جانب من انتشار الجيش في سيناء (أرشيفية)
جانب من انتشار الجيش في سيناء (أرشيفية)
الأربعاء 1 يوليو 2015 / 14:41

خبراء استراتيجيون يرصدون لـ 24 تداعيات العمليات الإرهابية في سيناء

24- القاهرة- أماني عادل ومي الصباغ

استيقظ المصريون صباح اليوم الأربعاء على سلسلة عمليات إرهابية جديدة شهدتها محافظة شمال سيناء الحدودية، حيث تم استهداف العديد من الأمكنة العسكرية ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من قوات الجيش، وهي التفجيرات التي تأتي عقب نحو 48 ساعة فقط من عملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات يوم الاثنين الماضي بالقاهرة.

من المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة المزيد من العنف والإرهاب خاصة في مدن الشريط الحدودي بمصر وتلك النتائج من تداعيات الحرب الشرسة على الإرهاب

العمليات التي يتم تنفيذها كلها الهدف منها هو تفتيت مصر وشغلها عن أي مخططات تنمية تقوم بها

وفي هذا الإطار، يرصد خبراء عسكريون واستراتيجيون في تصريحات متفرقة لـ 24، أبرز تداعيات عمليات اليوم والتطور النوعي في حجم وشكل وتوقيت تلك العمليات الإرهابية المتزامنة، مؤكدين أن المرحلة المقبلة قد تشهد المزيد من العمليات الإرهابية والتي تتطلب مواجهة من نوعٍ خاص جداً. 

دلالات
وقال الخبير الأمني رئيس مركز الدراسات السياسية والأمنية اللواء علاء بازيد، إن "دلالات العمليات الإرهابية في سيناء ستكون خطيرة جداً، ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة المزيد من العنف والإرهاب خاصة في مدن الشريط الحدودي بمصر، وتلك النتائج من تداعيات الحرب الشرسة على الإرهاب في وجود قوى إقليمية تدعم التنظيمات الإرهابية بالتخطيط والخرائط والتسليح، وكلما استطاعت مصر تحقيق قدر من الاستقرار كلما تم شن تلك العمليات الإرهابية لإعادتها خطوة للخلف".

وتابع: "وتأتي عمليات اليوم في توقيت هام مقصود ومخطط له، فهناك ذكرى ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013 التي أسقطت حكم الجماعة الإرهابية، وهناك كذلك قرب الاستحقاق الثالث (الانتخابات التشريعية) وانجاز خارطة الطريق، وأخيراً افتتاح قناة السويس الجديدة والتي تعد أهم مشروع ضخم في تاريخ مصر الحديث".

استنكار
واستنكر الخبير العسكري البارز اللواء محمد عبد المنعم طلبة تلك العمليات الإرهابية التي وقعت في سيناء صباح اليوم الأربعاء، موضحاً أنها  "تثير حالة من القلق والخوف، إذ تمثل هذه العمليات طفرة نوعية من حيث الضخامة والتخطيط المنظم، فالأمر كان سلسلة عمليات منظمة على أكثر من هدف في نفس الوقت بصورة تثير القلق حول مدى تطور هذه الجماعات".

وتابع طلبة: "إن التوسع في تنفيذ عمليات إرهابية في سيناء كان أمراً متوقعاً لعدة أسباب منها ذلك النشاط المكثف لتنظيم داعش في أكثر من دولة في المنطقة والعالم، وتوعده لمصر بمثل هذه العمليات، فضلاً عن أن كافة الشواهد تؤكد أن الجماعات الإرهابية لم تترك فرصة احتفال مصر بثورة 30 يونيو (حزيران)، واستعداد مصر لافتتاح مشروعها القومي العالمي قناة السويس الجديدة، دون أن تستغل كل ذلك في تنفيذ عمليات لتشويه الصورة وعرقلة المسيرة المصرية". 

وأضاف: "الحرب في سيناء لن تنتهي قريباً كما يتكهن البعض، فالأمر قد يحتاج لسنوات"، مشيرا إلى أن "تقديس المصريين للمناسبات الدينية كشهر رمضان يخلق حالة من التراخي وهو الأمر الذي نجحت هذه الجماعات في استغلاله من أجل تنفيذ مثل هذا المخطط الضخم، كما أن الأوضاع سواء في مصر أو في العالم ككل تستدعي من قوات الأمن العودة إلى تلك الحالة السابقة من النشاط الأمني المكثف الذي كان له أثر في هدوء الأوضاع في سيناء خلال الفترة الماضية".

وربط طلبة بين العملية وبين فتح مصر لمعبر رفح خلال الفترة الماضية أكثر من مرة، مشيراً إلى أنه "لا وجود للعواطف إذا كان الأمر متعلق بالأمن القومي، لاسيما وأنه لا يخفي على أحد أن غزة هي معقل الجماعات الإرهابية".

تفتيت مصر 
إلى ذلك، قال الخبير الإستراتيجي اللواء يسري قنديل، إن "الهدف من العمليات هو تفتيت مصر وشغلها عن أي مخططات تنمية تقوم بها سواء من خلال مشروعات كبرى مثل قناة السويس الجديدة، أو مؤتمرات اقتصادية من أجل النهوض بمصر، وكذلك فإن هذا المخطط العالمي هو بقيادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية التي أثبتت أنها جماعة فاشلة وفاسدة وإرهابية خلال عام من حكمها وما تلاه"، موضحاً أن "كل ما يحدث الآن هو نتيجة حتمية لوصول تلك الجماعة للحكم وتمكنها من مقاليد الحكم لفترة زمنية ليست بقصيرة".

وأكد قنديل أن "مصر تقوم بدورها في الحرب على الإرهاب نيابة عن العالم كله مما يعني استغراق وقت طويل للقضاء على الإرهاب، ولابد من دراسة أساليب الحرب على القوى الإرهابية من مختلف الجوانب حيث الجانب الاقتصادي والعسكري والاجتماعي والإعلامي كذلك، كما أنه على القوى الناعمة في مصر مثل الإعلام والتعليم والأزهر والكنيسة أن يوعوا الشعب المصري بحجم الحرب المنخرطون فيها وتوعيته بدوره في الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية والعسكرية للبلاد".