الإثنين 29 يونيو 2015 / 22:27

نيويورك ديلي نيوز: هذه أخطاء أوباما تجاه الاتفاق النووي الإيراني

24 - إعداد: فاطمة غنيم

هذا هو الأسبوع الذي من المقرر أن يقوم فيه الرئيس باراك أوباما بإقرار أو رفض أهم اتفاقية دولية حاسمة في عهده، وسوف يقرر حكمه على الأمور مدى السهولة التي تستطيع بها إيران الحصول على سلاح نووي.

كل الشواهد تشير إلى أن الهوس من الدمار النووي تسبب في انقطاع صلة أوباما بسلامة العالم فيما وراء إسرائيل وسائر الشرق الأوسط

وفي هذا الإطار، قالت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" االأمريكية في افتتاحيتها، إنه من الأهمية بمكان أن ندرك أن أوباما لا يمارس ضغطاً على إيران كي تتخلى عن البرنامج الذري السري وغير القانوني الذي يخطط الملالي للهيمنة على المنطقة من خلاله.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما اعترف منذ زمن طويل للإيرانيين بأنه لا يريد سوى احتواء طموحاتهم لفترة زمنية معينة، بل وعرض دفْع ثمن خطير إلى حد التهور لكي ينتزع منهم وعداً بشيء بمثل هذه القدر.

وأوضحت الصحيفة أنه نظراً لأن الرئيس أوباما يتخيل أنه يستطيع أن يراقب بيقين المكائد الداخلية التي يمارسها النظام الأشد نفاقاً في العالم – حكومة يتعهد زعيمها بحظر علميات التفتيش النووية على القواعد العسكرية – فإنه ينظر الآن في مسألة رفع العقوبات الاقتصادية التي أتت بالملالي إلى مائدة يُفترض أن يكون الطرفان وضعا وهم جلوس حولها منذ شهرين "إطاراً" يفسره الجانبان الآن تفسيراً مختلفاً اختلاف الليل والنهار.

وقالت الصحيفة: "لو كان هناك رئيس أشد حزماً وأوضح رؤية لأعلن، حتى في هذا التاريخ المتأخر، أن إيران مذنبة باقتراف سلوك ينتهك الاتفاق".

أحلام أوباما
وأضافت الافتتاحية: "يتصرف الرئيس أوباما، قولاً وفعلاً، كما لو كان تنظيم داعش الراديكالي المصدّر للإرهاب تحت قيادة رجال عقلانيين بحق لا يرتقبون الإفراج عن 140 مليار دولار إلا كحافز لعضوية مجتمع الأمم، فلتستمر في أحلامك حتى تصطدم بكابوس".

على سبيل المثال، كتب وكيل النائب العام في مانهاتن روبرت مورغنتاو يقول إن أوباما يبدو مستعدّاً لإعطاء آية الله على خامنئي إذناً باستعمال هذه الكمية الضخمة من النقد كمضاعِف قوة للإرهاب التقليدي.

ولفتت الصحيفة النظر إلى أنه على الرغم من العقوبات الاقتصادية الموجهة بدقة إلى أنشطة الملالي الإرهابية – وذلك تمييزاً لها عن الأسلحة النووية – فإن تاريخ إيران الموثق من العنف الإسلامي يغطي ولايات ستة رؤساء أمريكيين، ويشمل العمل كممول رئيس لحزب الله وحماس، وتوفير متفجرات لقتل الجنود الأمريكيين أثناء حرب العراق، وتهريب مقاتلي القاعدة إلى سوريا، والتحريض على الهجوم الذي وضع ضد المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" في عام 2000.

وعلى الرغم من تعهّد وزارة الخزانة الأمريكية باتخاذ إجراءات صارمة ضد تمويل إيران للإرهاب في حالة ما إذا رفع أوباما العقوبات، فإن تلك المائة والأربعين مليار دولار لن يتسنى تعقب آثارها ما إن تصل إلى القنوات الإيرانية، وفقاً للصحيفة.

غض الطرف عن بشاعات إيران
بل والأسوأ من هذا، برأي الافتتاحية، أن أوباما يبدو مستعدّاً لغض الطرف عن البشاعات التي ارتكبتها إيران ضد مواطنين وجنود أمريكيين حصلوا على أحكام قضائية ضد الجمهورية الإسلامية على خلفية الهجوم الذي وقع في عام 1983 على ثكنة لقوات المارينز في بيروت، وهكذا يحصل خامنئي على 140 مليار دولار دفع الآخرون ثمنها بدمائهم، وأما الضحايا وأسرهم فمن المحتمل ألا يحصلوا على شيء.

وفيما يخص بنود الاتفاقية النووية، فإن فريقاً مخضرماً من خبراء الأمن القومي، الديمقراطيين والجمهوريين على السواء، من ضمنهم بعض الأعضاء السابقين في إدارة أوباما، نبّه الرئيس إلى ضرورة أن تكون للوكالة الدولية للطاقة الذريةصلاحية التفتيش على كافة المواقع النووية الإيرانية (مطلب رفضه خامنئي)، وإجراء مقابلات مع العلماء الإيرانيين بشأن البرنامج النووي العسكري السابق (مطلب رفضه خامنئي)، ووضع حدود على أجهزة الطرد المركزي التي تخصب اليورانيوم إلى الدرجة المناسبة لصنع الأسلحة (مطلب رفضه خامنئي).

"وأخيراً، تقول الصحيفة، أقدم إليكم الرأي الخبير الأشد إثارة للرعب بشأن إلى أي مدى ستكون إيران قريبة من إنتاج قنبلة بصفتها دولة مما تسمى دول العتبة النووية".

لقد سخر أوباما عندما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إيران يمكنها "تجاوز العتبة النووية" لبناء قنبلة في غضون ثلاثة أشهر، وقال الرئيس إن العالم سيكون أمامه سنة لوقف الملالي، ثم اعترف أوباما بأن نتانياهو كان على حق بشأن كونها على الحافة.

والآن قام منسق مشروع منع الانتشار النووي في جامعة تكساس في أوستن، ألن جيه. كوبرمان، بمراجعة كافة خطط أوباما وتدابيره الاحتياطية، والمواد والمعدات النووية التي يخطط الرئيس لتركها تحت سيطرة الملالي،÷ من أجل تحديد ما إذا كان أوباما يعطي العالم مهلة لمدة سنة أم لا.

يقول كوبرمان في صحيفة نيويورك تايمز: "لسوء الحظ أن ذلك الزعم (بوجود مهلة سنة) كاذب بدليل من العلوم والرياضيات، فوفقاً لحساباتي، فإن الزمن الفعلي الذي تحتاج إليه إيران لتجاوز العتبة النووية بموجب الاتفاقية سيكون حوالي ثلاثة أشهر، وليس ما يزيد على سنة، وبالتالي فمن المستبعد أن تحسن هذه الاتفاقية قدرة العالم على الرد على محاولة إيرانية مفاجئة لبناء قنبلة".

كل الشواهد تشير إلى أن الهوس من الدمار النووي تسبب في انقطاع صلة أوباما بسلامة العالم فيما وراء إسرائيل وسائر الشرق الأوسط.