عناصر من الجنود القوات الخاصة الأمريكية (ديلي بيست)
عناصر من الجنود القوات الخاصة الأمريكية (ديلي بيست)
الثلاثاء 26 مايو 2015 / 12:27

ديلي بيست: لماذا يعلن البيت الأبيض عن الغارات السرية؟

24 - إعداد: ميسون جحا

تساءل موقع ديلي بيست الإلكتروني الأمريكي عن السبب الذي يدعو الولايات المتحدة للكشف عن غاراتها الجوية السرية في الحرب ضد المنظمات الإرهابية.

جندي أمريكي: يتحتم علينا دوماً الاعتراف باحتمال أن يكون صناع القرار يعملون وفق معلومات وحسابات لا علم لنا بها ولكن هناك احتمال آخر مواز يفيد بأنهم ربما عملوا من أجل خدمة مصالحهم

وقال الموقع إن كل متابع لمجريات الحرب ضد داعش لا بد أن يدرك أنه في الأسبوع الماضي، وعندما أعلن البيت الأبيض عن تنفيذ أولى عمليات قواته الخاصة داخل الأراضي السورية، وقتله لأحد قادة التنظيم الإرهابي، فإن أعضاء داعش سوف يبادرون لأخذ حذرهم، ولاتباع تكتيكات جديدة. هذا ما رآه مسؤولون من قدامى المحاربين والعاملين في الاستخبارات الأمريكية، والذين تساءلوا عن الحكمة من الكشف عن تلك المهمة السرية، بعد أقل من ٢٤ ساعة على عودة المروحيات العسكرية عقب إتمام العملية.

وأشار ديلي بيست إلى أن الغارة، والتي وصفها مسؤولون أمريكيون، بأنها عملية جريئة ونجاح تكتيكي، تم الإعلان عنها بعد يوم واحد من بدء إرهابيي داعش شن هجوم كبير على مدينة الرمادي في العراق. وتعد السيطرة على الرمادي أكبر إنجاز حققه التنظيم بعد استيلائه على الموصل، في الصيف الماضي.

وفي ضوء ذلك، كان قرار الكشف عن المهمة، في حين كانت الرمادي تسقط، برأي بعض المراقبين رداً على انتقادات متزايدة لفشل السياسة الأمريكية في احتواء تقدم داعش.

معلومات وحسابات
وحول الإعلان عن المهمة في سوريا، قال جندي في القوات الخاصة الأمريكية: "يتحتم علينا دوماً الاعتراف باحتمال أن يكون صناع القرار يعملون وفق معلومات وحسابات لا علم لنا بها. ولكن، هناك احتمال آخر مواز يفيد بأنهم ربما عملوا من أجل خدمة مصالحهم".

وقال المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية والذي عمل لاحقاً في وكالة الاستخبارات الدفاعية، مايكيل بريغينت: "لا تكون الغارات ناجحة ما لم يتوخى البيت الأبيض الحذر والسرية في الكشف عن تفاصيلها. وكان من المفترض أن نترك الأمر للشبكة المسؤولة عن مراقبة داعش ومتابعة نشاطاته، لأن تكشف عما جرى وأن تبلغ الاستخبارات بمعلوماتها، لا أن يحدث العكس".

قوة سرية
وذكر ديلي بيست أن العملية التي أعلن عنها البيت الأبيض في اليوم التالي لتنفيذها، قامت بها قوة دلتا الخاصة بهدف" البحث عن زعيم رفيع في داعش يدعى أبو سياف، واعتقاله".

ولكن العملية انتهت بتبادل لإطلاق النار قتل خلاله أبو سياف مع حوالي أثني عشر مقاتلاً داعشياً. كما ألقي القبض على زوجة أبو سياف، وكانت أيضاً من ضمن أهداف العملية، ونقلت إلى العراق من أجل التحقيق معها. ولم يصب، بحسب البيان الصحافي الصادر عن البيت الأبيض، أي جندي أمريكي، فيما "تم تحرير امرأة أيزيدية يبدو أنها كانت مستعبدة لدى الزوجين".

وتمت العملية ليلة الجمعة، وفي يوم السبت، بثَّ البيض الأبيض على موقعه الإلكتروني تفاصيل عنها. ويبدو، برأي ديلي بيست، أن العملية كانت بمثابة "عملية تنازل عن معلومات سرية من أجل الإعلان عن تحقيق نصر ضد داعش".

فائدة مرجوة
وبرأي ديلي بيست، هناك سبب يمنع الكشف مباشرة عن عمليات خاصة، مثل الغارة على أبو سياف، لأنها تفيد غالباً في الحصول على معلومات استخباراتية، لبعضها صلاحية مؤقتة، ويحتاج الأمر للعمل عليها بسرعة فائقة. وإن بث تفاصيل عن الغارة قبل الحصول على أية معلومات دقيقة لا بد أن يفيد عناصر آخرين في داعش في أخذ خذرهم، والتنبه لاحتمال التعرض لغارات مماثلة.

وأضاف الجندي في القوات الخاصة "عندما نبدأ في خلال ٢٤ ساعة في مناقشة تفاصيل الغارة، هناك فرصة لأن يسعى إرهابيو داعش لاتخاذ إجراءات وقائية جديدة".

وأشار ديلي بيست إلى أن الأحاديث المتداولة عبر الإنترنت بين مقاتلي داعش توحي فعلاً لبدء بعضهم في توخي الحذر والعمل على مواجهة عمليات أخرى.

الكشف عن الجواسيس
وفي هذا السياق، قال المراقب لنشاط الإرهابيين عبر النت، والباحث المؤسسة الفكرية لمحاربة الإرهاب التي مقرها لندن، شارلي وينتر: "فور صدور التقارير كان الرد مشوشاً إلى حد ما. ساد الخوف بين صفوف المتشددين، وبدأ عناصر داعش في البحث حول كيفية التركيز على المخبرين والجواسيس وكشفهم".

وبالفعل قال مقاتل يحارب مع داعش لوكالة رويترز، بعد أيام من الإعلان عن الغارة: "يعود سبب نجاح العملية للجواسيس. فقد ساعدهم شخص ما من داخل التنظيم".

وبحسب تقرير رويترز، يعمل التنظيم الإرهابي حالياً على تشديد إجراءات التجنيد بهدف استبعاد العملاء، ويعمل على تشكيل وحدة خاصة للوقوف في وجه مثل تلك الهجمات".