الأمن السعودي يحقق في مكان الحادث(أ ف ب)
الأمن السعودي يحقق في مكان الحادث(أ ف ب)
السبت 23 مايو 2015 / 09:43

شهود عيان: إرهابي القطيف أغلق الباب وفجَّر نفسه في الركعة الثانية

ضرب الإرهاب مسجداً في بلدة القديح بمحافظة القطيف السعودية، أثناء صلاة الجمعة أمس، مخلفاً نحو 21 شهيداً وعشرات المصابين، حال بعضهم حرجة، في حادثة هي الثانية من نوعها التي تضرب شرق السعودية السنة الجارية.

دخل الانتحاري إلى جامع الإمام علي بن أبي طالب في الركعة الثانية تحديداً محاولاً شق الصفوف بعد أن أغلق الباب بإحكام وذلك لإيقاع أكبر عدد من الضحايا

وحسب شهود عيان، فإن التفجير حدث أثناء الركعة الثانية، وكان الإرهابي يحاول التموضع وسط المسجد، ويتوقع أنه كان في الصف الثامن من بين عشرة صفوف كانت تؤدي الصلاة، وفي الصف الواحد قرابة 40 مصلياً، بحسب ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، اليوم السبت.

وبحسب محمد مكي (أحد شهود العيان الذين نجوا من الحادث المفجع)، فقد دخل الإرهابي المسجد مع بدء الصلاة فعلياَ، وفجَّر نفسه هناك، وتركزت الإصابات في الصفوف الخلفية، بينما تساقط المصلون في الصفوف الوسطى والأولى بفعل قوة التفجير.

دمار ودماء
ولوحظ في مكان الحادث دمار شديد أحاط بأرجاء المسجد، تساقطت خلاله الثريات والأنوار وتكسرت النوافذ والمصابيح، كما تهاوى السقف المستعار واختلطت أشلاء بعض الضحايا والإرهابي في المكان، وفي السقف كانت لا تزال بقع من الدماء تلطخ موقع التفجير، ولم يعلم ما إذا كانت تعود للانتحاري، أم للضحايا، وقال أحد المصلين، إن "الإرهابي كان يحاول أن يشق طريقه لوسط الصفوف، إلا أنها كانت محكمة، ففجَّر نفسه في وسط الصف ما قبل الأخير".

وكان المسجد مكتظًا بالمصلين، وخلال زيارة «الشرق الأوسط» أمكن تعداد عشرة صفوف كان التفجير قد وقع في الصف الثامن منها، ويحمل الصف الواحد نحو 40 مصليًا.

وقال أحد شهود العيان، واسمه أحمد عبد الله المرزوق، وهو عضو في مجلس محلي: "حين وقع الانفجار، قذف بي مسافة إلى الأمام، وانتشر الدخان في المكان، واختلطت رائحة التفجير بالأشلاء، ولم أعِ تماماً ما الذي حدث".

مشهد مروع
وداخل المسجد، كان علي حميدي، وهو أحد الناجين من الانفجار، ممسكًا بهاتفه النقال لطمأنة ذويه، وأوضح أنه كان بعيداً نسبياً عن موقع الانفجار، فقد كان يؤدي الصلاة في الصفوف الأولى، لكن الانفجار "أحدث دوياً في المكان".

وقال: "كنا في الركعة الثانية، حين وقع التفجير، شعرنا أن المكان سينهار، وتدافع الناس وشاهدنا الجثث في الخلف، كان مشهداً مروعاً".

وأضاف: "أسرع الجميع للنوافذ، وبعضها كسرت من قوة التفجير، من أجل السماح للدخان بالخروج، كما أن الإنارة اطفأت".

بيت من بيوت الله
أما محمد عبيدان فقد كان غائباً عن أداء الصلاة في المسجد، وهو يقول إنه كان في بيته لحظة التفجير، وسمع دوياً في المكان، وتابع: "يبعد بيتي نحو مائتي متر من موقع المسجد، وسمعنا دوياً هائلاً، فظننا أن انفجاراً وقع في أحد المنازل، ولم يدر في خلدنا أن الهدف كان بيتاً من بيوت الله".

وألغيت حفلات الأعراس، وقالت عائلة القريش إنها ألغت حفل زفاف كانت ستقيمه في قاعة قريبة من القديح تضامناً مع الأهالي المفجوعين، في حين عم الحزن أرجاء المنطقة الشرقية، وأطلقت نداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتبرع بالدم.