هيلاري كلينتون(أرشيف)
هيلاري كلينتون(أرشيف)
الثلاثاء 26 مايو 2015 / 11:14

ناشيونال ريفيو: هيلاري كلينتون تتجنب الصحافيين "كي لا تقع بمغالطات"

24- إعداد: ميسون جحا

عرفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، وزوجة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، بتجنبها للقاءات الصحفية، وبالتالي لتفادي إحراج قد يمثله سؤال مفاجئ يطرحه أحدهم.

وأشارت صحيفة ناشونال ريفيو الأمريكية، إلى هذه النقطة في عددها الأخير، وذلك عندما التقت هيلاري أخيراً، وبعد غياب قرابة شهر عن الصحافة، بمجموعة من المحررين دعتهم للقائها ولتفيدهم بآخر آرائها.

وكعادتها، تقول الصحيفة، قاطعت هيلاري من تقدم بسؤال لم يكن ضمن قائمة الأسئلة الموجودة أمامها وحاولت، وكأنها إمبراطورة، أن تخفض صوتها وتسكت من يقاطعها.

تضليلات
وبعد التقاط الصور مع الصحافيين ومساعديها، أخذت كلينتون ستة أسئلة فقط، مما رفع عدد الاستفسارات التي أجابت عليها منذ إعلانها في الشهر الماضي، الترشح للرئاسة في أمريكا، إلى ٣٦ سؤالاً. ولم ترتكب أخطاء، ولكنها أطلقت كماً من التضليلات والتعليقات العاطفية وإبداء مستوى من الثقة غير الحقيقية، والتظاهر بتمتعها بشعبية كبيرة. وأجابت وكأنها تواجه اختباراً، بأن الحرب العراقية كانت خطأ كبيراً، وأنها وكلينتون زوجان سعيدان، وأن حفيدتها شارلوت بحاجة لأن تكون قادرة على العيش في أمريكا حيث يستطيع كل صبي أو بنت صغيرة أن يحظى بفرصة "الانتقال من منصب عام للاستفادة من صندوق أجنبي"، بحسب رأي الصحيفة. وختمت بأن الرسائل التي أرسلها لها الصحافي سيد بوليمنثال بشأن ليبيا، والتي أثارت جدلاً كبيراً في الدوائر السياسية في الولايات المتحدة، كانت عبارة عن مراسلات "صديق قديم أراد أن يساعدها في التخلص من تلك الفقاعات".

جزء من استراتيجية
وتلفت ناشونال ريفيو إلى تعمد هيلاري كلينتون، كجزء من استراتيجيتها، لإنهاء لقائها مع الصحافيين قبل أن تردها أسئلة مباشرة، فضلاً عن تحديد عدد الصحافيين الذين تمنحهم الإذن بلقائها. كما عرف عن هيلاري كلينتون تقديم إجابات لا تؤدي لطرح مزيد من الأسئلة، كي لا تتكرر هزيمتها الانتخابية في عام ٢٠٠٨. إذ رأت، بعدما ارتكبت عدة أخطاء جراء تصريحات متناقضة وغير واقعية، أن التحدث إلى الصحافيين سيكون بمثابة خطأ أو تشتيت لجهودها.

وكما تشير الصحيفة، الكل يعرفون من هي، واللقاءات تعرضها للكشف عن أكثر الجوانب حساسية في حملتها الانتخابية، وامتناعها عن إجراء مثل تلك اللقاءات يعني أنها تتعمد إخفاء أشياء، مثل علاقاتها ببعض الشركات الأجنبية، وبريدها الإلكتروني ومشاريعها الخيرية، وأخوتها وأصدقائها. ولذا لم تخاطر بالكشف عن جميع تلك الأشياء.

نجاح
وأثبتت تلك الاستراتيجية في تجنب الصحافة نجاحها بالنسبة لصديق كلينتون تيري ماكوليف في عام ٢٠١٣ عندما انتخب حاكماً لولاية فيرجينيا. إذ نادراً ما تحدث ماكوليف إلى الصحافيين، وعوضاً عن ذلك، زار بحذر مجموعة مختارة من الشركات التجارية وجماعات النفع العام، وحاك قصصاً لمن أدرك أنهم سيوافقون على كل ما يقوله. وكان روبي موك هو مدير حملة ماكوليف الانتخابية، وهو نفسه يدير اليوم حملة هيلاري كلينتون. ولربما كان الدرس الذي تعلمه من خلال تجربته في فيرجينيا هو أن الصحافة، في أفضل حالاتها لا تفيد نهائياً، بل تسبب الصداع والإزعاج، وأنه ليس لرأيها أهمية بالنسبة لنتيجة الانتخابات. ويكفي، في هذا النطاق، الاعتماد على شبكة اتصالات استراتيجية، وأموال سخية، ودعاية تلفزيونية تصف الخصم بكونه متشدد، وأن تحالفاً ديموقراطياً قوياً لأجل انتخاب رئيس جديد من الحزب الديمقراطي هو كل ما يلزم للوصول إلى البيت الأبيض.

وسيلة مفيدة
لكن، برأي ناشونال ريفيو، لا يعني الفوز بمنصب عمدة فيرجينيا أن يكون تجاهل وسائل الإعلام مفيداً في كسب الانتخابات، ولأن التعامل مع الصحافة باحتقار قد لا ينفع عند الاستعداد لانتخابات الرئاسية. وعلى نقيض ذلك قد يكون لذلك أثراً عكسياً، ليس لكون الناخبين يهتمون بكيفية التعامل مع الصحافة، بل لأنهم بواسطة الصحافة يشكلون رأيهم بشأن المرشح الرئاسي، وبالتالي الرئيس المقبل.