الأربعاء 13 مايو 2015 / 15:59

إجازة ضرورية للزوجات



تزخر المقالات المتعلقة بشؤون العلاقات الزوجية بالنصائح عن "وصفات سحرية" تساعد على تخليص الزوجين من الضغوطات والحفاظ على شرارة الحب والمودة بناء على معادلة تعتبر أن تراكم المشاعر السلبية تتحول لقنبلة موقوتة قد تنفجر عبر "الطلاق العاطفي" الذي يؤدي بدوره إلى الطلاق الفعلي.

ولا شك أن الإجهاد النفسي هو من أبرز العوامل التي تسبب الضغوطات للزوجين، حيث تستهلك المشاعر في التوتر ليقف جبل الجليد حاجزاً بين قلبي الشريكين لذلك من الممكن كسر هذه الحلقة المفرغة عبر المرأة كونها أكثر طلباً للطلاق من الرجل حسب دراسة حديثة.

فبعد تحليل نتائج 4000 أمريكي تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، تبيّن للباحثين من معهد أوستن في ولاية تكساس أن 55% من النساء المتزوجات يرغبن بالطلاق والانفصال عن أزواجهن مقابل 29% من الرجال غير الراضين عن زوجاتهن.

هذه الدراسة تؤكد مدى حاجة الزوجة إلى فترة للترفيه عن نفسها بتفريغ ضغوطها أو الشعور بكيانها بعيداً عن جدران المطبخ أو غرفة الغسيل خاصة بعد سماع الكثير من الزوجات يقلن: "أنا لا أجد في نفسي جُرأة كافية لأقترح على زوجي "إجازة" هل أقول له مثلاً إنني بدأت أشعر بالملل منه، وأحتاج إلى بعض الوقت مع نفسي لأنه يعتبرها إهانة رجولته أو مقدمة للطلاق".

والإجازة الزوجية التي تحتاجها المرأة، سواء كانت عاملة أو ربة منزل، لا تعني ترك المنزل بضعة أيام لكنها قد تكون لدقائق أو ساعات، كما لا تحتاج إلى تكاليف باهظة، إذ يمكن الشعور بالإجازة من خلال أمور بسيطة كسماع أغنية جميلة أو الذهاب إلى صالون تصفيف الشعر أو القيام بأي نشاط ممتع بالنسبة للمرأة يساعدها على تفريغ طاقاتها السلبية لكسر الروتين اليومي وإكسابها "مناعة" لتواجه الأعباء الزوجية.

الإجازة الزوجية التي نحن بصددها تعتبر مثمرة، إذا ما طُبِّقت بطريقة صحيحة، على ألا تكون بعد ثورة غضب أو نتيجة خلاف ساخن فالإجازة تعني الانفراد بالنفس قليلاً من الوقت لتجديد الحنين والشوق.

فضغوطات الحياة المشحونة بالعمل والاهتمام بتأمين سبل العيش تعد من أهم الأسباب المؤدية إلى وجود الجفاف عند الزوجين، الذي يقود إلى مشاعر متبلدة وعواطف باردة، تؤدي إن استمرت على هذا المنوال إلى طريق واحد هو الطلاق.

والحل يكون بإذكاء روح البهجة في المنزل عبر هذه الإجازة الضرورية للزوجة، التي تعتبر بمنزلة إجازة الموظف من عمله، وذلك لما لها من أثر كبير في إضفاء بعض الحيوية على العلاقة الزوجية عملاً بالمثل البرازيلي القائل: " القشة في اللبن قد تتحول الى عامود صلب في الحلق إذا لم تتم إزالتها قبل الشرب".