الرئيس الإيراني حسن روحاني (أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني (أرشيف)
السبت 4 يوليو 2015 / 11:26

"إيكونوميست": المتشددون يقاومون محاولات روحاني الإصلاحية في إيران

24 - إعداد: ميسون جحا

منذ أن أصبح رئيساً لإيران قبل عامين، استطاع حسن روحاني أن يعدل أسلوب تعامل بلاده مع الغرب. ولكن يواجه هذا الرجل مشقة في استمالة أبناء شعبه. إذ تعب الإيرانيون من العقوبات التي خربت الاقتصاد، جالبة معها البطالة والتضخم. وبات ملايين الإيرانيين يتوقون اليوم للتغيير. وقد تكون اتفاقية لإنهاء الخلاف مع العالم الخارجي بشأن برنامج إيران النووي بداية التغيير المنشود.

مواجهة الخصوم
وبحسب تقرير في مجلة "إيكونوميست" البريطانية، يواجه روحاني، رجل دين بلمسة شعبية، مخاطر كبرى. فإن خصومه، واكتسب عدداً كبيراً منهم خلال العامين الأخيرين، يتمنون أن يؤدي تملقه الغرب، من أجل التوصل لاتفاق نووي، لسقوطه. ولكن صديقاً قديماً يقول إن روحاني "قد يتحول إلى رجل يذكره التاريخ لأنه تمكن من حل الأزمة النووية". ويفسر ذلك الرجل رأيه بقوله إن الرئيس الإيراني، الذي كان مغموراً عند ترشحه للرئاسة في عام ٢٠١٣، تمكن من الفوز بمنصبه بعد أن أقنع المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، بأن البلاد بحاجة لتغيير. وبالفعل سمح الخامنئي بمواصلة المحادثات مع أمريكا وقوى أخرى، ولكن إعلانه في ٢٣ يونيو (حزيران) عن رفضه القاطع للسماح للمفتشين الدوليين بالدخول إلى مواقع عسكرية إيرانية، وحيث يشتبه بأن العلماء الإيرانيين عملوا سابقاً على بناء قنبلة نووية، لا يبشر بخير. فإن الدخول إلى تلك المواقع، والذي سيكون مقابل رفع العقوبات عن إيران، ظهر كنقاط شائكة قد تؤدي لتخريب الصفقة سواء في فيينا، أو عندما سيصوت الكونغرس الأمريكي بشأنها فيما بعد.

سذاجة
وبحسب التقرير فإنه من الصعب معرفة كيف سيواجه روحاني فشل الصفقة، وخاصة لأن منتقديه يتهمونه بالسذاجة في تعامله مع الولايات المتحدة. ويرى هؤلاء أن السماح للمفتشين بدخول مواقع عسكرية مجرد مبرر للتجسس، وأن الانفتاح التجاري سوف يجلب معه مزيداً من الجواسيس. كما استخدم هؤلاء الجهاز الأمني الذي نما وتضخم في عهد سلفه الرئيس أحمدي نجاد، من أجل إفشال محاولاته الأولى للإصلاح. فقد منعت الشرطة الإيرانية مؤخراً النساء من حضور مباراتين لكرة الطائرة ضد فريق أمريكي في طهران (فازت إيران في كلا المباراتين براحة)، على الرغم من تأكيد الحكومة في وقت سابق بجواز حضورهن. كما ألغيت في اللحظة الأخيرة عدة أمسيات موسيقية، أجازتها وزارة الثقافة في حكومة روحاني، بحجة أنها مناسبات غير إسلامية.

تهميش أقوى الحلفاء
ويشير تقرير مجلة "إيكونوميست" إلى تعطيل نشاطات أقوى حليفين قويين للرئيس الإيراني. إذ تم إسكات صوت محمد خاتمي، وهو رئيس إصلاحي أسبق، ساعد تأييده لروحاني في فوزه بالرئاسة. ومنع النائب العام في طهران وسائل الإعلام من استخدام صورته، جراء خوف المتشددين الشديد من دعمه للرئيس الساعي للإصلاح.

والحليف الآخر هو الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، عضو مؤسس للثورة، والذي يدعم بانتظام محاورة روحاني للغرب، والذي شهد اعتقال ابنه بتهم الفساد في نفس الأسبوع في مارس (آذار) الذي فقد فيه مقعده في مجلس الخبراء، لجنة قوية سوف تختار المرشد الأعلى القادم. وعين مكان رفسنجاني رجل دين متشدد، وقال محلل سياسي مقرب من روحاني "لم يكن ذلك التوقيت صدفة".

تصميم
لكن عوضاً عن التراجع، مد روحاني يده لحزبين إصلاحيين جديدين يخشى المحافظون أن يهزموا أمامهما في الانتخابات البرلمانية التي سوف تجرى في فبراير (شباط) الآتي. وإن فاز أعضاء الحزبين الإصلاحيين، فإن تحالفاً، حكومياً، وإن كان ضعيفاً، سيمكن روحاني من تمرير قوانين لن يرضى عنها المحافظون. كما سوف يتم في نفس اليوم اختيار مجلس الخبراء لمرشد أعلى جديد، وخاصة بالنظر لتقدم خامنئي في العمر، ولإصابته بعدة أمراض.

وفي كلمة ألقاها في يوم ٤ مايو (أيار)، دعا روحاني رجال الشرطة لتطبيق القانون عوضاً عن معتقداتهم الدينية، في إشارة قوية بأنه من واجبهم القيام بواجبهم الأمني بدلاً من اعتقال النساء اللاتي انسدل حجابهن، أو ملاحقة أشخاص غير متزوجين لأنهم يمسكون أيدي بعضهم البعض.

ويقول أنصار روحاني إنه بغض النظر عن الصفقة النووية، يتعمد الرئيس الإيراني إرسال إشارة إلى تصميمه على النضال من أجل إحداث تغيير داخلي. ويقول محلل إصلاحي الهوى "إنه يعد نفسه لمعركة مع الإيديولوجيات المتشددة. إن الصفقة مجرد صفقة. وانتخابات العام المقبل ستكون مفتاح التغيير الحقيقي في إيران".