الإعلامية أوكتافيا نصر (أم بي سي)
الإعلامية أوكتافيا نصر (أم بي سي)
الثلاثاء 2 يونيو 2015 / 19:31

أوكتافيا نصر لـ24: محاربة الطائفية تبدأ في المنزل ونتجه نحو الأسوأ

24 – محمود غزيّل

اعتبرت الإعلامية ومؤسسة شركة "بريدجيز ميديا كونسالتنغ" أوكتافيا نصر أن محاربة آفة التعصب الطائفي في المنطقة العربية "يجب أن يكون متعدد الجوانب، وغير محصور فقط بالقضاء على أسس الانقسام والاقتتال بين البشر ولكن أيضاً بقطع النفس عن الإمدادات المستقبلية لكي يتم القضاء عليها نهائياً وبدون أي أمل لعودتها".

ورأت في تصريح خاص لـ24 أن هذا الأمر "يتطلب عملاً دؤوباً على مستوى التربية في المنازل والمدارس والجامعات، بالإضافة إلى العمل على مستوى سن القوانين التي تحترم الأفراد وتؤمّن لهم حقوقهم كاملة انطلاقاً من حق التعبير عن الذات إلى حرية المعتقد والدين".

وأشارت إلى ضرورة بناء "مجتمع قائم على نظام علماني، بحيث يتم احترام جميع المعتقدات والآراء والأديان، بل يذهب أبعد من ذلك إلى تشجيع أبنائه على ممارسة هذه الحريات والتمسك بها والدفاع عنها بكل ما أوتي لهم من قدرة".

بوادر أمل
ومع اشتداد هذه الآفة في المجتمعات العربية، ترى نصر أن بوادر الأمل أصبحت ضئيلة جداً "لا بل ينعدم الأمل في بعض الدول"، مضيفة "بتنا نرى التطرف ينتشر بسرعة قصوى أمام أعيننا وليس بإمكاننا فعل أي شيء لإبطاء أو ردع أياً من التطرّف والكراهية والعنف أو حتى محبذيهم والمحرّضين عليهم".

وتلفت إلى أن المواطن العربي بات يشاهد كيف "يُقتصّ من الاعتدال وكيف يُلقى أصحابه بالسجون أو تتم تصفيتهم من دون وجود قوانين أو محاكم عادلة لملاحقة المعتدين، أو لفضح الحقيقة والاقتصاص من الجناة".

وترى نصر أن الأمل الوحيد "يكمن بين الشباب العربي الذي لا يزال يحاول كسر قيود العبودية الاجتماعية وعدم الانصياع لأربابها أو الانكسار تحت ثقلها".

إعلام خارج الطائفية
وفي إطار آخر، اعتبرت نصر في تصريحها أن دور وسائل الإعلام مهم جداً "لاسيما أنه من الأسباب الأساسية للحالة المزرية التي نجد المنطقة فيها من الحقوق والحريات المسلوبة".

واعتبرت أن الإعلام العربي "بحاجة إلى نهضة أو ثورة أو انتفاضة على القيود الاجتماعية ليقوم بمهمة الإخبار بشفافية وتجرّد"، مضيفة "عندما يتعامل الإعلام مع المجتمع ككل بشكل متساوي ويعالج الأحداث على قدر أهميتها الإعلامية وليس على طريقة المحسوبيات والمصالح والعنصرية والطائفية، عندها نكون قد بدأنا بالاقتراب من إعلام مفيد بدلاً من الإعلام المحرِّض، كما هو بأغلبيته اليوم".

الوضع سوف يتفاقم أكثر
ورداً على ما تشهده المنطقة العربية، تقول نصر إنه "نتيجة عقود من العقلية الطائفية والحزبية والطبقية التي تقسّم شعوب المنطقة ولا تجمعها، هي عقلية المثل السائد "أنا وأخي ضد ابن عمي؛ وأنا وابن عمي ضد الغريب"، في حين أن المقولة الوحيدة الذي يجب تكرارها هي "أنا وأبي وأخي وابن عمي وجاري والغريب ضد الظلم والظالمين وضد مغتصبي حقوقنا وسارقي مستقبلنا وسالبي الفرص من أمامنا والمغامرين بمصيرنا".

وتختم نصر بالإشارة إلى أن "الوضع سوف يتفاقم أكثر لأن شيئاً لم يتغير منذ ربيع بيروت (تظاهرة "انتفاضة الاستقلال" التي حدثت إبان اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 2005) الذي هو بداية الربيع العربي"، معتبرة أن الربيع الحقيقي بعيد عن الواقعية "لأن الاختلاف هو سيد الموقف والمصلحة العامة ليست أولوية في أي من الأجندات المتصارعة".