مسجد الحاج زيدان في الطوبجي حيث كان يقضي البغدادي أكثر أوقاته(أعلى) ومنزله في منطقة الطوبجي في بغداد (أسفل)
مسجد الحاج زيدان في الطوبجي حيث كان يقضي البغدادي أكثر أوقاته(أعلى) ومنزله في منطقة الطوبجي في بغداد (أسفل)
الثلاثاء 5 مايو 2015 / 12:33

صديق سابق للبغدادي: "خليفة" داعش لم يرَ في القرآن "خيراً"

24 - إعداد. ميسون خالد

معرّفاً عن نفسه باسم مستعار هو أبو محمد، صرّح صديق سابق لخليفة داعش المصاب حالياً، أبو بكر البغدادي، بخفايا عن هذا الأخير، تكشف أنه لم تبدُ عليه بوادر الزعامة، وكان شديد الولع بكرة القدم.

صديق البغدادي: لو كنت أعرف بأنه سيكون أخطر مجرم في العالم لما عالجته أو اقتربت منه حتى وتمنيت ساعتها أن أكون كسرت ساقه بدلاً من معالجتها

وجاءت تصريحات أبو محمد(40 عاماً) لشبكة "رووداو" الكردية العراقية، حيث تحدث مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، في مقابلة نشرت أمس الإثنين، مؤكداً أن الرجل الذي اعتُبر "أخطر شخص في العالم" أخيراً، كان ذا شخصية عادية يصعب معها تخيل أن يقود تنظيماً، ولم يعتلي المنبر سوى مرتين قبل توليه "خلافة" داعش.

لم يكن متديناً
رافق أبو محمد البغدادي فترة طويلة في حياته امتدت لعدة سنوات، الأمر الذي جعله يبدي دهشته للوهلة الأولى حال تداول وسائل الإعلام صورة أبو بكر البغدادي، مشيراً إلى أنه "لم يتخيل يوماً أن يصبح ذلك الشخص الهادئ أشرس رجل وقاتل، وأن يملك كل هذه القسوة".

وأشار الصديق، وهو موظف حكومي في بغداد، إلى أن أصدقاء البغدادي كانوا يطلقون عليه لقب "الملا أو الشيخ إبراهيم"، ومع هذا، فقد وصفه أبو محمد بأنه "كان شخصاً طبيعياً أكثر من كونه رجل دين او إمام"، مشيراً إلى أنه اصطحب ابنه الصغير إلى منزل البغدادي سابقاً، حيث كان يقصده عدد من المصلين في الجامع لرقية أبنائهم الصغار، وعندها أجابه أبوبكر بأنه "لو كان فيه(أي القرآن) خيراً لعالجت ابني المشاغب"، حيث كان ابنه حذيفة طفلاً متمرداً تصعب السيطرة عليه.

شخصية عادية
وعند سؤاله عن وجود طقوس معينة كان ينتهجها البغدادي، نفى أبو محمد هذا الأمر بشدة، مؤكداً أن "شخصيته البسيطة توحي لك بأنه لن يستطيع قيادة بضعة أشخاص، حتى ملبسه"، مشيراً إلى أنه من المعتاد ارتدائه القميص والبنطلون، وأحياناً التي شيرت، عندما كان يذهب خلال مراجعته لعدد من الدوائر، وكان يرتدي الجبة والعمامة عندما يؤم المصلين او في الأيام العادية.

ولفت أبو محمد إلى أن "الملا إبراهيم" لم يكن خطيباً للجامع سوى مرتين، في عام 1995، حيث اعتلى منبر الجمعة، مشيراً إلى أن جميع المحيطين به قتلوا بعد 2003 خلال معارك مع القوات الأمريكية المتواجدة في العراق حينها، وبعد 2004 اختفى تماماً عن الظهور في منطقة الطوبجي.

الفاجعة
وأكد الصديق السابق للبغدادي أن "الغريب في الأمر أن ما ظهر على البغدادي قبيل انخراطه مع داعش مختلف تماماً عما بدا عليه الآن"، مؤكداً أنه "لم يكن معروفاً عنه بأنه جهادي، لكن الوضع اختلف تماماً بعد احتلال العراق وتبنيه الفكر الجهادي".

ومتحدثاً عن تلقي خبر "زعامة" البغدادي لتنظيم داعش، أشار أبو محمد إلى أنه، بعد تداول كثير من وسائل الإعلام صوراً "بدت قريبة للشخص الذي عاش لفترة بيننا، وتلقى أولادنا تحفيظ القرآن على يديه"، كانت "الفاجعة" لأهالي الحي.

إصابة بالغة وندم
ويروي أبو محمد: "ذات مرة كنا نلعب كرة القدم في ساحة الطوبجي الشعبية، وتعرض إبراهيم إلى إصابة بالغة في قدمه، وبحكم امتلاكي بعض الخبرة في الإسعافات الفورية، قمت بمعالجته ولكني ندمت كثيراً الآن على هذا الموقف، ودائماً أقول لعائلتي: لو كنت أعرف بأنه سيكون أخطر مجرم في العالم لما عالجته أو اقتربت منه حتى( وتمنيت ساعتها أن أكون كسرت ساقه بدلاً من معالجتها)".

يذكر أن البغدادي لم يظهر للعلن سوى مرة واحدة للعلن، في يوليو(تموز) 2014، حيث اعتلى منبر جامع النوري(الجامع الكبير) معلناً دولة "الخلافة"، وداعياً المسلمين لمبايعته.

وكانت تقارير سابقة لصحيفة "الغارديان"، أكدها مسؤولون عراقيون وغربيون، أشارت إلى تعرض البغدادي لإصابة بالغة في غارة جوية للتحالف الدولي في 18 مارس(آذار) الماضي، الأمر الذي جعله "ميتاً سريرياً"، وحدا بانتظام لتعيين "خليفة" مؤقتاً له، هو أبو علاء العفري، واسمه الحقيقي عبد الرحمن مصطفى، ويعمل مدرساً للفيزياء في مدينة تلعفر.