قصف إسرائيلي من الحرب الأخيرة على غزة (أرشيف)
قصف إسرائيلي من الحرب الأخيرة على غزة (أرشيف)
الأربعاء 27 مايو 2015 / 14:49

أهالي غزة لـ24: لا نريد حرباً جديدة.. ومطلقو الصاروخ "مشبوهون"

تسود حالة من التوتر والقلق أهالي قطاع غزة، عقب التصعيد المفاجئ، بعد قصف الجيش الإسرائيلي عدداَ من الأهداف في القطاع خلال الليلة الماضية، رداً على إطلاق أحد الفصائل الفلسطينية صاروخاً على مدينة أسدود الإسرائيلية.

ويخشى سكان القطاع تواصل التصعيد خلال الأيام القادمة، إذ ما زالوا يعيشون تبعات الحرب الأخيرة، فالمدارس ومراكز اللجوء ما زالت تعج بآلاف النازحين الذين لم يتمكنوا من ترميم منازلهم، بعد مرور 9 أشهر على انتهاء الحرب.

وانتقد معظم المواطنين الفلسطينيين الذين تحدثوا لـ24 الفصيل الذي أطلق الصاروخ، لما قد يترتب عن ذلك من تبعات ليست في صالح أهالي القطاع، الذين لا يريدون أن تُشن عليهم حرب جديدة، مطالبين بمحاسبة من أطلق الصاروخ، واعتباره خارجاً عن الصف الوطني.

صاروخ مجهول
ولم يعلن أي فصيل فلسطيني حد الآن مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ، وهو من نوع "غراد"، في وقت نفت حركة الجهاد الإسلامي أن تكون الجهة المسؤولة عن الحادث، مؤكدة أن مقاتليها لم يطلقوا أية صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

في المقابل، لم تؤكد أو تنفي حركة حماس مسؤوليتها، واكتفت بإخلاء مقراتها الأمنية والعسكرية في قطاع غزة خشية تعرضها للاستهداف، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأخيرة، بينما لوحظ انتشاراً أمنياً في مناطق شمال القطاع.

وقال المواطن الفلسطيني حسين (27 عاماً) لـ24، إن "لا مصلحة لأهالي غزة من الدخول في مغامرة جديدة من قبل الفصائل، التي لا تستشير أحداً في تصعيدها أو تهدئتها".

إعمار لا حرب
وأضاف: "لا يمكن وصف إطلاق صاروخ على أراض خالية بهدف توتير الأجواء فقط، إلا بأنه عمل مشبوه، يحقق أهداف خفية للطرف الذي قام بهذا العمل، ولا يأخذ بعين الاعتبار ظروف وأحوال المواطنين الذين يعيشون تبعات الحروب السابقة لحد الآن في غزة".

أما مراد (33 عاماً)، فيقول من جهته لـ24: "لا نريد الدخول في حرب جديدة، نحتاج إلى سنوات طويلة وربما عقود لإصلاح ما دمّرته الحرب الأخيرة فقط، ورغم ذلك تثبت بعض الفصائل الفلسطينية أنها لا تراعي المصلحة العامة، ويبدو أنها تأتمر بأوامر خارجية لتجعل غزة رهينة لها".

واستغرب عبد الله (31 عاماً) سعي مختلف الفصائل في غزة لدق طبول الحرب بشكل مستمر، على غرار ما تقوم به حماس بين الحين والآخر من إطلاق صواريخ تجريبية، وأخيراً القيام بحفر شارع بالقرب من السياج الحدودي لغزة، في عمل اعتبره المواطن الفلسطيني بـ"البهلواني".

وقال لـ24: "بدلاً من الملايين التي تنفقها حماس وغيرها في أعمال لا طائل منها، يجب أن تُصرف تلك الأموال لتعمير جزء مما دمرته الحرب الأخيرة، ومساعدة الأهالي الذين تحملوا منذ سنوات مغامرات لم تجلب لهم سوى المزيد من الدمار والخراب على جميع المستويات".