الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)
الأحد 31 مايو 2015 / 00:49

ناشونال إنترست: روسيا تخرج "البطاقة الحمراء" لأمريكا

24- إعداد: طارق عليان

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، مقالاً لأستاذ دراسات الأمن القومي نيكولاس جفوسديف، أكد فيه أن وقوف بوتين إلى جانب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" سيب بلاتر، يرتكز على قاعدة أولية لدى بوتين، وهي مساندة أصدقاء الكرملين بغض النظر عن التهم الموجهة إليه، وخاصة عندما يواجهون صعوبة من جانب الغرب.

فرغم محاصرة بلاتر الأسبوع الماضي، باعتقال مجموعة من كبار المسؤولين التنفيذيين للمنظمة في سويسرا على أساس مذكرات أمريكية لمكافحة الفساد، أعلن بوتين أنه لن يتوانى عن دعم أصدقاء الكرملين، وستفعل روسيا ما بوسعها للدفاع عن بلاتر ودعمه.

بوتين والأسد
ويرى الكاتب أن هذا النهج الروسي يتجلى بوضوح أكثر في الدعم الروسي للرئيس السوري بشار الأسد على مدى السنوات القليلة الماضية، إذ رفض بوتين التخلي عن حليفه، على الرغم من الضغوط المتواصلة من الولايات المتحدة، وعلى حساب عقد صفقات مربحة مع السعوديين.

وألقى الكاتب الضوء على دفاع بلاتر الدائم عن فوز روسيا باستضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2018، وهو حدث رياضي مهيب مثله في ذلك مثل دورة الألعاب الاولمبية الشتوية التي عقدت في سوتشي، وهي جزء من استراتيجية بوتين لتدعيم وإنعاش روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

وتصدى بلاتر أيضاً للدعوات المتزايدة من المديرين التنفيذيين الرياضيين والسياسيين الغربيين، بما فيهم أعضاء في الكونغرس الأمريكي، الذين يريدون نقل الحدث من روسيا، بسبب سياساتها الداخلية وأفعالها في أوكرانيا.

وعلاوة على ذلك، بعد اتهامات باستخدام روسيا لأساليب فاسدة للفوز بالبطولة، أشرف بلاتر على مهمة مثيرة للجدل وهي تبرئة الجهود التي بذلتها موسكو، ولذا نظراً لدفاعه عن الكرملين في عالم كرة القدم الدولية، فإن بوتين ليس مستعداً للتخلي عن بلاتر بقدر عدم استعداده للموافقة على مطالب الولايات المتحدة بتسهيل رحيل الأسد عن السلطة.

ولفت الكاتب إلى أن بوتين يريد أن يبعث برسالة واضحة، كما فعل في السنوات الـ15 الماضية، مفادها أن الكرملين سيرعى ويساند أولئك الذين يعتنون بمصالح روسيا، وكان بوتين هو الذي دفع بتعيين المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر رئيساً لاتحاد خط أنابيب نورد ستريم بعد تنحيه من منصبه.

وعلى النقيض من الولايات المتحدة التي يبدو أنها تتخلى عن خدامها المخلصين بمجرد أن يصبحوا مثيرين للمشاكل أو أن يُحاطون بتغطية إعلامية سيئة، يبدو أن بوتين حريص على إثبات رغبته في الوقوف إلى جانب أصدقائه.

هدف بوتين الأكبر
وأوضح الكاتب أن الهدف الأكبر لبوتين هو تحويل دفة الأمور من الفساد في الفيفا إلى التجاوز الأمريكي، فيدعي بوتين أن المذكرات الأمريكية في حق مسؤولي الفيفا غير ملزمة لمنظمة مقرها خارج أراضي الولايات المتحدة، مضيفاً أن أمريكا تحاول تطبيق قوانينها خارج حدودها على أمور تحدث أساساً خارج الولاية القضائية الأمريكية المعترف بها في محاولة منها لفرض قيمها وأنظمتها على بقية العالم.

ورأى الكاتب أن إعادة انتخاب سيب بلاتر رئيسا للفيفا يعني عدم التفات اتحادات 209 دولة إلى وجهة النظر الغربية بشأن الفساد السائد في الفيفا، ويرجح وجهة نظر بوتين بأن معظم اتحادات كرة القدم الوطنية تشعر بالراحة مع الطريقة التي يدير بها بلاتر كرة القدم في العالم، وهذا من شأنه أن يتلاءم مع جهود بوتين، في السنوات الأخيرة، ليكون بمثابة بطل "بقية الدول" ضد الغرب والقيادة الغربية ولا سيما في المؤسسات العالمية.

وأكد الكاتب أن بوتين يريد تحقيق هدف بعيد من دعم بلاتر، وهو إقناع الدول الصاعدة بتجنب الولايات المتحدة وتجنب ممارسة الأعمال التجارية في أي ولاية أمريكية.

ففي أعقاب العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على روسيا بسبب القضية الأوكرانية، سارعت موسكو بتشجيع الدول غير الغربية الكبرى على عدم التعامل بالدولار، لأنه بحكم الواقع يمثل احتياطي العملة العالمي وإيجاد طرق لإجراء المعاملات التجارية الدولية بعيداً عن الأسواق الأمريكية والأوروبية.

وبرغم عدم تحقيق هذه الجهود الروسية لأي تأثير يُذكر حتى الآن، فبإمكانها إحداث هزة إذا ما استطاعت ضم كتلة حرجة إلى هذا المشروع.

ودعا الكاتب إلى مراقبة طريقة استغلال روسيا لفوز بلاتر لإظهار كيف تستطيع جذب المؤسسات المالية والكيانات التجارية بعيداً عن الأقاليم التي تخضع للقانون الأمريكي، وبالتالي تكون عُرضة لإجراءات قانونية أمريكية، لصالح المناخات أكثر ملائمة.