الأربعاء 27 مايو 2015 / 20:38

تقرير: عام يمر على لبنان بدون رئيس

مر عام الآن على لبنان الذي يعاني من أزمة سياسية بدون رئيس للبلاد، حيث خلا منصب الرئاسة الوحيد في الشرق الأوسط الذي يشغله مسيحي منذ يوم 25 مايو(أيار) 2014، عندما انتهت فترة ولاية الرئيس ميشال سليمان، التي استمرت ست سنوات، وفشل البرلمان مراراً في اختيار رئيس جديد في ظل غياب توافق سياسي.

خلا منصب الرئاسة الوحيد في الشرق الأوسط الذي يشغله مسيحي منذ يوم 25 مايو(أيار) 2014 عندما انتهت فترة ولاية الرئيس ميشال سليمان

ولا يبدو في الأفق أي حل للأزمة السياسية الراهنة، ما جعل رئيس الوزراء، تمام سلام، يحذر أمس الثلاثاء من أن فراغ السلطة الذي تشهده البلاد منذ عام كامل يمكن أن يهدد كيانها الوطني.

تهديد للكيان اللبناني
وقال سلام في حديث بثه التلفزيون أمس: "أيها اللبنانيون، إنّ استمرار الشغور في سُدّة الرئاسة الأولى، لا يُضعِفُ النظامَ السياسي فقط، بل يهدّد الكيان الوطني نفسَه، كما أنه يُلْحِقُ ضرراً بالغاً بمعنى لبنان التعايش والمشاركة".

وقال سلام في حديثه إن انتخابات الرئاسة يجب ألا تتأثر بالأحداث الجارية في المنطقة.

وأضاف سلام: "لم يَعُدْ جائزاً أن تبقى الحياةُ السياسيّة في لبنان معلّقة، ولم يعُدْ جائزاً أن يبقى اللبنانيون سجناءَ في غرفة انتظارِ نتائجِ الحروبِ الإقليمية".

آراء شعبية
ودعا رئيس الوزراء إلى حل توافقي سريع للأزمة، وانتخابات رئاسية سريعة، لكن المواطنين اللبنانيين في شوارع بيروت بدوا أقل انشغالاً بالأمر.
وقال أنطوان يعقوب(75 عاماً): "الشعب لا يهتم بأحد(من السياسيين)، المهم أن لا يسقط رصاص فوق رؤوسنا، ولا تضربنا المدافع، وها نحن أحياء!"

وصرّح إلياس عساف (66 عاماً): "إن كان هناك رئيس سيكون الأمر أفضل، وإن لم يكن هناك فلا مشكلة، لن يزول لبنان، بل سيبقى مثل ما هو".

ويخشى مواطنون آخرون أن يكون فراغ الرئاسة مرتبطاً بالأحداث الجارية في المنطقة، حيث قالت رندة حمدان: "كلنا نريد رئيساً، وإذا لم تتدخل الدول الأخرى في شؤوننا سنتمكن من اختيار رئيس".

وأكد محمد(65 عاماً)على أهمية انتخاب رئيس جديد، قائلا: "لا يعقل أن تبقى الدولة بدون رئيس جمهورية، فوجود رئيس يعني أن المؤسسات ستضل حية وسيكون هناك عمل".

ضغوط خارجية
وتعاني السياسة في لبنان منذ زمن طويل من الانقسامات الطائفية والتناحر، لكن الحرب الدائرة في سوريا المجاورة عمقت الانقسامات بدرجة أكبر.

ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، مما شكل ضغطاً كبيراً على بنيته التحتية المتهالكة بالفعل.

وسعى نواب البرلمان اللبناني 23 مرة لاختيار رئيس للبلاد، وفشلوا في كل مرة، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني اللازم لإجراء التصويت.

واجتمع مشرعون بالأساس من حركة 14 آذار مع البطريرك الماروني، بشارة الراعي، في بكركي، لبحث الفراغ الرئاسي.

وقال وزير الاتصالات، النائب بطرس حرب، قارئاً من بيان الاجتماع: "تبنى المجتمعون الكلمة التي ألقاها بالمناسبة صاحب الغبطة البطريرك، ولاسيما تأكيده على وجوب احترام أحكام الدستور لجهة انتخاب رئيس للجمهورية، ولرفضه الاستمرار بالفراغ في موقع الرئاسة الأولى، ما يعرض لبنان والمسيحيين لأكبر الأخطار".

لجنة ومحاولات
وأوضح حرب بعد ذلك أن المجتمعين شكلوا لجنة لبحث إمكانية تغيير قواعد النصاب القانوني مع رئيس البرلمان نبيه بري، واقتراح جلسة برلمانية دائمة، يحضر خلالها المشرعون إلى مقر البرلمان يومياً.

ولم يحضر سوى 51 مشرعاً من بين 128 عضواً بالبرلمان، في المحاولة الثالثة والعشرين لانتخاب رئيس للبلاد، التي جرت يوم 13 مايو(أيار)، وأغلبهم كانوا من حركة 14 آذار المختلفة مع جماعة حزب الله، المدعومة من سوريا.

والجلسة التالية المقررة لانتخاب الرئيس يوم الأربعاء المقبل.