مظاهرة للجالية الإيرانية أمام البرلمان في لاهاي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين (أرشيف)
مظاهرة للجالية الإيرانية أمام البرلمان في لاهاي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين (أرشيف)
الأربعاء 6 مايو 2015 / 11:59

صحيفة كندية: ضحايا طهران ينتظرون من ينقذهم

24 - إعداد: ميسون جحا

انضم برلمانيون كنديون من أطراف الطيف السياسي كافة من أجل إطلاق الأسبوع السنوي الرابع لمحاسبة إيران ودق ناقوس الخطر بشأن مجموعة التهديدات الخطيرة الصادرة عن النظام الإيراني، كخطره النووي ومحاباته للإرهاب، وبث الكراهية، وعلى الأخص تجاوزاته المنهجية لحقوق الإنسان. وبرأي صحيفة "ناشونال بوست" الكندية، يمثل هذا التحرك أهمية خاصة في الحياة البرلمانية الكندية، وإشارة حقيقية لمناصرة الحكومة الكندية لكل ما من شأنه لجم الطموحات الإيرانية الرامية لتوسيع نفوذها في المنطقة.

وفي هذا السياق، يقول وزير العدل السابق، والنائب الكندي الليبرالي ايروين كوتلر، ورئيس حركة "إيرا" أقلام حرة، والذي تولى الدفاع عن نيلسون مانديللا في عهد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا "يشمل برنامجنا للعام الحالي الاستماع في مجلس العموم لشهادات" لجنة فرعية لهيومان رايتس ووتش، ولعقد منتدى عام والاطلاع على تقارير صحفية، وما يقوله المدافعون عن السجناء السياسيين، والختام بالدعوة للتحرك لنصرة المظلومين والمضطهدين داخل إيران".

وتشير الصحيفة إلى أنه من بين المشاركين في ذلك اللقاء أحمد شهيد، المقرر الخاص عن الأمم المتحدة بشأن وضع حقوق الإنسان في إيران، والصحفي الكندي الإيراني والمنتج السينمائي والسجين السياسي القديم مازيار باهاري، ومارينا نعمت، وشكيب نصر الله، سجينان سابقان في سجن إيفين الرهيب.

فترة ملائمة
وترى صحيفة ناشونال بوست أن مؤتمر "أسبوع محاسبة إيران" للعام الحالي يأتي في وقت مناسب حيث غطت، إن لم تطهر، المفاوضات النووية التي تجريها القوى ٥+ ١ على الممارسات القمعية الفظيعة التي يرتكبها النظام الإيراني داخل البلاد.

وتلفت الصحيفة إلى أنه في ظل المفاوضات النووية، نفذت السلطات الإيرانية عمليات إعدام مخيفة. فعلى سبيل المثال، تم إعدام ٤٣ شخصاً خلال ثلاثة أيام في شهر إبريل (نيسان) لوحده. وبالإضافة إليه، شددت السلطات هناك من عمليات اعتقال ومحاكمة أبناء الأقلية من الطائفة البهائية، وواصلت تجريم المعارضين والمنشقين عن النظام، والاستهانة باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي صادف الاحتفال به مؤخراً، وما زال قرابة ٩٠٠ سجيناً من سجناء الرأي والضمير يقبعون داخل السجون الإيرانية، ويتعرضون للتعذيب والتهديد بالإعدام.

وتبعاً لذلك، تقول "ناشونال بوست" يركز أسبوع محاسبة إيران على المشروع العالمي لمناصرة حقوق السجين السياسي، في حين يتبنى نواب كنديون وأعضاء في مجلس الشيوخ قضية الدفاع عن السجناء السياسيين داخل المعتقلات الإيرانية.

ويقول كوتلر: في العام الحالي، أواصل الدفاع عن سبعة معتقلين من زعماء الطائفة البهائية في إيران، والمعروفة باسم "ياران" . كما تبنيت قضية السجين آية الله سيد حسين كازيميني بوروجيردي، وهو رجل دين شيعي بارز ومناصر قديم للحرية الدينية داخل إيران. ويمثل جميع أولئك السجناء مسألة تجريم الأقليات الدينية والعرقية في إيران، وتمثل قضاياهم أكبر شهادات على المظالم والتجاوزات التي تتم يومياً في جميع أرجاء إيران على أيدي السلطات ورجال الأمن هناك.

ويضيف كوتلر: حكم على زعماء بهائيين، فاريبا كامالابادي وجمال الدين خانجاني وعفيف نعيمي وسعيد رضائي وماهفاش سبيت وبهروز تافاكولي وفهيد تيفام، في عام ٢٠٠٨، بالسجن لمدة عشرين عاماً، وهو حكم بالإعدام فرضياً بالنظر لتقدمهم في العمر. واستند القضاء الإيراني في توجيه الحكم لاتهام هؤلاء "بشن حملة موجهة ضد النظام"، بما يذكر بالتكتيكات التي اتبعها النظام السوفييتي السابق، والذي كان يقوم على مبدأ "سلمنا الأشخاص وسنجد لهم التهمة".

تجاوز القانون
وبرأي كوتلر، إن اعتقال ومحاكمة زعماء طائفة" ياران" يمثل أكبر شاهد على خرق كل من القانون الإيراني والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها إيران. وتشمل تلك التجاوزات الاعتقالات العشوائية واللاقانونية والطويلة، والتعذيب وسوء المعاملة وتسويق الاتهامات الكاذبة مثل "نشر الفساد في الأرض (عقوبته الإعدام)، وحرمان المعتقلين من حق المحاكمة العادلة، وجلسات التحقيق الخالية من أية معايير قضائية نسبة لتطبيق مجريات القضاء السياسي.

وكحال زعماء ياران، يقبع آية الله بورونجيردي في السجن بتهم تتعلق بمناصرة حرية التعبير، ومن ضمنها الحريات الدينية. وهو اليوم يقضي سنته التاسعة في السجن، ومحروم من تلقي الرعاية الصحية اللازمة واللقاءات الأسرية.

فقد ناصر بورونجيردي الحريات الدينية، وحضر احتفالات دينية للشيعة والسنة والمسيحيين واليهود والزاراديشتية والبهائية. كما دعا الرجل لتطبيق ميثاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولإلغاء عقوبة الإعدام ولوضع حد للمعاملة اللا إنسانية التي يتعرض لها السجناء السياسيين فضلاً عن التعذيب الوحشي".

وختم كوتلر كلامه بالقول "تسعى حكومة إيران لامتلاك الأسلحة النووية، وهي في نفس الوقت ترعى الإرهاب وتنشر الخطاب المذهبي الخطير، وتتجاوز حقوق أبناء شعبها، وإن أقل ما يمكن لنا فعله هو لفت الأنظار لمعاناة أولئك الشجعان الذين تحدوا النظام، وأن نروي حكاياتهم لعلى العالم يتنبه لهم ويعمل على حمايتهم وإطلاق سراحهم".