الثلاثاء 30 يونيو 2015 / 10:17

بديع ومرسي والسيسي.. السياسة والشريعة

سيد عبد المجبد- الأهرام

في أثناء اعتصام رابعة الشهير، زعق الدكتور محمد بديع المرشد العام لما يعرف بجماعة الإخوان المسلمين، معنفاً ومنتقداً بشدة بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية صارخاً فيه ومجرداً ألقابه وهو ما لا يقتضيه الأدب والذوق، " يا تاوضروس عليك أن تعلم أنك رمز ديني فقط للأقباط ولا علاقة لك بالسياسة"، في حين هو ذاته الذي أعلن منذ أن صعدت جماعته سدة السلطة بالكنانة أن شعار فصل الدين عن السياسة بات في حكم العدم، إذن فالمسألة انتقائية ومقصورة على الإسلام فقط، وغير ذلك فممنوع البتة. وبعد اختياره رئيساً لحزب الحرية والعدالة، وفى حوار مع وكالة رويترز قال الدكتور محمد مرسي إن الشريعة الإسلامية خط أحمر وفرض عين على كل مسلم، ولا نملك أن نخير الناس فيها فهذا خارج عن نطاق الديمقراطية، وهو في الحقيقة ينسف الأخيرة من جذورها، وخير شاهد على ذلك هو أن الدستور الذى أعدوه جاءت نصوصه واضحة جلية في عدائها المفرط لحرية الاختيار.

وهنا نأتي إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحديثه في إفطار الأسرة المصرية قبل أيام، والذي ضم كل أطياف المجتمع على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية والفكرية والدينية، ومنه يمكن أن نستنبط معاني ودلالات ما أحوجنا إليها.

فالمائدة ربما ضمت ملاحدة لا يؤمنون بالله أصلاً، فحسابهم عند رب العرش العظيم، الذي خلقهم، أي لا يجوز لأحد أن ينصب محاكم تفتيش تتوغل في دواخل البشر. شيء آخر وهو بيت القصيد في كل ما نعانيه من تأخر وتخلف، فلا مقدس فيما هو دنيوي، معادلة تسري على كل الأديان لا تستثني عقيدة عن أخرى، وهو النسق العلماني الذي ننشده كي نفض عنا أذيال الخيبة والانكسار.

الأمر الثاني هو أن الجميع لديهم الحرية الكاملة غير المنقوصة في الاعتقاد وتغييره وفقاً لما استقرت عليه الإنسانية وتضمنه ميثاق الأمم المتحدة، والذي وقعت عليه مصر ليصبح قانوناً من قوانينها مخالفته يعد جريمة يفترض أن تستوجب العقاب.