الخميس 14 مايو 2015 / 16:35

الساعة الذكية...هدر للوقت







تخطو الساعات الذكية خطوات ثابتة وواثقة وطموحة نحو بوابة الانفتاح الرقمي العالمي ماضية في طريقها الطويل الملبد بالعوائق- على غرار أي منتج جديد يسلك مساره للمرة الأولى- عازمة على خلق مفهوم تواصل بشري آلي جديد فريد من نوعه، يمزج بين الهاتف الذكي وسوار اللياقة البدنية والساعة معاً في جهاز صغير يُحول المعصم إلى أداة ذكية للتفاعل مع الآخرين لتختزل الوقت الضائع من وضع اليد داخل الجيب أو الحقيبة لجلب الهاتف الذكي.

يقال إن الساعات الذكية قفزة نوعية في قطاع التكنولوجيا الذكية القابلة للارتداء...نعم، لكنها في الحقيقة تستهدف شريحة معينة تتطلع إلى التباهي والتفاخر غير مكترثة إن كان هذا الكمبيوتر الصغير الملتف حول معصمها يستحق الاقتناء أم أنه أحد مظاهر الادعاء التكنولوجي.

والواقع أن هذه الشريحة تجهل ما وراء الكواليس ولا تقرأ ما بين السطور الذي يقول إن الاهتمام المبالغ فيه من قبل تلك الشركات يُشكل مصدر دخل جديد لكسب الدولارات، فيما يرى محللون تقنيون أن الساعات الذكية هي الخطوة الأحدث بعد الهواتف الذكية.

لكن!...كيف يمكن الانتقال إلى قطاع جديد شرطه الأساسي الارتباط بقطاع قديم فما الفائدة وما الداعي، إذ لا بد من اقتران الساعات الذكية بالهواتف الذكية وهذا الأمر في حد ذاته، يبدو شيئاً مملاً ومرهقاً مادياً وجسدياً لاسيما للعين، حيث النظر والتدقيق في شاشة صغيرة، كما أنها لا تقدم شيئاً جديداً لم نعهده مع الهواتف الذكية، إنما هي شاشة إضافية يسهل الوصول إليها فقط لمعرفة ما يدور داخل الهاتف. ناهيك عن أن كلا القطاعين يعانيان من التحديات ذاتها، أبرزها قصر عمر البطارية، المشكلة الأكثر إزعاجاً لكافة المستخدمين.

ورُغم أن بعض توجهات الشركات الكبرى مثل سامسونغ وإل جي تركز على استقلالية الساعات عن الهواتف، تبقى مشكلة فقدان المتعة والراحة أثناء التصفح خلف شاشة لم يعتد الشخص على النظر إليها سوى لمعرفة الوقت، أي لثواني معدودة. الآن...تحول الأمر لأسلوب حياة مليء بالتصفح والمطالعة والقراءة والمتابعة والرصد، ليختزل المرء ما كان يفعله على الهاتف الذكي صاحب الشاشة الكبيرة التي تراوحت بين 5 و6 حالياً ليعود إلى شاشة قطرها 3 بوصات كحد أقصى.

ألا يدعو الأمر للغرابة؟ ألا يستحق أن يقف المستخدم لبرهة ويسأل نفسه "كيف سأشاهد مقطع فيديو بدقة عالية أو أتواصل مع أصدقائي عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة أو أكتب رسالة نصية أو بريداً إلكترونياً أو أفتح أكثر من غرفة صغيرة للقراءة على شاشة بالكاد كنت منذ فترة وجيزة أعرف منها كم الوقت فقط؟".

وأخيراً، وليس آخراً، أظهرت نتائج أحدث احصائية حول النسبة المئوية من المستخدمين الذين يقتنون ساعات ذكية وغيرها من الأجهزة الذكية الملبوسة مثل أساور اللياقة البدنية، أن نحو 64.55 % من المستطلع آراؤهم لا يمتلكون جهازاً واحداً ذكياً ملبوساً سواء ساعة أو سوار، فيما أكد 23.99% منهم بأنهم يرتدون ساعات ذكية، و6.95% منهم يمتلكون أساور بدنية، وأقر نحو 0.38% من المستطلع آراؤهم بأنهم لديهم أجهزة ذكية ملبوسة، لكن بأشكال أخرى مثل الخواتم الذكية أو نظارات غوغل الذكية، و4.13% من المصوتين قالوا إنهم يمتلكون اثنين على الأقل من الأجهزة الذكية القابلة للارتداء.