السبت 11 يوليو 2015 / 18:19

ممكن توطى التليفزيون .. وتسمعنى من التليفون؟



(1)

لو وضعت كل عيوب الزواج فى كفة فإنها لن تصمد كثيراً أمام كفة تحمل ميزة أن تقول لزوجتك "أهرشيلى فى ضهرى" بينما تقود أصابعها فى الطريق إلى النقطة المنشودة، من هنا تبدأ فكرة (السكن) عندما تسكن إلى أصابعها وهى تفك شفرة نهايات الأعصاب التى ارتبكت فى تلك النقطة ارتباك نزلة ميدان لبنان، إنها لحظة لو علمت كل زوجة قيمتها لحصلت بسهولة على توقيع الزوج على عقد نقل ملكية الشقة باسمها .

(2)
إن نعم ربنا كثيرة ولكن الفزلكة تحرمك من استطعامها، عندك مثلا رجل فزلوك جلس أمام شيخ زاهد متعبد، كان الشيخ مريضاً وراضياً، شاهده الفزلوك وهو يتناول الدواء، فقال له: "المرض قدر من الله، أليس الدواء اعتراضاً على على قدر الله؟" ، فقال له الشيخ: "هو من قدر الله"، فانكتم الفزلوك كتمة العدس.

(3)
لن أنسى ما حييت يوم أن زار المحافظ لجنة امتحان الفيزياء ليتأكد أن الامتحان في مستوى الطالب المتوسط، قلت للمحافظ يومها: إن الامتحان جاء من الجزء الملغي من المنهج، فربت على كتفي وابتسم قائلاً: القانون لا يحمي المغفلين؛ لذلك عندما سألني والدي عن سر رسوبي في المادة؟ قلت له بضمير مستريح: لا تعليق على أحكام القضاء.

(4)
بعد سنوات من البرامج والفضائيات لازال بيننا ناس عندما يتصلون بالبرامج على الهواء يرفعون صوت التليفزيون ليسمعوا أنفسهم وهم يتكلمون، لا زال بيننا ناس يكاد المذيع يقبّل أياديهم "ممكن توطي التليفزيون وتسمعني من التليفون؟"، كام مرة تصادف هذا الموقف وأنت تتجول بين الفضائيات؟ ماذا تتوقع من شعب يمتلك جهاز تليفزيون وريكودر وتليفون ووقت فاضي للاتصال بالبرامج، ولم يتعلم درساً تافهاً مثل هذا؟

(5)
الفكاكة بهجة المغفلين. وأنا أتفادى الفذلكة بقوة لأن كثرتها تؤدى إلى حدوث تسلخات فى المخ، لا شىء أجمل من تأمل القدر وتجنب تشريحه بالفلسفة لكن هذا لا يمنع إيماني بأنه لو كانت الفنانة منى جبر قد توفيت أثناء الولادة ضمن أحداث فيلم الحفيد لحرمت مصر كلها من أغنية "السبوع" الوحيدة التى تمتلكها.

(6)
أسؤ ما فى "تويتر" أنه أقتطع مساحة من الوقت المخصص للقراءة تحديداً الخاصة بالحمام، لكنه يبدو مفيدا فى الزحام، فالمشكلة فى "وقفة المحور" أنها تتحول لا إرادياً إلى "وقفة مع النفس"، لكن المأساة الأكبر فى تويتر أنه يقدم تطبيقاً لنظرية تقول أنه فى هذه الأيام تضيع الأفكار بالتدريج وتتوارى لصالح الهوهوة.

(7)
يقول الإنسان: "عصفور على اليد أفضل من عشرة على الشجرة"، وتقول الشجرة "الإنسان مجنون فعشرة عصافير فى أحضانى أفضل من واحدة فى يد إنسان"، وتقول العصافير "عبوكوا كلكوا".

(8)
القطط التى يعايرها البعض بـنها ب7 أرواح لا يعرفون أن الله خلقها ب 7 أرواح حتى تحدث التوازن البيئى المطلوب مع الأرواح التى تتلوث بمرور الوقت، و يقولون عن القطط (بتاكل و تنكر) و (بتاكل ولادها) ، طيب ما هو طبيعى إنها إذا أكلت أولادها أن (تأكل و تنكر)، الناس مشكلتها عموما أنها مشغولة بالناس مع إنك لو خليتك فى حالك هتكسر الدنيا، الناس غريبة عموماً، بل أن الناس أكثر غرابة مما يعتقد وائل جسار.

