الثلاثاء 7 يوليو 2015 / 14:31

الإمارات| حملة إلكترونية ضدّ الحبيب الجفري: صواعق على رؤوس الصوفية والليبرالية

شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً لافتاً، عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، في الحملة على الشيخ والداعية الحبيب علي الجفري، متهمة إياه بأنه "يرسل شباباً إماراتيين" لبيعة "شيخه" خارج دولة الإمارات.

أعلن حساب على تويتر يدعى صاحبه "عمر كيدي" عن إنشاء ما أسماها "قناة إعلامية" على يوتيوب، مخصصة لنشر مقاطع فيديو ضدّ "الصوفية والليبرالية والعلمانية"، وقال صاحب الحساب في تغريدة نشرت أمس الإثنين: "خلال أيام قليلة أنتم على موعد مع الصواعق المرسلة على رؤوس الصوفية والليبرالية والعلمانية"، وذلك بعد نشره مقطع فيديو يتهم فيه الشيخ الحبيب علي الجفري المعروف المعروف بمواجهته القوية للمنظومة الفكرية المتطرفة لدى الإخوان المسلمين وتنظيمات إرهابية أخرى ‏مثل القاعدة وداعش، بأنه يعمل على إرسال الشباب الإماراتي لبيعة شيخ الصوفية في مكان ما خارج دولة الإمارات.

هذه الهجمة وعلى الرغم من أنها غير جديدة، تأتي في سياق حملة مركزة بدأت قبل أسابيع، تعمل من خلالها حسابات إلكترونية يقول أصحابها إنهم ينتمون إلى التيار السلفي، بعضهم يغرد بأسماء معلنة وبعضهم الآخر بأسماء وهمية، على مهاجمة "الصوفية" والتحريض عليها ومحاولة ربطها بـ "مؤامرة" تحاك ضدّ دولة الإمارات، وهذه الحسابات التي تشن في الوقت نفسه حملة ضدّ ما تسميه "العلمانية والليبرالية" تزعم انتماءها إلى دولة الإمارات، ودفاعها عن قادة الدولة، والعديد منها يرفع شعار "الله، الوطن، الرئيس"، في الوقت الذي لا تتردد فيه في نسبة داعش وإرهابها إلى الصوفية.

وفي حين تواصل هذه الحسابات حملتها هذه، باسم الدفاع عن السلفية والوطن، فإنها تواجه انتقادات من مغردين إماراتيين يرون أن الحملات التي تشنها تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد والإيحاء بوجود أزمة داخل المجتمع الإماراتي، بين توجهات وتيارات دينية مختلفة، كما يرى بعضهم أن شعار "الولاء والبيعة" الذي يرفعه أصحاب هذه الحسابات، هو مجرد غطاء يتيح لهم الطعن في الشخصيات الإماراتية وغير الإماراتية، مثل الشيخ عبدالله بن بية والشيخ وسيم يوسف والداعية حمزة يوسف، وممارسة نوع من "الحسبة الإلكترونية" والوصاية الدينية على المجتمع الإماراتي، والانتقاد الأبرز الذي يوجهه مغردون إماراتيون لأصحاب هذه الحسابات أنهم وفي حين يتبعون أئمة وشيوخاً غير إماراتيين، رغم وجود هيئات دينية رسمية تتولى أمور الدعوة والفتوى داخل الدولة، فإنهم يعملون على تخوين وتشويه شخصيات إماراتية معروفة، واتهامها بأنها تعمل وفقاً لأجندات خارجية.

وتساءل أولئك المغردون عن السبب الحقيقي وراء هذه الحملة، في هذا التوقيت بالذات، وهل الجهات المختصة ترصد أصحاب هذه الحملة؟ وهل يشنّ أولئك حملتهم من داخل الإمارات فعلاً؟ ولماذا يسمح لهم بالاستمرار بحملتهم هذه وإشاعة أجواء القلق والنزاع داخل المجتمع الإماراتي المعروف بشدة تناغمه وانسجامه؟

يذكر أن الحملة المتجددة ضدّ الشيخ الحبيب الجفري تأتي عشية محاضرة سيلقيها اليوم الثلاثاء في العاصمة أبوظبي بعنوان: "كيف تختطف الجماعات المتطرفة الشباب؟".