• الداعشيتان البريطانيتان زهرة وهيلين (أرشيف)
    الداعشيتان البريطانيتان زهرة وهيلين (أرشيف)
الثلاثاء 7 يوليو 2015 / 17:26

ديلي بيست: تفاصيل مشاركة نساء داعش في إدارة الشؤون

24 - إعداد: ميسون جحا

كشف موقع ديلي بيست الأمريكي في تقرير له، عن وقوع مصدر للمعلومات الاستخباراتية حول داعش في أيدي الولايات المتحدة.

ووفقاً للموقع، فإن المصدر هو أرملة عضو رفيع في التنظيم، كشفت تفاصيل نشاطات التنظيم الإرهابي الداخلية للولايات المتحدة، ومنها وجود شبكة نسائية موازية ضمن هيكلية داعش مهمتها تجنيد واعتقال واستخلاص معلومات، وممارسة العبودية فيما يسمى "الخلافة".

وكما نشر موقع ديلي بيست الإخباري، ألقى الجيش الأمريكي القبض على أم سياف خلال غارة استهدفت زوجها، والذي كان أيضاً مسؤولاً مالياً رفيعاً في داعش، اتخذ لنفسه الاسم الحركي أبو سياف، وبعد مشاركته في تبادل لإطلاق النار مع قوات أمريكية خاصة، قتل أبو سياف، وتمت مصادرة أجهزة حاسوب وهواتف نقالة، ووثائق خاصة به كشفت عن كيفية حصول التنظيم يومياً على قرابة ٢ مليون دولار، وكيفية توزيعها على مقاتليه وأنصاره.

أرفع معتقلة
وبحسب ما كشف عنه أربعة مسؤولين عسكريين أمريكيين للموقع، تعتبر أم سياف حالياً أرفع معتقلة من صفوف داعش في حوزة الأمريكيين، وهي مسجونة في العراق، وتدلي بكم هائل من المعلومات الاستخباراتية، إلى جانب ما حصل عليه محللون أمريكيون من خلال أجهزة كمبيوتر وهواتف نقالة تم الاستيلاء عليها إبان الغارة التي أدت لمقتل زوجها، الذي كان يدير عمليات سرقة النفط والغاز لصالح داعش، وقد وفر لأم سياف زواجها من ذلك المسؤول الإرهابي، فرصة لأن تتبوأ مكانة رفيعة في التنظيم مكنتها من الاطلاع على كيفية إدارة التنظيم لعملياته المالية والتكتيكية، ولكنها لعبت أيضاً دوراً قيادياً خاصاً بها، حيثت ساعدت على إدارة شبكات داعش من النساء المقاتلات، وعمليات أخرى كاختيار الفتيات، واستعبادهن لصالح المقاتلين.

كم من التفاصيل
وفسر مسؤول عسكري رفيع طبيعة تلك المعلومات بقوله: "كانت مستشارة وتملك كماً هائلاً من التفاصيل، وإذا كان حقاً وراء كل رجل عظيم امرأة، فإن داعش لا يستثنى من ذلك".

وفي داعش تراتبية ضمن النساء، وكلما علا شأن زوج امرأة علت مرتبتها، وكلما ارتفعت مكانة امرأة داخل جدول فظاعات داعش، أصبحت أكثر دراية بعمليات التنظيم الإرهابية، وتعد أم سياف من بين النخبة من النساء ضمن تراتبية تتكون غالبيتها من الرجال.

وقال مسؤول أمريكي يتابع التحقيق مع أم سياف: "لكن ذلك لا يعني أنها كانت جزءاً من السلسة العسكرية، كما لم تشارك في رسم الخطط للاستيلاء على مناطق والاحتفاظ بها".

وأضاف "لم تكن توجه الطلقات النارية، لكنها ساعدت في إدارة شبكة النساء داخل داعش، وذلك بحسب اعترافاتها وما سجل في الوثائق التي استولت عليها القوات الأمريكية الخاصة".