(9)
أهم ما فى اختراع الموبايل ليس أن (تتكلم فيه) بل اللحظات التى يساعدك فيها على أن (تعمل نفسك بتتكلم فيه)، وهى خدمة لم تكن لتنقذك من سواق تاكسى رغاى من خمسة عشر عاماً إلا لو كنت بتنزل بتليفون البيت.

(10)
كانت الزرافات تتمخطر في الظل، فتذكرت قانون التطور الذي فسر طول عنق الزرافة بالجفاف الذي قضى على الحشائش لفترات طويلة، الأمر الذي جعل الزرافات جيلاً بعد جيل تمد عنقها حتى تأكل من أوراق الشجر العالية، وبمرور الوقت أصبحت رقبتها بهذا الطول، كان يحيرني في هذه القصة أمران؛ الأول: أن الجفاف الذي طال الحشائش لم يطل الشجر، وثانيًا: أنه بعودة الحشائش إلى الأرض لم تعد الزرافة إلى طبيعتها.. ربما لم تحاول وارتضت بشكلها الجديد، وربما وقعت ضحية لقانون تطور جديد يخص أولئك الذي يذهبون إلى الجيم، وتقول: إن "الشاب اللي اتنفخ مرة عمره ما هيرجع طبيعي تاني ".. قفشات أفلام.

(11)
سر التميز يكمن فى التزامك بكل مالا يلتزم الناس به، وفى هذا يكمن أيضاً قليل من الوجع، فتحمل خصوصاً وأن العادة نصت على وجود ارتباط شرطى بين الحلاوة و النار، يقولون فى بلاد بره: "أنه زمن الذكاء الاصطناعى فى محاولة للحد من تأثير الغباء الطبيعى"، لذلك أنصحك فى بلاد جوه بان تجتهد لتكون حكيماً، تسألنى كيف أصبح كذلك أقول لك إن الواحد يتعلم الحكمة عندما لا يصبح أمامه أى اختيارات فلا تقلق، وحاول أن تتمسك بالشخص الجديد الذى يظهر بداخلك كل فترة قائلاً لك أفكاراً تتمرد على استقرار زائف فى حياتك، هذا الشخص نعمة كبيرة لا تفرط فيها، لكن هذا لا يمنع من أن تكون طول الوقت مستعداً للحظة التى ستحزن فيها على التخلص من الكراكيب.

(12)
ماما التى لازالت تسال بابا بعد أربعين عاما وحتى اليوم "أنت اتجوزتنى ليه؟"، أنا شخصيا أصدق مقولة: "أن الشخص السعيد فعلاً ليس الشخص الذى توج قصة حبه بالزواج ولكنه الشخص الذى توج قصة زواجه بالحب"، وأصدق إحدى بطلات فيلم أجنبى تجارى تافه عندما قالت: "إن وجه الشبه كبير بين الرجل ونبات الفراولة فكلاهما يأخذ وقتا طويلاً للنضج ويفسد بسرعة"، صدقتها لكننى وقعت فى غرام صديقتها التى ردت عليها قائلة: "ليس حقيقياً أن النساء يعجبن بلاعبى كرة القدم فلاعب كرة السلة أجدر بالإعجاب لأنه (بينطّق الكرة كتير قبل ما يشوط)".

(13)
هل تعلم أن مصل عضة الكلب مصنوع من أنسجة القرود وأن الصندوق الأسود لونه برتقالى أصلا وأن الأوراق النقدية مصنوعة من القطن وليس من الورق وأن الإنسان على الرغم من أنه من الثدييات فإنه أحيانا (يبيض)؟

(14)
أكبر دليل على أن (ربنا مايرضاش بالظلم) هو أن الجودزيلات انقرضت بينما بقيت الفراشات؟

(15)

الناس وجهات نظر والبياعين نوعين نوع (بياع أحسن من بضاعته) يجيد استقبالك بطريقة غاية فى السمسمة تجبرك على شراء ما لا تحتاجه تقديراً له، ونوع (بضاعته أحسن منه) لكن تكاسله وتعاليه وقلة حماسه يجعلونك تتراجع عن شراء شىء أنت فى حاجة ملحة له، لذلك أتقبل من زوجتى بسعادة بالغة كل ما تضعه أمامى على السفرة فهى تنتمى للنوع الأول، لكن الزواج جعل احترامى لعمال الدليفرى يزيد، فعامل الدليفرى يقطع كيلومترات طويلة معرضاً نفسه خلالها لحوادث أو للاحتكاك بامناء الشرطة ويقف عند باب بيتك يقدم لك طلبك ويرضى بأقل بقشيش ممكن، بينما الزوجة تكاد تطلب منك أن تسجد لها لأنها قطعت المسافة من المطبخ إلى الصالة حاملة لك كوباً من الشاى.