الأحد 24 مايو 2015 / 22:23

بالفيديو| والد أصغر ضحايا "القديح": تخرّج من الروضة وكان يستعد للمدرسة

كشف والد الطفل حيدر المقيلي، أن ابنه حيدر الذي قضى نحبه في تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب بالقديح، كان يحضر لأول مرة صلاة الجمعة، على الرغم من تردده على المسجد القريب من منزله مع والده في بعض الفروض.

وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأحد، تحدث والد الطفل حيدر جاسم المقيلي بصبر شديد وإيمان بقضاء الله وقدره، عن اللحظات الأخيرة التي عاشها مع ابنه ذي الخمس سنوات الذي سقط ضحية للإرهاب ضمن 21 ضحية، أودى بها عمل إرهابي جبان شهده البلدة الوادعة.

وحيدر هو الطفل الثاني في عائلته، ولديه شقيقة اسمها حوراء لها من العمر ثلاث سنوات. وبنبرة حزينة، وهو يغالب آساه، قال والد الطفل حيدر لـ"الشرق الأوسط" إنه "ما زال يسمع أنفاس ابنه الأخيرة تتردد في أذنيه، حيث قضى حيدر في المستشفى بعد الحادث الإرهابي".

ويوم الجمعة، سبق الطفل والده إلى المسجد، وكان مكانه في الصفوف الخلفية، ويقول الوالد "إنه سمع التفجير فهرع إلى المكان الذي لم يكن يبعد عن البيت أكثر من مائة متر"، ويضيف: "هرعتُ مفزوعاً بسرعة إلى المسجد بعد سماع دوي الانفجار ووسطت فوضى عارمة وانتشار للدخان والجثث، تحسستُ ولدي الذي كان ينزف بغزارة من أعضاء متفرقة من جسده فحملته إلى مستشفى مضر القريب في البلدة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة".

وكان المصلون في الركعة الثانية من صلاتهم في يوم الجمعة، حيث فجَّر الإرهابي المزنر بحزام ناسف نفسه، في حادث هو الأول من نوعه تشهده المملكة الذي ينفذ بهذه الطريقة.

وبالعودة إلى والد الطفل حيدر الذي قال "إن ابنه تخرج قبل أيام فقط من الروضة وتم تسجيله في مدرسة سلمان الفارسي الابتدائية في بلدة القديح"، وقال وهو يذرف الدموع: "كان جاهزًا لإكمال مشواره التعليمي، ولكن حان موعد القضاء والقدر حيث فقدتُ فلذة كبدي".

فاجعة الطفل حيدر، تحولت إلى عنوان عريض لإدانة مرتكبي الجريمة ومن يقف خلفهم، ولقيت صوره وكلمات التأبين التي تداولها المغردون السعوديون رواجاً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي، واعتبر بعضهم أن هذا الطفل سيبقى شاهداً على رداءة الفكر التكفيري كما يعري خطاب التحريض ومن يقف خلفه.

وكشف المقطع أن والدة حيدر كانت تراقب توجهه إلى المسجد منذ خروجه، حتى سمعت الانفجار فأطلت من النافذة لترى الدماء والأشلاء، ثم هرعت لإخبار والده، مشيراً إلى أن رسالته لمنفذ الجريمة هي "شكراً ما قصرت، فقد جعلت ولدي شهيداً وصرت أنا أبا الشهيد".