة من حقي. وأنا الوحيد المخوّل بالتصرف بها، ولم يدّعي أي شخص غيري ملكيتها، وبالتالي لا يحق للشرطة مصادرتها".

وصادرت شرطة حماس لوحة اشتراها مواطن من صاحب منزل مدمر بمبلغ بسيط، إذ لم يكن الأخير يدرك قيمة اللوحة، وحين علمه بذلك طالب باستردادها وسط جدل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتدخل الشرطة وتصادر اللوحة، التي لا يُعرف مكانها حالياً.

ويشدد المواطن الفلسطيني البسيط على أنه سيبقي اللوحة في مكانها، لجعلها مزاراً للجميع بالنظر إلى قيمتها الفنية الرفيعة، موضحاً أنه سيعمل على الاعتناء بها طوال الوقت، لتظل شاهدة على رسالة الفنان العالمي الذي أخبره أن مغزى اللوحة هو تأكيد حق الجميع في الحياة، بشراً كانوا أو حيوانات.