الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الثلاثاء 7 يوليو 2015 / 17:56

تحليل: أردوغان يفضل "دولة" داعش على دولة الأكراد

24 - إعداد: مروة هاشم

انتقد مقال تحليلي نشره الموقع الإلكتروني لمعهد "جيتستون" الأمريكي المعني بالدراسات والتحليلات السياسية، سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه الأكراد الذين يحاربون تنظيم داعش الإرهابي، إذ يصفهم أردوغان بأنهم "إرهابيون"، وفي الوقت نفسه لم يتحرك ساكناً للحكومة التركية إزاء استخدام حدودها في عبور المقاتلين والإمدادات إلى تنظيم داعش الإرهابي في الرقة عاصمته المزعومة للخلافة الإسلامية.

يقول المقال: "استطاع مقاتلو الأكراد يوم 16 يونيو (حزيران) السيطرة على بلدة تل أبيض التي تقع بمحافظة الرقة في شمال سوريا وطرد مقاتلي تنظيم داعش منها. وقد منع هذا الانتصار الكردي من وجود طريق مباشر يتيح لداعش استيراد المقاتلين والإمدادات، ويمثل ضغطاً خطيراً على الرقة عاصمة "دولة الخلافة" المزعومة لـ تنظيم داعش".

يشير المقال أن هزيمة مقاتلي داعش في بلدة تل أبيض تعتبر "أكبر انتكاسة للتنظيم منذ إعلانه الخلافة العام الماضي"، وفقاً إلى ما وصفه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.

وعلى الرغم من النجاح الذي أحرزه الأكراد والذي يتعين حسبما يقترح المقال، أن يكون موضع ترحيب من المصابين بالرعب من هذا التنظيم الإرهابي المتخصص في الإبادة الجماعية، فإن الرئيس التركي أردوغان يتعهد بمنع إقامة دولة كردية في المنطقة، مؤكداً على أنه لن يسمح على الإطلاق بتشكيل دولة للأكراد في شمال سوريا إلى الجنوب من الحدود التركية.

ويلفت المقال إلى أن الأكراد لا يطالبون بإقامة دولة مستقلة، وإنما يطالبون بإدارة حكم ذاتي كردي أو اتحادي.

تناقضات أردوغان
ينتقد المقال سياسة أردوغان قائلاً: "قبل سيطرة الأكراد على المنطقة، كانت تُستخدم من قبل تنظيم داعش كبوابة من تركيا إلى الرقة، ولكن من الواضح أن هذا الشيء لم يزعج الحكومة التركية، ولم يتوقف أي مسؤول تركي ويتعهد بأنه لن يسمح لتنظيم داعش بالاستيلاء على الحكم في شمال سوريا".

ويرى المقال أنه من المثير أن خط الإمدادات إلى الرقة عاصمة الخلافة المزعومة لداعش الذي قطعه الأكراد مؤخراً، كان من الأراضي التركية، وذلك على الرغم من أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ورغم معارضة تركيا لحكومة إقليم كردستان العراق، فإن تركيا تُعد من أكبر الشركاء التجاريين الذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع كردستان العراق.

يرى المقال أن تنظيم داعش الذي يقوم بجرائم القتل الجماعي والتطهير العرقي والاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي، بالنسبة إلى الحكومة التركية أفضل من الأكراد الذين يقاومون داعش ويطالبون بحقوقهم المشروعة التي حرمتهم منها الأنظمة القمعية التي يخضعون إليها.

تركيا بوابة داعش إلى سوريا
يشير المثال إلى أن الأكراد يقاتلون تنظيم داعش الوحشي بقوة عسكرية محدودة جداً في محاولة لحماية الأبرياء الذين سيكون مصيرهم الحتمي هو القتل على أيدي تنظيم داعش.

بينما على الجانب الآخر، توجد تركيا التي لم تمنعها عضويتها في حلف الناتو عن غض الطرف أو حتى تسهيل حركة انتقال مقاتلي داعش الذين يذهبون إلى سوريا عن طريق المعابر الحدودية التركية لذبح واغتصاب اليزيديين والعلويين والمسيحيين والأقليات الأخرى.

تطهير عرقي
ويتناول المقال اتهامات تركيا للأكراد بممارسة "التطهير العرقي" للعرب والتركمان بعد السيطرة على بلدة تل أبيض، موضحاً أن الحكومة التركية تتخذ موقفاً عدائياً تجاه الأكراد في تركيا وسوريا وتخشى من تعزيز الموقف الكردي في المنطقة، إذ أنه في خريف عام 2014، قام تنظيم داعش بطرد أكثر من 300 ألف كردي ولم تتحدث الحكومة التركية في ذلك الوقت عن التطهير العرقي ضد الأكراد، بل على العكس فقد تعاونت الحكومة التركية مع تنظيم داعش، وفقاً لما يذكره المقال.

ولم تتدخل الحكومة التركية عندما تعرض الأكراد إلى واحدة من أسوأ المذابح على أيدى مقاتلي تنظيم داعش يوم 25 يونيو (حزيران) في المدينة الكردية السورية "كوباني"، حيث قُتل أكثر من 145 شخص.

يختتم المقال أن مقاتلي داعش الإرهابيين يهاجمون الأكراد في محاولة لاغتصاب نسائهم وبيعهم في أسواق النخاسة وإبادتهم، وهذا بالفعل ما يتعرض إليه الأكراد عندما تباغتهم الهجمات على غير استعداد أو حينما يعجزون عن المقاومة، ومن ثم يجب على الغرب من وجهة نظر المقال، الإسراع بتسليح الأكراد مباشرة والاعتراف بحقهم في الحكم الذاتي ضمن حدود آمنة يمكن الدفاع عنها، إذا أنها قضية وجود بالنسبة إليهم.