الخميس 2 يوليو 2015 / 14:43

يونيسيف: 80% من الأطفال السوريين يعانون الفقر

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة "سيف ذي تشيلدرن" غير الحكومية في تقرير، اليوم الخميس، من تفاقم عمالة الأطفال السوريين التي بلغت مستويات خطيرة نتيجة النزاع في سوريا والأزمة الإنسانية الناجمة عنه.

يعمل ثلاثة أرباع الأطفال السوريين في العراق لتأمين قوت عائلاتهم

وقالت المنظمتان في تقرير بعنوان "أيد صغيرة وعبء ثقيل"، إن "النزاع والأزمة الإنسانية في سوريا يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل".

وأكد المدير الإقليمي لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، روجر هيرن، أن الأزمة السورية "دفعت الملايين إلى الفقر، ما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل لمستويات خطيرة".

وأضاف: "في الوقت الذي تصبح فيه العائلات أكثر يأساً، فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي من أجل البقاء على قيد الحياة، ويصبح هؤلاء لاعبين اقتصاديين أساسيين في سوريا أو دول الجوار".

إجبار على الانخراط في العمل
ووجد التقرير الذي نشر في عمان أن "أربعة من كل خمسة أطفال سوريين يعانون الفقر"، بينما يقبع "2.7 مليون طفل سوري خارج المدارس، وهو رقم فاقمه عدد الأطفال المجبرين على الانخراط في سوق العمل".

وتابع أن "الأطفال داخل سوريا يساهمون في دخل عائلاتهم في أكثر من ثلاثة أرباع العائلات التي شملتها المسوحات، وفي الأردن يعتبر نصف أطفال اللاجئين السوريين المعيل الرئيسي في العائلة".

من أجل 7 دولارات
أما في لبنان، فوجد التقرير أطفالاً بعمر ست سنوات فقط يعملون في بعض المناطق، فيما يعمل ثلاثة أرباع الأطفال السوريين في العراق لتأمين قوت عائلاتهم.

لكن أكثر الأطفال عرضة للمخاطر، بحسب التقرير "هم أولئك الذين ينخرطون في النزاع المسلح والاستغلال الجنسي، والأعمال غير المشروعة، مثل التسول المنظم والاتجار بالأطفال".

ووجد التقرير أن 75% من الأطفال العاملين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، شمال الأردن، يعانون مشاكل صحية، فيما تعرض 22% من الأطفال العاملين في الزراعة بالأردن إلى إصابات عمل.

ويحقق هؤلاء دخلاً يومياً يتراوح ما بين 4 إلى 7 دولارات، مقابل العمل لما يزيد عن ثماني ساعات لستة أيام في الأسبوع.

تجنيد
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن "الأطفال السوريين يتعرضون بشكل متزايد لمحاولات التجنيد من قبل مجموعات مسلحة، وسجلت الأمم المتحدة 278 حالة مؤكدة لأطفال بسن 8 سنوات عام 2014".

وأضاف أنه "في 77% من تلك الحالات تم تسليح الأطفال واستخدامهم في القتال، أو تسجيل المعارك أو أغراض دعائية".

وأفاد 30% من الأطفال الذين قابلهم معدو التقرير في كردستان العراق، أنه جرى التواصل معهم بهدف تجنيدهم.

وبحسب التقرير، فإن "الأطفال الذين يتم تجنيدهم يحققون دخلاً شهرياً يقارب 400 دولار".

دعوة لإنهاء عمالة الأطفال
وحضت المنظمتان المجتمع الدولي على إعطاء الألوية للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال، و تمويل المبادرات المساعدة على توفير الدخل للسوريين، وتوفير التعليم الجيد والآمن.

وحذرتا من أن "أطفال سوريا يدفعون ثمناً باهظاً بسبب فشل العالم في إنهاء النزاع".

وتسبب النزاع الذي تشهده سوريا منذ منتصف مارس(آذار) 2011 بمقتل أكثر من 230 ألف شخص، وأجبر نحو نصف السوريين على ترك منازلهم.

ولجأ أكثر من أربعة ملايين سوري إلى دول الجوار، لا سيما تركيا ولبنان والأردن والعراق وسوريا، وفق المفوضية، وهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.