(من الأرشيف)
(من الأرشيف)
السبت 4 يوليو 2015 / 13:00

العمالة المنزلية بالإمارات: التنازل عن الخادمات مقابل مبالغ باهظة

24 - أبوظبي - هالة العسلي

أدت مشكلة نقص العمالة المنزلية المساعدة في دولة الإمارات، إلى انتشار ظاهرة جديدة تقوم على "عقود التنازل"، يقدم فيها كفيل الخادمة على التنازل عن العاملة لكفيل آخر مقابل مبالغ تصل إلى أكثر من 20 ألف درهم، وخصص لمثل هذا النوع من المعاملات حسابات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتم طرح إعلان عن الخادمة المراد التنازل عنها يضم كافة مواصفاتها مع تحديد المبلغ المطلوب للتنازل، ثم يتم التواصل بين كفيل الخادمة الأصلي والراغبين في الحصول على خادمة، لتحديد موعد لنقل كفالتها للكفيل الجديد.

24 تابع الحسابات الإلكترونية التي عملت كوسيط إعلاني بين الباحثين عن خادمات وبين الكفلاء الراغبين في التنازل عن مختلف أنوع الخادمات والمربيات والسائقين والطابخين وغيرهم، ورصد مفاوضات ومحاولات لتخفيض مبالغ التنازل، التي حددت وفقاً للمبالغ المتفق عليها في مكاتب الخدم، إذ تبلغ كلفة نقل كفالة الخادمة الفلبينية حوالي 20 ألف درهم، و13 ألف للإندونيسية، ومن 4 إلى 6 آلاف للأثيوبية، إذ يتميز الحصول على خادمة عن الطريق التنازل بسرعة الاستلام، على خلاف مكاتب الخدم.


أرباح مادية
وأعرب مسؤولو مكاتب الخدم عن "امتعاضهم من الآلية الجديدة في الحصول على الخادمات مقابل مبالغ تعدت رسوم مكاتب الخدم"، مؤكدين أنه "بعد انقضاء عقد الخادمة واتمام المدة المتفق عليها، لا يحق للكفيل نقل كفالتها لشخص آخر إلا وفقاً لرغبتها، ولا يحق لهم أيضاً استغلال هذا الأمر لتحقيق أرباح مادية، إذ تحصل مكاتب الخدم على رسوم مقابل جلب الخادمات نظير دورات تدريبيه تخضع لها الخادمة قبل استقدامها، كما يخصص مبلغ آخر لإجراء وإتمام المعاملات الحكومية، ودفع تذكرة الطائرة، ولا يمكن مقارنة نقل الكفالة، من كفيل إلى آخر، برسوم مكاتب الاستقدام".

ظاهرة موجودة
ولفت عبدالوهاب الهادي مسؤول أحد مكاتب الخدم إلى أن "ظاهرة التنازل عن الخدم مقابل مبالغ مالية تدفع للكفلاء، ظاهرة موجودة وبقوة في ظل شح العمالة المنزلية تحديداً في الجنسيات الإندونيسية والفلبينية والأثيوبية، إذ تلعب بعض الجهات دور الوسيط بين الكفلاء والباحثين عن الخدم، وفي حال كانت الخادمة تحمل مواصفات مميزة كأن تكون ذات خبرة عالية، من الممكن أن تدفع مبالغ أكثر من المطلوب للكفيل مقابل الحصول على خادمة".

تجربة مضمونة
ومن جانبهم، أكد الباحثون عن الخدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "مكاتب الخدم تكاد تكون خالية تماماً من طلبات الاستقدام وتحديداً بعض الجنسيات وتأتي هذه الحسابات الوسيطة كمنقذ للباحثين عن خادمات، إذ سيضطر الراغبون في الحصول على خادمة دفع المبلغ ذاته مقابل الحصول على خادمة من مكاتب الخدم، ناهيك عن طول فترات الانتظار، ثم تفاجأ بخادمات لا خبره لهن في الأعمال المنزلية وإدارة شؤون المنزل، وتعد حسابات التنازل عن الخدم الحل الوحيد والسبيل الأفضل للحصول على خادمة في أسرع وقت".