الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (أرشيف)
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (أرشيف)
الأحد 3 مايو 2015 / 16:20

مجلة: خفايا مشاركة هولاند في القمة الخليجية وزيارة المنطقة

24 - إعداد سليم ضيف الله

نشرت الرئاسة الفرنسية على موقعها جدول الزيارة التي سيقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند، إلى منطقة الخليج، إلى الدوحة أولاً للإشراف على حفل توقيع صفقة طائرات رافال القتالية الإثنين، قبل التحول إلى السعودية، مساءً في زيارة تستمر يومين، يحضر فيها القمة الاستثنائية لدول مجلس التعاون في سابقة أولى من نوعها، وفق ما أوردت مجلة الإكسبريس الفرنسية، الأحد على موقعها.

ولم يفت تزامن القمة الخليجية، والحضور المميز للرئيس الفرنسي أشغالها، مع القمة الخليجية الأمريكية المنتظرة، في كامب ديفيد بين الزعماء الخليجيين والرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي تسبق ما أصبح متداولاً في الإعلام العالمي بـ"الصفقة النووية بين طهران وواشنطن"، المجلة الفرنسية، وذلك في ظل الاحترازات والتحفظات التي أعربت عنها دول الخليج، إزاء الصفقة المحتملة، في غياب الضمانات الخاصة بأمنها الوطني، التي ترى دول المنطقة ضرورة توفرها قبل مباركة الصفقة من عدمه، وهو ما أعلنته العواصم الخليجية وأبلغت به الإدارة الأمريكية نفسها، والدول الست المشاركة في المفاوضات حول النووي الإيراني.

رسالة 
وفي هذا الإطار، رأت مجلة الاكسبريس، أن حضور هولاند، الذي يصل السعودية ليلة القمة لعقد لقاء خاص مع الملك سلمان بن عبد العزيز، قبل زيارة مدينة الدرعية التاريخية، العاصمة الأولى للدولة السعودية، ثم حضور القمة الاستثنائية واللقاءات المغلقة مع قادة دول الخليج الست، رسالة شديدة الوضوح وعنوانها الأول واشنطن وبدرجة أقل لندن.

وفي هذا الإطار، أكدت المجلة، أن زيارة الرئيس هولاند، إلى المنطقة على أساس البرنامج الذي نشرته الرئاسة الفرنسية، يكشف على الأقل توجهاً فرنسياً متزايداً لدعم "مكانتها شريكاً تجارياً مفضلاً لدى دول المنطقة" وأضافت، أن الرئيس الفرنسي سيحاول طبعاً دعم ملف طائرة رافال القتالية بعد الصفقات الهامة الأخيرة، مع كل من مصر والهند ثم قطر، في انتظار دول خليجية أخرى أعربت بدورها عن اهتمامها بالطائرة الفرنسية، ولكن هولاند، سيسعى بزيارته إلى تعزيز مواقع فرنسا في المنطقة، مستفيداً من الرسائل التي توجهها دول مجلس التعاون إلى واشنطن.

إعلان سعودي فرنسي
وقالت المجلة إن"تباين وجهات النظر بين واشنطن وعواصم دول المنطقة المتزايدة منذ أحداث الربيع العربي، خاصة في مصر، والاتفاق النووي المنتظر مع إيران، إلا أن هولاند سيحاول بفضل هذه الزيارة إعادة الزخم القديم الذي كانت تتمتع به فرنسا في المنطقة وفي الدول العربية بشكل عام".

وعلى هذا الأساس، يُنتظر أن تشكل الزيارة منعرجاً جديداً للسياسة الخارجية الفرنسية، حسب المجلة التي أوضحت أن "لقاء الرئيس هولاند بالملك سلمان بن عبد العزيز سيتمخض عن إعلان مشترك فرنسي سعودي، يتضمن خريطة طريق متكاملة سياسية واقتصادية وعسكرية واستراتيجية أيضاً".

وجهات نظر وتباين
ولن تقتصر العودة الفرنسية إلى الساحة العربية والخليجية على ذلك، بما أن الرئيس الفرنسي: "سيلتقي في الرياض، رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، في إشارة إلى التطورات في لبنان وسوريا، قبل المشاركة في القمة الخليجية التي ستدور أساساً حول البرنامج النووي الإيراني ومكافحة داعش في سوريا والعراق والملف اليمني".

وتضيف المجلة أن هذه الملفات كشفت تباينات في وجهة النظر وبدرجات مختلفة بين واشنطن والعواصم الخليجية، ما يفسر إلى حدّ ما سرّ "إصرار باريس اليوم،  وأكثر من أي وقت مضى، على أهمية وحيوية العلاقات السياسية والاستراتجية بين دول الخليج وباريس".