تمديد المفاوضات النووية ولافروف يتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي قريباً (أرشيف)
تمديد المفاوضات النووية ولافروف يتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي قريباً (أرشيف)
الثلاثاء 7 يوليو 2015 / 21:26

آشيا تايمز: ما الذي يجري في كواليس مفاوضات فيينا؟

24. إعداد: طارق عليان

بينما تتجه عقارب الساعة نحو صفقة إيرانية نووية، أعربت مصادر قريبة جداً من المفاوضين الإيرانيين لموقع "آشيا تايمز" عن خيبة أملها في المفاوضين الأمريكيين زاعمين أنه من الواضح أنهم ليسوا مستعدين للاستقرار على خيار واضح ما بين الإبقاء على بعض عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو عقد اتفاقية.

وعلم موقع "آشيا تايمز" أيضاً أن النقطة الرئيسية والمثيرة للجدل بشدة على طاولة المفاوضات تتعلق بطبيعة عمل آلية تسوية الخلافات الخاصة باللجنة المشتركة، فلا تود أي دولة من القوى الخمسة +1 (مجموعة 5+1) أن تتسرب أنباء مفاوضاتها بعد.

أما بالنسبة لموجز لوضع المفاوضات، فإن المسؤولين الإيرانيين حذرون "وما زالوا مترددين"، وثمة علامة جيدة تتمثل في أن الحوار العام الخاص بكيفية رفع العقوبات، بما في ذلك مبدأ "المتزامن والموازي"، تم الاستقرار عليه بالفعل، وينصب تركيز المفاوضات التي تخطو خطوات حثيثة نحو عطلة نهاية أسبوع حاسمة على "التفاصيل العملياتية".

انقسامات خطيرة
ومع ذلك، هناك انقسامات خطيرة داخل مجموعة 5+1، ولاسيما فيما يتعلق بالجوانب الأساسية التي ينبغي أن يضطلع بها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والآلية المعقدة التي من المفترض أن تُرفع بها العقوبات، وفيما يختص بإمكانية الوصول إلى المواقع المزمع تفتيشها والممثلة في نظام "التحقق" الشهير.

وأفضت هذه الانقسامات بالمفاوضين الإيرانيين إلى صيغة ملتوية: "يمكننا القول بثقة أن عليهم إنفاق وقت في التفاوض فيما بينهم أطول مما ينفقونه معنا"، وفي الوقت نفسه، يقر الإيرانيون بالمشكلات التي تواجهها إدارة الرئيس أوباما: "عليهم أن يسلكوا الكثير من القنوات الإشكالية".

على مدار الأيام القليلة الماضية، توازى أسلوب رفض التعاون من الجانب الأمريكي مع آليات ضغط مُعَارِضَة للصفقة تفرض قاعدة "فرق تسد" الآن داخل منظومة صنع القرار السياسي الإيراني لتضع الأطراف المختلفة في مواجهة مباشرة مع بعضهم بعضاً.

وكل دبلوماسي في فيينا يعلم أن كل يوم يمر والصفقة معلقة هو يوم مثالي بالنسبة لمعارضي الصفقة، سواء أكانوا في واشنطن أو طهران أو تل أبيب أو في الرياض.

وتسربت الشائعات من واشنطن إلى فيينا المشمسة فاختلطت بالطلاب الذين يعزفون مقطوعات لموزارت خارج دار أوبرا فيينا، ما يتعين القيام به لتفادي غضب جماعة الضغط الأمريكية القوية المعارضة للصفقة، ويعلق الأمريكان من أصل إيراني قائلين إن: "هناك الكثير من الأموال المتاحة حالياً لتقويض الصفقة".

وفيما يختص بمشكلة إتاحة الوصول المحورية، رغم أن الفترة الممتدة لأربع وعشرين يوم، لإتاحة الوصول إلى موقع بعينه داخل إيران اتُفِقَ عليها بموجب اتفاقية لوزان الإطارية، فسر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأمر بأن "إيران تود 24 يوماً"، فجعله وكأن إيران تتقدم بطلب جديد لتغيير الاتفاقية الإطارية.

وهذا تزييف تام للحقائق، حسناً، فابيوس ليس بالسياسي الفرنسي المحنك، تاليران، في يوم الخميس، خرج عليهم بصيغته الخطابية الفرنسية المبتذلة التي تصف صفقة مبنية على "القوة البنيوية"، يا للأسف أن كارل كلاوس ليس على قيد الحياة ليؤلف لنا كتاباً بعنوان "الأيام الأخيرة لأهم الشخصيات"!

استحضار روح روبرت موزيل لإنقاذ الموقف
ويعتبر المفاوضون الإيرانيون أن يوكيا أمانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قام بـ "زيارة مثمرة" لطهران، وهم يقسمون المشكلات حالياً إلى منهجَيْن مختلفَيْن لمحاولة تسوية قضية الوصول المثيرة للجدل، "المنهج القائم على الوصول" استناداً إلى قائمة من الشخصيات والأماكن التي تود الوكالة الدولية للطاقة الذرية إجراء مقابلة معهم/زيارتها أو "منهج قائم على تسوية القضايا الإشكالية".

واقترحت الحكومة الأمريكية خلال المفاوضات قائمة لـ 18 عالماً يتعين التفتيش عليهم/مقابلتهم شخصياً، ورفضتها إيران، يقول المفاوض الإيراني: "ولذا، سنعود إلى المنهج القائم على القضايا الإشكالية".

"والمشكلة التي تعيب ذلك أن منهج إمكانية الوصول يتمتع بمعايير موضوعية لرفع العقوبات، وفي المنهج القائم على تسوية القضايا الإشكالية، يحق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تصدر أحكاماً نوعية، وإننا لا نريد أن تتخذ الوكالة قرارات نوعية"، وينتهي بنا هذا الموقف إلى أنه ما من أحد في منطقة الجنوب العالمي بالكامل يثق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية المُسَيَّسَة إلى حد كبير.

وفيما يتعلق بالقضية التي أمست أسطورية الآن والمتعلقة بـ "الأبعاد العسكرية المحتملة" للبرنامج النووي — أو مطالبة إيران بإثبات أن برنامجها ليس له تلك الأبعاد — احتوت اتفاقية لوزان الإطارية على جزئية حول "مجموعة متفق عليها من الإجراءات" (عن الأبعاد العسكرية المحتملة) للسماح برفع العقوبات، وهذه هي الجزئية التي ما برحت قيد التفاوض.

وإليكم النسخة الأمريكية، أو على الأقل هكذا كانت النسخة الأمريكية، وكما أقرت وزارة الخارجية نفسها: "لن يتم الاتفاق على شيء إلى حين الاتفاق على كل شيء".

واستقبل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجموعة مختارة من أربعة صحافيين مستقلين، بمن فيهم مراسل موقع "آشيا تايمز"، لإجراء حوار مفتوح بلا قيود لمدى ساعة ونصف الثلاثاء الماضي، وكان هناك اجتماع لاحق الخميس. وجرت مناقشة جميع النقاط السابقة بالتفصيل.

تكاد تحيط بظريف هالة بوذية، ولو أنه كان متعباً، ولقد تجشم حتى عناء الخروج إلى شرفة فندق بالي كوبورغ مبتهجاً ومشرقاً ("أريد أن أستمتع بالشمس")، ولَمَا كانت رسالته للعالم كله أكثر وضوحاً وأوقع أثراً، ماذا عن جون كيري؟ هل هو على استعداد لتطوير مهاراته واستراتيجياته، أم سيستمر في لعب دور التابع لـ "الرجل الخالي من المميزات" للكاتب روبرت موزيل؟