الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الخميس 28 مايو 2015 / 19:11

حملة أردوغان على الإعلام المعارض تشتد قبل الانتخابات

قال صحافي وكاتب أمريكي مخضرم يوم أمس الأربعاء إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرقل حصوله على المواطنة الفخرية، وأعلن أنه عدو للدولة وذلك مع اشتداد حدة حرب يشنها الزعيم التركي على وسائل الإعلام التي تنتقده قبل الانتخابات البرلمانية، الشهر المقبل.

وفي اطار ما يعتبره خصوم أردوغان حملة لتكميم أفواه المعارضة، وجه الرئيس التركي في الأيام الأخيرة انتقادات لاذعة لمؤسسات إخبارية من بينها صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة حريت اليومية التركية، بينما سعت النيابة العامة هذا الشهر لإغلاق قناتين تلفزيونيتين اعتبرتا معارضتين للحكومة بتهم تتصل بالإرهاب.

ويمنع الدستور أردوغان من ممارسة السياسة الحزبية بوصفه رئيساً للدولة، لكنه يلقي الخطب في شتى أنحاء تركيا قبل الانتخابات التي تجري في السابع من يونيو (حزيران)، على أمل أن يحقق حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبية كبيرة، تكفي لإقرار توسيع نطاق صلاحياته.

وقال أردوغان: "منذ متى بدأتم التدخل هنا من الولايات المتحدة؟ ومن تظنون أنفسكم؟" وذلك في خطاب ألقاه في حي أوسكودار باسطنبول يوم الثلاثاء، بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحية لمحت إلى انخراطه في "التلاعب الأعمى بالعملية السياسية".

وسافر ستيفن كينزر رئيس مكتب الصحيفة الأمريكية في تركيا سابقاً إلى مدينة غازي عنتاب هذا الأسبوع، حيث كان من المقرر أن يحصل على المواطنة الفخرية بسبب تغطيته الإخبارية قبل 15 عاماً، التي ساعدت في إنقاذ لوحات رومانية من الفسيفساء معرضة للخطر.

لكن كينزر قال إن مضيفيه في تلك المدينة قالوا له وهم يشعرون بالحرج إنه تم إلغاء تكريمه بناء على أوامر شخصية من أردوغان، بسبب عمود كتبه في صحيفة بوسطن جلوب في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقال مسؤولون في مكتب أردوغان إنهم ليس لديهم أي معلومات عن هذه المسألة، ولم يتسن على الفور الاتصال بمكتب رئيس بلدية مدينة غازي عنتاب للتعليق على الأمر.

وقال كينزر من غازي عنتاب: "من الغريب أن نجد رئيس دولة يهتم إلى هذا الحد ببضع جمل تنتقده ظهرت في صحيفة على بعد آلاف الأميال منذ شهور، هذا يرفعني إلى مستوى لم أطمح حتى أن أصل إليه".

انتهاكات أردوغان
وأضاف أن رئيس بلدية غازي عنتاب قيل له أن كينزر "عدو لحكومتنا وبلادنا" لأنه كتب في عمود في الرابع من يناير (كانون الثاني)، إن أردوغان "يجلس في قصر من ألف غرفة يندد بالاتحاد الأوروبي ويصدر المراسيم للقبض على الصحافيين ويتندر على التنورات القصيرة والحد من النسل".

"ماذا تريدون منا؟"
يؤكد أردوغان فكرة أن تركيا، التي تقبع قرب ذيل القوائم الدولية لترتيب الدول في حرية الصحافة، تملك وسائل إعلام حرة ويرفض أي إشارة لغير ذلك، وأعلن في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن الصحافيين الأتراك يتمتعون بحرية أكبر من أي صحافي في أوروبا.

غير أن السلطات كثيراً ما استخدمت قوانين مكافحة الإرهاب ذات التعريفات الفضفاضة في تقديم صحافيين للمحاكمة في الماضي، بينما مازال عشرات يواجهون دعاوى قانونية بسبب إشارتهم لفضيحة فساد مست الدائرة المقربة من أردوغان في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013.

صحيفة حريت
كما هاجم أردوغان صحيفة حريت في لقاءاته الجماهيرية الأخيرة لنشرها عنواناً عن إحالة أوراق الرئيس المصري السابق محمد مرسي للمفتي تمهيداً للحكم بإعدامه، أشارت فيه إلى حصوله على 52% من أصوات الناخبين المصريين.

وأشار أردوغان الذي حصل أيضاً على 52% في انتخابات الرئاسة في أغسطس (آب) الماضي، إلى أن العنوان يشير إليه شخصياً، والغرض منه أن يدلل على أنه يجب أن يلقى نفس المصير.

وردت صحيفة حريت بصراحة فظة غير معهودة في افتتاحية يوم الجمعة الماضي، فقالت "ماذا تريد منا؟ ولماذا تهاجمنا بظلم بين وتشنيعات واضحة؟".

إغلاق قنوات
من ناحية أخرى سعى ممثل للنيابة هذا الشهر لإغلاق قناتي سمانيولو وبوجون التلفزيونيتين حسبما قالت وسائل إعلام محلية، وترتبط القناتان بشبكة الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بالسعي لإقامة "دولة موازية" والإطاحة به.

وفي الشهور الأخيرة تعرض صحافيون يعملون بصحف وقنوات تلفزيونية تربطها صلات بكولن للاعتقال واتهموا بالإرهاب.