الرئيس الأمريكي باراك أوباا والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (أرشيف)
الرئيس الأمريكي باراك أوباا والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش (أرشيف)
الثلاثاء 28 أبريل 2015 / 00:49

بوش يوجه انتقادات حادة لأوباما بشأن سياسته للشرق الأوسط

24 - إعداد: فاطمة غنيم

وجّه الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو. بوش، في اجتماع مغلق عُقد يوم السبت مع مانحين يهود، أعنف انتقادات علنية تصدر منه حتى الآن ضد خليفته بشأن السياسة الخارجية، قائلاً إن الرئيس أوباما يتصرف كالساذج فيما يخص إيران والاتفاقية النووية الوشيكة وبدأ يخسر الحرب ضد تنظيم داعش، بحسب ما أفادت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير لها أعده الكاتب الصحافي جوش روجين.

وقام أحد الحاضرين خلال جلسة الائتلاف الجمهوري اليهودي، التي عُقدت في فندق فينيشان في لاس فيغاس بحضور مالك الفندق شيلدون أديلسون، بتدوين القسم الأكبر من تعليقات بوش. ونوّه الرئيس السابق، الذي نادراً جدّاً ما يوجّه انتقادات علنية إلى أوباما، في البداية إلى أن فكرة معاودته دخول الساحة السياسية شيء لا يريد أن يفعله، ثم مضى ليشرح لماذا يرى، من وجهة نظره، أن أوباما يفرض "عزلة" على الولايات المتحدة حول العالم، كما قال أيضاً إن أوباما يخطئ في قراءة نوايا إيران وفي الوقت نفسه في سيخفف العقوبات المفروضة على طهران بسهولة أكبر مما ينبغي.

أوباما يفرض عزلة على أمريكا حول العالم
ووفقاً لما دونه الشخص الذي حضر اللقاء، فإن بوش نوّه إلى أن إيران لديها رئيس جديد وهو حس روحاني. وأضاف بوش قائلاً: "هذا الرئيس ليّن، وهنا لا بد أن تسأل نفسك: هل هناك سياسة جديدة أم هذا مجرد تغيير للناطق الرسمي باسمهم؟".

وقال بوش إن خطة أوباما القاضية برفع العقوبات المفروضة على إيران، مع التعهد بإمكانية إعادة تطبيقها في أي وقت، ليست بالمقبولة. وقال أيضاً إن الاتفاقية النووية ستكون سيئة فيما يخص الأمن القومي الأمريكي على المدى الطويل: "أتظنون الشرق الأوسط فوضويّاً الآن؟ تخيلوا كيف يكون شكله في أعين أحفادنا. هذه هي الطريقة التي ينبغي أن ينظر بها الأمريكيون إلى الاتفاقية".

انتقاد خطط مكافحة داعش
ثم خاض بوش في نقد مفصل للسياسات التي اتبعها أوباما في محاربة تنظيم داعش والتعامل مع الفوضى السائدة في العراق. وبشأن قرار أوباما سحب القوات الأمريكية كافة من العراق في نهاية عام 2011، نقل عن السناتور ليندسي غراهام وصفه هذا القرار بأنه "خطأ استراتيجي". يُذكر أن بوش وقّع على اتفاقية مع الحكومة العراقية تقضي بسحب تلك القوات، لكن كان القصد آنذاك أن يجري التفاوض بشأن اتفاقية جديدة حول وضع القوات للإبقاء على القوات الأمريكية هناك فيما بعد عام 2011. وقد حاولت إدارة أوباما التفاوض بشأن مثل هذه الاتفاقية لكن مسعاها باء بالفشل.

وقال بوش إنه يرى صعود داعش باعتباره "الفصل الثاني" من القاعدة وأنهم ربما غيّروا الاسم، لكن قتل الأبرياء ما زال هو تكتيكهم المفضل. ودافع عن الطريقة التي تعاملت بها إدارته مع الإرهاب، منوّهاً إلى أن الإرهابي خالد شيخ محمد، الذي اعترف بقتل مراسل صحيفة وول ستريت جورنال دانيال بيرل، تم اعتقاله في عهده: "تذكّروا فقط أن الرجل الذي نحر داني بيرل نزيل في غوانتانامو، والآن نراهم ينحرون الناس على شاشة التلفزيون".

وقال بوش إن أوباما تعهّد بإضعاف قوات داعش وتدميرها، لكنه لم يضع عندئذ استراتيجية لإنجاز هذه المهمة. وقال إذا كان لديك هدف عسكري وأنت جاد في تحقيقه، "فأنت تستدعي قادة قواتك المسلحة وتقول: "ما خطتكم؟" وتباهى بوش، بشكل غير مباشر، بقراره زيادة القوات المرسلة إلى العراق زيادة حادة في عام 2007 بقوله: "عندما تبين أن خطتنا لا تفلح في العراق، غيّرناها".

"لكي تكون رئيسا فعالاً ... عندما تقول شيئاً، لا بد أن تكون جادّاً فيه ... لا بد أن تقتلهم".

بوش عن بوتين
وروى بوش العديد من الحكايات عن صديقه وغريمه القديم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال إن بوتين رأى كلبه بارني في البيت الأبيض، ثم عندما ذهب بوش إلى موسكو فيما بعد، أراه بوتين كلبه وقال معلقاً إنه – أي الكلب – "أكبر من بارني وأقوى وأسرع". وأثبت ذلك السلوك لبوش أن بوتين لا يفكر من منظور "الخيارات المربحة لكل الأطراف".

كما نوّه بوش إلى ثراء بوتين وطلاقه زوجته وعشقه السلطة. ووفقاً لبوش، فإن شعبية بوتين المحلية تنبع من سيطرته على وسائل الإعلام الروسية. ثم أضاف بوش: "تبّاً، لو كنت أملك شبكة إن بي سي نيوز لتمتعت بشعبية كبيرة أنا أيضاً".

ترشّح أخيه جيب بوش للرئاسة
وبخصوص احتمال ترشّح أخيه جيب بوش للرئاسة، اعترف بوش بأنه عبء سياسي على جيب، وأن اسم بوش يمكن أن يُستغل في غير صالحه، وأن الأمريكيين لا يحبون السلالات الحاكمة. كما قال أيضاً إن السياسة الخارجية ستكون لها أهمية خاصة في الحملة الرئاسية، وأن الاختبار الذي يخوضه الجمهوريون الذين يترشحون في الانتخابات سيتمثل فيمن يملك "الشجاعة" لمقاومة الاتجاهات الانعزالية.

هيلاري كلينتون
وفي معرض حديثه عن هيلاري كلينتون، قال بوش إن الطريقة التي تمارس بها علاقتها مع الرئيس ستكون حاسمة الأهمية، وإنه سيكون لزاماً عليها في نهاية المطاف أن تختار بين مسايرة سياسات إدارة أوباما أو معارضتها. وقال إنها إذا دافعت عن هذه السياسات، فهذا اعتراف منها بالفشل، لكن إذا لم تدافع عنها فسيكون في هذا لوم منها للرئيس.

وبحسب تقرير بلومبيرغ، فقد أظهرت التعليقات التي أدلى بها جورج دبليو بوش في فيغاس أنه لا يُكنّ إلا قليلاً من الاحترام للطريقة التي يدير بها الرئيس الحالي العالم، كما كشف بوش أيضاً عن أنه لا يتحمل إلا قليلاً من المسؤولية عن السياسات التي وضعها وساهمت في الوضع الراهن.