الجمعة 3 يوليو 2015 / 16:15

6 أسئلة عن حقيقة داعش



الجمعة الماضية كانت جمعة دامية غير مسبوقة في تاريخ الإرهاب على مستوى عالمي، بدأت أحداثها بفرنسا، وانتقلت لاحقاً إلى سوسة في تونس، وانتهت في مدينة الكويت بالتفجير الإرهابي البغيض في مسجد الإمام الصادق بقلب المدينة، واستكمل المخطط يوم السبت باغتيال النائب العام المصري هشام بركات بتفجير سيارة مفخخة، وتلته أحداث سيناء والمواجهة بين الجيش المصري وبؤر الإرهاب في الشيخ زويد ورفح.

مشهد بانورامي دموي أظهر داعش على أنه دولة عظمى تستطيع الضرب في أوروبا وآسيا وإفريقيا فهل هذه مصادفة؟
وهل داعش حقاً بهذه القوة والمقدرة والذكاء وعبقرية التخطيط والتنفيذ؟ أم أن الأمر غير ذلك كلياً؟

الجدل مازال مستمراً وسيبقى لفترة طويلة قادمة عن داعش، كيفية صناعته والجهات التي رعت تلك الصناعة أو الولادة وتلك المستفيدة منها ومن أعمالها، ولكن ما بات أقرب إلى الحقيقة أن داعش هو مجرد أداة تنفيذية في يد أكثر من جهاز استخباري، وبالتالي أصبح هذا التنظيم من الناحية العملية أكبر أداة لخلق ونشر الفوضى والذعر في المنطقة والعالم، ولكن السؤال لمصلحة من تتم صناعة هذه الفوضى الدموية؟

للإجابة على هذا السؤال الكبير والمهم والخطير، لابد من طرح تساؤلات أخرى للوصول إلى بعض النتائج التي من الممكن أن ترسم لنا طريق الجواب أو بعض الحقائق ومن ابرز تلك التساؤلات ما يلي:

أولاً: كرس ويكرس هذا التنظيم كل جهده الدموي والانتحاري ضد القوات المصرية في سيناء منذ سقوط نظام الإخوان في يوليو 2013، والسؤال لماذا لم يقم داعش بأية عملية ضد العدو الإسرائيلي، ولماذا غابت إسرائيل تماماً عن خطابات التنظيم وعقيدته السياسية كعدو له، بل على العكس فإن داعش يعلن انه سيقاتل حماس في غزة وينهي وجودها في القطاع؟

ثانياً: من الغريب جداً أن لا يفلح تنظيم يخترق العالم إلى الآن من القيام بأية عملية انتحارية أو تفجيرية في إيران التي يعلنها وفق خطابه الطائفي المعلن والبغيض عدواً له، وهو يملك حدوداً مفتوحة معها من العراق ومن سوريا؟

ثالثاً: وبنفس الدهشة من التساؤل، لماذا لم يقم هذا التنظيم بعمل إرهابي ضد تركيا التي من المفترض أنها تعاديه وتقف ضده وهو يملك الحدود والقدرات العسكرية؟

رابعاً: وهل من المعقول أن يكون تنظيم بهذه الصورة وبهذه القدرات عاجزاً عن الوصول إلى "المنطقة الخضراء ببغداد" أو وزراء مهمين وهو الموجود على أطرافها؟

خامساً: لم نسمع إلى الآن عن عملية نوعية للتنظيم في دمشق ضد النظام السوري، ونسمع فقط عن معارك "مشكوك فيها" في مناطق معينة، إلا أن دمشق عصية على داعش وهذا هو السؤال؟

سادساً: لم يقم داعش بأية عملية انتحارية أو تفجيرية في أمريكا؟
وهذا السؤال الأخطر !!

والآن علينا أن نسال من هو المستفيد من داعش، ومن هو الذي يريد تركيع مصر، ومصر هي الحصن الأخير في النظام القومي العربي؟
فما يجري في مصر هو تحالف بين أكثر من طرف من الأطراف التي ذكرتها في تساؤلاتي، وهذه الأطراف تدرك القيمة الاستراتيجية لمصر في بنية النظام العربي الرسمي وفي منظومة الأمن القومي العربي، ويدركون أن تحويل مصر إلى النموذج السوري أو الليبي سيفتح الباب على مصراعيه لتقسيم المنطقة على أساس اثني وطائفي وعشائري، وهو المخطط الكبير الذي تحدثت عنه هيلاري كلينتون في كتابها "الخيارات الصعبة ".

[email protected]