معلومات سابقة
ويشير ديلي بيست إلى أن أم سياف ليست المرأة الأولى التي تدلي بمعلومات حول ما يجري داخل التنظيم، فقد قدمت عدة نساء من اللاتي هربن من داعش، أو انشققن عنه، معلومات حول كيفية تجنيدهن أو كيفية سفرهن من دولهن من أجل الالتحاق بداعش، وعن الحملة المتواصلة التي يديرها رجال ونساء من العاملين في خدمة التنظيم، وتحدثت بعض تلك النسوة عن كيفية تمويل داعش لتكلفة سفرهن، وكيف تمت مساعدتهن في تضليل أسرهن بشأن مكان تواجدهن، أو بشأن أسباب هربهن.

ولكن تلك المعلومات وردت من قبل نساء لم يحظين برتبة ما في هيكلية داعش، وكما قال مسؤولان عسكريان "كان لدى أم سياف فرصة للاطلاع على عمليات التنظيم وخططه على أعلى المستويات، كما أنها قدمت تفاصيل عن أسماء عمليات ووسائل تواصل".

شخصية غير عادية
وتقول أستاذة التواصل في جامعة جورجيا الحكومية ميا بلوم، وهي تدرس دور النساء في الحركات الجهادية "لم تكن أم سياف امرأة عادية، بمعنى أنها لم تقم بالدور التقليدي للزوجة، بل كان لها دور في قيادة التنظيم".

وقال مسؤولون وخبراء في محاربة الإرهاب "في المناطق التي تسيطر عليها داعش، هناك نساء يعملن لصالح الشرطة الدينية، لواء الخنساء، وهن يعملن لضمان تطبيق النساء لأوامر داعش المتشددة ولمعاييره الاجتماعية، وتتكون معظم عضوات لواء الخنساء من عربيات يحرصن على نقل التعليمات لسواهن من النساء، وهناك أيضاً عميلات يتجسسن لصالح داعش من أجل التأكد من الانصياع للقواعد الصارمة، فضلاً عن وجود مجموعة أخرى من النساء يقمن بمهمة تسهيل تجارة بيع وشراء الإماء، وتقييم الفتيات أو ترتيب الزيجات المؤقتة".

إزلة الستار
وكانت القوات الأمريكية احتجزت أم سياف على أمل استخلاص معلومات حول معاملة داعش للأسرى، وقد ظن بعضهم أنها قد تعلم تفاصيل عن اختطاف عاملة الإغاثة الأمريكية كايلا موللر، والتي ماتت في سجن داعشي، و ما زال من غير المعلوم ما زال قالت أم سياف حول مولر وغيرها من الأسرى، ولكن مسؤولين عسكريين أمريكيين قالوا أنها أزالت الستار عن عمليات داعش، وأعطت تفاصيل حول التنظيم، والرجال الذي يديرونه بوسائل لم يكن من الممكن فهمها عبر بيانات داعش العامة، أو من خلال حملته العدوانية عبر تويتر.
وقد أوضحت أم سياف كيفية اعتماد داعش على النساء من أجل الاحتفاظ بمقاتلين وتجنيدهم وإدارة الدولة.

ويرى ديلي بيست أن الشخصية الأكثر شبهاً بأم سياف قد تكون زوجة أبو بكر البغدادي السابقة، والتي يشاع أن مسؤولين لبنانيين اعتقلوها في العام الماضي.

وعود بالزواج
ويساعد التحقيق مع أم سياف في توضيح أهمية الدور الذي تلعبه النساء في تجنيد الرجال لصالح داعش، فإن الوعد بتقديم عروس تهتم بالمقاتل، وهو يحارب في ساحات المعارك، غالباً ما يجتذب المقاتلين إلى التنظيم، وقد اعترف داعشي أمريكي اعتقل مؤخراً بأنه وعد بأن يصبح لديه "أربعة زوجات"، بحسب وكالة إف بي آي.

وكما أشار تقرير صادر عن معهد الحوار الاستراتيجي "في ظل داعش، يتلخص دور النساء الرئيسي في تلبية حاجات الرجال، وفي دفعهم نحو القتال، والإقامة بصحبتهم، وعند الوصول إلى حيث يسيطر داعش، ترسل النساء إلى سكن خاص، لكي يتم تقييمهن، ومن ثم تقرر نساء أخريات لمن يتم تزويجهن، وسرعان ما يتم تسجيل الزواج في مكاتب تابعة لداعش في أماكن مثل الرقة، عاصمة التنظيم الفعلية في سوريا".