وزير الخارجية الأسبق هيلاري كلينتون (أرشيف)
وزير الخارجية الأسبق هيلاري كلينتون (أرشيف)
الجمعة 22 مايو 2015 / 14:27

رسائل كلينتون تلمح إلى علم الإدارة سريعاً بهوية منفذي هجوم بنغازي

كشفت رسائل إلكترونية لهيلاري كلينتون نشرتها صحيفة أمريكية يوم أمس الخميس أن مصادرها الخاصة وفرت معلومات استخبارات بخصوص هجوم دامٍ في ليبيا في 2012 في تناقض مع تصريحات البيت الأبيض.

وفيما يستعد البيت الأبيض لنشر الرسائل الإلكترونية التي وجهتها كلينتون أثناء توليها رئاسة الخارجية لأربع سنوات، نشرت صحيفة نيويورك تايمز حوالى 350 صفحة أكدت أنها تتعلق فقط بليبيا والهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي.

وغداة الهجوم الذي قتل فيه السفير كريس ستيفنز وثلاثة آخرين تلقت كلينتون معلومات سرية مفادها أن مسلحين موالين للقاعدة مسؤولون على الأرجح عن الهجوم.

لكن المسألة استغرقت عدة أيام قبل اعتراف البيت الأبيض بأنه يحقق في إمكانية علاقة تنظيم القاعدة بالهجوم.

النشر الرسمي للرسائل
ويتوقع أن تنشر الخارجية الأمريكية دفعة أولى من حوالى 296 رسالة بريدية وجهتها كلينتون من عنوانها الإلكتروني الخاص بين 2009 و2012، وكلينتون تسعى لتكون أول سيدة تترأس الولايات المتحدة في انتخابات 2016.

وأتى هذا القرار بعدما أمر قاض هذا الإسبوع الوزارة بالكف عن المماطلة وإصدار جدول زمني لنشر الرسائل تدريجياً اعتباراً من الثلاثاء.

وطلبت لجنة خاصة في الكونغرس شكلها الجمهوريون الحصول على الرسائل، وهم يتهمون الإدارة بالتغطية على ما حصل فعلاً في بنغازي.

لكن صدور معلومات مؤخراً بأن كلينتون استخدمت خادماً وعنواناً بريدياً خاصين أثناء توليها الخارجية آثار شكوك الجمهوريين مجدداً.

وصرحت المتحدثة بإسم الخارجية ماري هارف أنه لا يسعها "تأكيد أو نفي صحة الوثائق" التي نشرتها صحيفة ذا تايمز لكنها أضافت أن الرسائل الإلكترونية ستنشر "قريباً جداً".

وأغلبية الرسائل التي نشرتها الصحيفة موجهة من مستشار وصديق قديم لعائلة كلينتون هو سيدني بلومنتال نقل فيها عن مصادر "حساسة" على علاقة مباشرة مع كبار المسؤولين الليبيين.

ولا تشمل الرسائل تعليقات كثيرة من كلينتون، حيث اكتفت أحياناً بوصف معلومة ما بأنها "مقلقة" أو "مثيرة للاستياء".

وغالباً ما أحالت كلينتون هذه الرسائل إلى موظفين لطباعتها أو إلى مستشارها الموثوق للسياسة الخارجية جيك ساليفان طالبة منه استشارة خبراء آخرين في الخارجية أو البيت الأبيض في شؤون ليبيا والشرق الأوسط.

وأحياناً أعرب ساليفان عن التشكيك في صحة المعلومات الواردة في المذكرات.

الهجوم على بنغازي
في 12 سبتمبر (أيلول) 2012، وسط الفوضى التي تلت هجوم 11 سبتمبر (أيلول) أرسل بلومنتال إلى كلينتون مذكرة مصنفة "سرية" أكد فيها أن الرئيس الليبي آنذاك محمد المقريف تم إبلاغه بأن الهجمات "نتيجة ما اعتبره الكثيرون من المتدينين الليبيين تسجيل فيديو مسيئاً".

لكنه بعد ساعات بعث رسالة إلكترونية مطولة من هاتفه المحمول صنفها "وصل للتو".

وأفادت الرسالة "يعتقد مسؤولون أمنيون ليبيون أن الهجوم من تنفيذ عناصر ميليشيا إسلامية تطلق على نفسها اسم كتيبة أنصار الشريعة، وتستقر في مخيمات في ضواحي بنغازي الشرقية".

وحولت كلينتون هذه الرسالة من بريدها الإلكتروني إلى ساليفان مع تعليق "علينا نشر ذلك في أسرع وقت".

إلا أن مستشارة الأمن القومي آنذاك سوزان رايس قالت على التلفزيونات في ذلك الأسبوع أن الهجوم تم خلال تظاهرة "عفوية".

وسلمت كلينتون حوالي 30 ألف رسالة بريدية في 55 ألف صفحة إلى وزارة الخارجية التي تراجعها من أجل حجب المعلومات السرية قبل نشرها.

ومن بين الرسائل التي نشرتها "تايمز" تحذير من مستشارة أخرى من تسليح الثوار الليبيين قبل مقتل القذافي.

وكتبت المستشارة السابقة لكلينتون أن ماري سلوتر في أبريل (نيسان) 2011 "أؤيد القول أننا لا نمانع أن يفعلها الفرنسيون (تسليح الثوار) لمضاعفة الضغط على القذافي، لكن في مجتمع قبلي تم فيه قمع النزاعات لفترة طويلة، لا تبدو زيادة إعداد الأسلحة منطقية".