شهادة المهرب اللبناني (لقطة من تقرير آرتي)
شهادة المهرب اللبناني (لقطة من تقرير آرتي)
الإثنين 25 مايو 2015 / 13:32

كبتاغون سلاح داعش السري للسيطرة على وحوشه وضمان سيولة ضخمة

كشفت قناة آرتيِ ARTE الفرنسية الألمانية، جانباً آخر من نفسيات المقاتلين والمسلحين في سوريا والعراق، وأساساً مقاتلي داعش وجبهة النصرة، من مدمني مخدر أو عقار كبتاغون والامفيتامينات، الممنوعة في أغلب دول العالم.

وكشف التقرير، الذي تحدث فيه أحد المهربين اللبنانيين عن رواج تجارة كبتاغون، في البقاع والمناطق الحدودية مع سوريا، والإقبال الكبير الذي تعرفه هذه التجارة لدى داعش والنصرة وحتى الجيش الحر، استهلاكاً وتهريباً، والطلب على هذه العقاقير والمنشطات التي تسببب أضراراً عقلية ونفسية كبيرة إلى جانب المساعدة على مقاومة التعب والتيقظ و لكنها تخلف أضراراً جانبية أخرى بسبب تنشيط الحواس بشكل مبالغ فيه أحيانا، وتهييج الرغبات الجنسية.

حبة داعش
ويعتبر كبتاغون، حبة داعش المفضلة حسب التقرير، لسببين أساسيين، تلبية احتياجات المسلحين المدمنين من جهة، وتأمين موارد مالية ضخمة عن طريق التهريب إلى سوريا والعراق والدول المجاروة انتهاءً بدول الخليج التي تستهدفها شبكات التهريب.

وكان كبتاغون، قبل منعه في 1986 من قبل المنظمة العالمية للصحة، من الوصفات الطبية المناسبة لعلاج اضطرابات التركيز والاكتئاب والصرع العصبي، ولكن الدراسات العلمية أثبتت منذ الثمانينات الأخطار والمضاعفات الجانبية الهامة التي يخلفها هذا العقار القائم أساساً على مخدر صناعي الامفيتامين.

حيوية ورغبة جنسية
وحسب المهرب اللبناني الذي تحدث إلى القناة التلفزيونية، يسمح العقار "بالشعور بالحيوية، وبتحمل ضغط العمليات العسكرية دون تعب أو إرهاق أو خوف، كما يلجأ إليه المقاتل للسهر ولتنشيط طاقته الجنسية".

ومن جهة أخرى نقلت مجلة لوبوان الفرنسية، على موقعها، أن ضابطاً سورياً من حمص تحدث إلى رويترز في بداية العمليات العسكرية في سوريا، في أواخر 2011، ,أكد أن "السجناء الذي يتعاطون حبوب كبتاغون لا يشعرون بالألم إطلاقاً، مهما حاولت إيلامهم".

ولكن هذه الميزات النفسية المخدرة، التي تسمح لداعش مثلاً بالسيطرة على وحوشه في ميدان الحرب وتُفسر إلى درجة معينة السلوك الحيواني الذي يميز أغلب مسلحيه والمنتمين إليه، في سوريا والعراق، ليست السبب الوحيد أو المبرر الوحيد لاهتمام التنظيم بحبوب كبتاغون، فأهميته المالية باعتبار يضمن موارد مالية ضخمة مقابل كلفة تصنيع بسيطة، تجعل منه أحد أهم أسلحة داعش التكتيكية.

مردودية مالية
ونقلت لوبوان، عن رضوان مرتضى، المتخصص في دراسة الحركات الإرهابية في سوريا، أن العائد المالي لحبوب كبتاغون، مقارنة بكلفتها خيالية، ذلك أن كُلفة تصنيع وتحويل امفيتامين إلى كبتاغون في حدود 200 ألف حبة، لا تتجاوز بضع آلاف من الدولارات، لكن قيمة هذه الكمية التجارية في سوق التهريب، تبلغ 1.2 مليون دولار". وهي مبالغ تسمح للمسلحين بتمويل أنفسهم والحصول على الأسلحة وتجنيد المقاتلين في ظروف جيدة، علماً أن حجم تجارة هذه الحبوب في 2014، بلغ حوالي 50 مليون حبة.

وبسؤاله عن البعد الديني والأخلاقي، يرد المهرب اللبناني الذي يُزود داعش والنصرة في جرود عرسال بالمواد الخام: "فلتذهب الأخلاق إلى الجحيم، فمع كبتاغون لا أحد يكترث ، لا داعش ولا النصرة، لا أحد يهتم بالتحريم أو التحليل، المهم الحصول على الحبوب".