حارس برشلونة كلاوديو برافو (ارشيف)
حارس برشلونة كلاوديو برافو (ارشيف)
الثلاثاء 26 مايو 2015 / 00:43

كلاوديو برافو.. جندي برشلونة المجهول

واحدة من أهم القواعد في عالم كرة القدم هو أن نظافة الشباك هي الخطوة الأولى نحو تحقيق الفوز، وبرشلونة ليس استثناء لهذه القاعدة، فإذا كان الكثيرون يغدقون بالثناء على الثلاثي الهجومي للبرسا، الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار، فإن حارس الفريق، التشيلي كلاوديو برافو يبدو أشبه بـ"الجندي المجهول".

وكلاوديو ليس من هواة التصريحات النارية التي يلهث وراءها الصحافيون، إذ بالكاد يظهر أمام وسائل الإعلام ويبدو عليه الهدوء وإنكار الذات، لكن الوضع يتغير تماماً كلما ارتدى القفازين ونزل أرضية الملعب، إذ يصبح وحشاً كاسراً يذود عن مرماه باستماتة، وهذا ما تثبته الأرقام.

برافو، وهو من مواليد سانتياغو التشيلية في 1983، أصبح خلال أول مواسمه الحارس الذي يمنى مرماه بأقل عدد من الأهداف في الليغا، بعد أن اهتزت شباكه 21 مرة خلال 38 مباراة دافع فيها عن عرين البرسا، وآخرها أمام ديبورتيفو لاكورونيا (2-2)، في مباراة لم تكن ستؤثر بأي حال من الأحوال على حظوظ البرسا في التتويج بالدوري الإسباني، حيث حسم اللقب خلال مواجهة أتلتيكو مدريد في الجولة 37.

ويعني هذا أنه حافظ على عذرية شباكه خلال 23 مباراة، وهو رقم قياسي يدخل به حارس ريال سوسييداد السابق وأحد نجوم المنتخب التشيلي في مونديال 2014 بالبرازيل، تاريخ النادي "الكاتالوني".

والطريف أن برافو لم يتخط فقط الرقم القياسي السابق المسجل باسم حارس الفريق السابق فيكتور فالديز، الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، وإنما كذلك أندوني زوبيزاريتا، الحارس المعتزل والمدير الرياضي السابق للفريق "الكاتالوني" الذي استقدمه، ولكل منهما 20 مباراة دون أن تهتز شباكهما.

وبالتأكيد لا تنسي جماهير البرسا، في نشوة الاحتفال بلقب البطولة المحلية والثلاثية التي باتت على مشارف أبواب القلعة "الكاتالونية"، أن شباك برافو لم تهتز خلال الدقائق الـ776 الأولى التي خاضها في الدوري هذا الموسم (أول 6 مباريات).

ويعتبر هذا رقماً آخر يضاف إلى سلسلة النجاحات التي يحققها الحارس التشيلي، وهو في 32 من عمره، قضى منها 8 سنوات في صفوف ريال سوسييداد، الذي انتقل إليه قادماً من نادي كولو كولو التشيلي، والذي توج معه بالبطولة المحلية موسم 2005-2006.

وخلال السنوات الـ8 التي أمضاها في الدفاع عن عرين ريال سوسييداد، أدى مهامه برشاقة وسرعة ومهارات قدمين جعلته أحد أفضل حراس المرمى في أوروبا في هذا الميدان، وهو الأمر الذي يجذب اهتمام أي مدير رياضي يرغب في التعاقد مع حارس، خاصة إذا سبق له أن وقف بين الخشبات الثلاثة وارتدى القفازات مثل زوبيزاريتا.

ولم يتعاقد المدير الرياضي السابق للبرسا فقط مع برافو، وانما ضم كذلك الألماني أندريه تير شتيغن، لتأمين حراسة المرمى بأفضل صورة ممكنة، وبالفعل هذا ما حدث.

فتولى برافو حراسة مرمى البرسا في الليغا، فيما أوكلت لشتيغن مهمة الدفاع عن عرين الفريق "الكاتالوني" في دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا.

والنتيجة في النهاية تتويج البرسا بالليغا، والاقتراب من التتويج بالكأس ذات الأذنين حال فوزه على يوفنتوس الإيطالي في نهائي التشامبيونزليغ، ورفع كأس ملك إسبانيا إذا تمكن من الفوز على أتلتيك بلباو، لكن هذا ليس كل شيء، على الأقل على المستوى الفردي.

وفاز برافو بجائزة زامورا، التي تمنحها صحيفة ماركا الإسبانية للحارس الذي يمنى مرماه بأقل عدد من الأهداف، وهو الأمر الذي قلل من أهميته.

وفي إحدى المرات المعدودة التي ظهر فيها أمام وسائل الإعلام، قال برافو إنه يتعامل مع الجائزة بـ"هدوء"، مشيراً "لا فارق بين فوزي بها أو عدم الحصول عليها، أريد الفوز بالدوري ودوري الأبطال وكأس ملك إسبانيا"، وهي المهمة التي أكمل فيها الجزء الخاص به على أكمل وجه، لتتجه أنظاره بعدها إلى تشيلي.

والسبب ليس رغبته في قضاء العطلات، وإنما الاستعداد لخوض منافسات كوبا أمريكا التي تستضيفها بلاده، إذ بات حجر زاوية في "لاروخا" اللاتيني وأصبح عميد لاعبيه، وخطف الأنظار في مونديال البرازيل ومن قبله في نسخة 2010 التي استضافتها جنوب أفريقيا.

وبعد 3 محاولات له في كوبا أمريكا، أعوام 2004 و2007 و2011، سيحاول مساعدة "لاروخا" اللاتينية، من موقعه في حراسة المرمى على التتويج بالبطولة القارية للمرة الأولى، ليكلل النجاح الذي يحققه مع البرسا.

وإن كان وراء كل عظيم إمرأة، فهي في هذه الحالة مع زوجته كارلا باردو التي أنجب منها 3 أبناء، ويعيشون معاً في منطقة سبولغاس دي يوبريغات بالقرب من برشلونة.

باردو استحقت عن جدارة لقب "السيدة الأولى" للمنتخب التشيلي نظراً لدعمها للفريق وزوجها.

وهذا الدعم لم يتوقف بانتقال برافو إلى برشلونة، وفقاً لما تؤكده في مقابلة أجرتها مع زوجها في مجلة "يا" التشيلية.