مهاجرون أفارقة بعد إنقاذ مركبهم (د ب أ)
مهاجرون أفارقة بعد إنقاذ مركبهم (د ب أ)
الثلاثاء 5 مايو 2015 / 08:49

إيطاليا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى "تدابير ذات مغزى" لمواجهة تدفق المهاجرين

دعت إيطاليا الإتحاد الأوروبي يوم أمس الإثنين إلى اتخاذ "تدابير ذات مغزى" لمواجهة التدفق المستمر للمهاجرين في المتوسط، وذلك بعد إنقاذ نحو ستة آلاف من هؤلاء في نهاية الإسبوع الفائت.

وقال وزير الخارجية الايطالي باولو جنتيلوني خلال اتصال هاتفي مع المفوض الأوروبي المكلف الهجرة ديمتريس افراموبولوس، وفق ما أعلنت روما، أن "قمة الاتحاد الأوروبي التي عقدت في أبريل (نيسان) أـكدت في نهاية المطاف الطابع الأوروبي لمشاكل المهاجرين في المتوسط، ولكننا نحتاج الآن إلى تدابير ذات مغزى".

وأضاف جنتيلوني، كما نقلت عنه وزارته، أن "إيطاليا تنتظر خصوصاً، ليس فقط تعزيز فرونتكس (الوكالة الأوروبية المكلفة مراقبة الحدود الخارجية لفضاء شنغن) بل أيضاً التزام اقتصادي استثنائي من جانب الاتحاد الأوروبي للمساعدة في مواجهة الحاجات الملحة المرتبطة باستقبال المهاجرين".

وشدد على أن "وضعاً أوروبياً ملحاً لا يمكنه أن يواصل الاكتفاء بردود إيطالية".

وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت وكالة فرونتكس التي تدير عملية تريتون الأوروبية للمراقبة والإنقاذ في البحر، أنها كثفت عملياتها في المتوسط.

وقالت المتحدثة باسم فرونتيكس ومقرها في وارسو إيفا مونكور لوكالة فرانس برس "نسعى إلى زيادة عدد السفن والطائرات. طلبنا وحصلنا على تأكيد من دول أوروبية منها فرنسا بشأن إرسال وحداتها".

ورست سفينتان من البحرية الحربية الألمانية في جزيرة كريت للمشاركة في إغاثة المهاجرين في المتوسط.

وبعد سلسلة حوادث غرق أسفرت عن مصرع 1200 شخص في أبريل (نيسان) قرر القادة الأوروبيون خلال قمة استثنائية في 23 أبريل (نيسان) تعزيز الوجود الأوروبي في البحر من خلال زيادة موازنة عملية تريتون الأوروبية ثلاث مرات، علماً بانها كانت حتى الآن بقيمة ثلاثة ملايين يورو شهرياً.

دور ليبي
بدورها، دعت ليبيا التي تبحر منها الغالبية الكبرى للمهاجرين إلى تلقي مساعدة من الدول المجاورة والأوروبية.

وتم اعتقال نحو سبعة آلاف مهاجر في ليبيا عندما كانوا يحاولون الوصول بحراً إلى أوروبا كما أعلن الاثنين مسؤول تابع للحكومة غير المعترف بها والتي شكلت في طرابلس بعد استيلاء تحالف ميليشيات على العاصمة الليبية في أغسطس (آب) 2014. والحكومة الليبية المعترف بها من الأسرة الدولية مقرها في شرق البلاد.

6 آلاف مهاجر
وأعلنت البحرية الإيطالية أن أكثر من نصف المهاجرين الذين تم إنقاذهم في نهاية الأسبوع في المتوسط ويناهز عددهم ستة آلاف، وصلوا الإثنين إلى إيطاليا وأن رضيعاً ولد خلال عملية الإنقاذ.

وولدت طفلة على متن سفينة دورية تابعة للبحرية الإيطالية بعد أن شعرت الوالدة بآلام الطلق بعد الإبحار من السواحل الليبية. وقالت البحرية الإيطالية إن الأم والطفلة في المستشفى في إيطاليا وبصحة جيدة.

وغرق 10 مهاجرين كانوا على متن زوارق صغيرة وتجاوز عدد الأشخاص الذين قضوا في المتوسط منذ مطلع العام 1750.

وكانت مجموعة أولى من 900 مهاجر وصلت إلى ميناء بوتسالو قرب راغوزا في صقلية. وسينقل المهاجرون ومعظمهم من الصومال واريتريا بعد تسجيل أسمائهم إلى مراكز استقبال موزعة في أنحاء البلاد كافة وأيضاً في روما ونابولي وميلانو.

ووصلت سفن حربية اليوم وهي تحمل ألفي مهاجر إلى ريجو كالابريا (جنوب غرب) وميسينا واوغوستا في صقلية أو على جزيرة لامبيدوزا الايطالية قبالة تونس.

دورية فرنسية
وكثف خفر السواحل والبحرية الإيطاليان في نهاية الإسبوع عمليات الإنقاذ. ولأول مرة السبت شاركت سفينة الدورية الفرنسية "كومندان بيرو" في العمليات وأنقذت 219 مهاجراً كانوا على متن ثلاثة زوارق.

وإرسال هذه السفينة كان مقرراً منذ زمن كما قالت الاثنين المفوضية الأوروبية التي لا ترى أن تعزيز عملية تريتون الأوروبية للمراقبة والإغاثة البحرية قد بدأ. ولم تتبن الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد نهائياً الإجراءات الجديدة التي تنص على توسيع المنطقة الجغرافية التي تنفذ فيها السفن عمليات الإغاثة فيها.

وأوضح المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية في روما فلافيو دي جاكومو أن القرارات التي اتخذها القادة الأوروبيون في 23 أبريل (نيسان) بعد حوادث الغرق الجماعي لمهاجرين في المتوسط في منتصف الشهر الماضي لم تظهر مفاعليها بعد على الأرض.

وصرح دي جاكومو لوكالة فرانس برس بأن "معظم عمليات الإنقاذ في نهاية الإسبوع الماضي قام بها الإيطاليون أو سفن تجارية يديرها مركز عمليات خفر السواحل".