ينبغي أخذ ارتفاع إنزيمات الكبد، والتي يمكن رصدها من خلال فحوصات الدم الروتينية (أرشيفية)
ينبغي أخذ ارتفاع إنزيمات الكبد، والتي يمكن رصدها من خلال فحوصات الدم الروتينية (أرشيفية)
الإثنين 27 يوليو 2015 / 14:26

الالتهاب الكبدي .. الأسباب والعلاج

يعد الالتهاب الكبدي من الأمراض الشائعة حول العالم. وتكمن خطورة هذا الالتهاب في أنه يظل صامتاً ويتم اكتشافه في مرحلة متأخرة. ولكن كلما تم اكتشافه مبكراً، زادت فرص الشفاء منه.

قال ماركوس كورنبيرغ، المدير الطبي للمؤسسة الألمانية لأمراض الكبد، إنه عند الإصابة بالالتهاب الكبدي تتعرض خلايا الكبد للتلف أو الدمار، مضيفاً أن السبب في عدم اكتشاف الالتهاب الكبدي يرجع إلى أن أعراضه لا تكون واضحة ومميزة في البداية حيث غالباً ما يتم تفسير أولى العلامات، مثل الحمى والإنهاك، بشكل خاطئ على أنها عدوى إنفلونزا.

بينما ينبغي أخذ ارتفاع إنزيمات الكبد، والتي يمكن رصدها من خلال فحوصات الدم الروتينية، على محمل الجد حيث أنه إذا لم يتم علاج هذا القيم المرتفعة فإنها قد تؤدي إلى عواقب وخيمة مثل تشمع الكبد وسرطان الكبد.

وأشار الطبيب الألماني كورنبيرغ إلى أنه يمكن تمييز التهاب الكبد من خلال اصفرار البشرة أو بياض العين، ولذا يطلق أحياناً على المرض اسم الصفراء (اليرقان).

كحوليات ودهون
ومن جانبها، قالت الصيدلانية الألمانية أورسولا زيلربيرغ إن أسباب الإصابة بالتهاب الكبد تتمثل في الإفراط في احتساء الكحوليات وتناول الدهون، كما أن تعاطي بعض العقاقير يلعب دوراً في الإصابة به. بالإضافة إلى أن بعض الأمراض، مثل السكري أو السرطان أو اضطرابات التمثيل الغذائي، قد تتسبب أيضاً في تلف الكبد.

ومن العوامل الأخرى، التي ترفع خطر الإصابة بالتهابات الكبد، إدمان المخدرات وممارسة الجنس مع العديد من الأشخاص ونقل الدم واستعمال بعض المواد السامة، مثل رابع كلوريد الكربون.

وأوضح كورنبيرغ أن الالتهاب الكبدي قد يتخذ مساراً حاداً أو مزمناً. وعند الإصابة بالالتهاب الكبدي الحاد يعاني المريض من أعراض مشابهة للإنفلونزا، مثل الحمى والإنهاك، كما يصبح لون البول داكناً ويصبح البراز عديم اللون، بالإضافة إلى اصفرار البشرة وبياض العين.

ويمكن الشفاء من الالتهاب الكبدي الحاد بلا أية عواقب، كما أنه قد يتحول إلى التهاب مزمن، يتسبب على المدى الطويل في تليف الكبد، وفي نهاية المطاف يفقد الكبد القدرة على أداء وظيفته.

النوع (A)
وينقسم التهاب الكبد إلى ثلاثة أنواع، ألا وهي: (A) و (B) و(C). وتنتشر الإصابة بالالتهاب الكبدي من النوع (A) في الوقت الحاضر في الدول ذات معايير النظافة المنخفضة؛ لذا ينتمي هذا النوع من الالتهاب الكبدي إلى أمراض السفر. وتتمثل عوامل خطر الإصابة به في مياه الشرب والأغذية الملوثة أو من خلال الخضراوات المضاف إليها أسمدة.

وأشار الطبيب الألماني توماس هاردر إلى أن فيروس الالتهاب الكبدي من النوع (A) يفرز من الأمعاء وينتقل بشكل رئيسي من خلال البراز المحمل به من خلال عدم نظافة اليد بشكل كاف أو الاتصال الجنسي، مضيفا أنه لا يوجد عقاقير بعينها لعلاج هذا النوع، ولكن يُوصَى بالراحة في الفراش والتطعيم قبل السفر إلى المناطق الاستوائية.

النوع (B)
أما الالتهاب الكبدي من النوع (B) فينتقل من خلال الفيروسات أثناء الاتصال الجنسي مثلاً أو من خلال الدم الملوث، كما هو الحال عند استعمال نفس الحقنة بالنسبة لمدمني المخدرات.

كما أن عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية عند ثقب البشرة أو رسم الوشم أو الحلاقة يرفع خطر الإصابة بالالتهاب الكبدي من النوع (B). وإذا كانت الإصابة بهذا النوع مزمنة، فيتم تعاطي أقراص دوائية مضادة للفيروسات يومياً على مدار عدة سنوات.

وأشار هاردر، عضو معهد روبرت كوخ الألماني، إلى وجود تطعيمات ضد التهاب الكبد من النوع (B)، موصياً بتلقي التطعيمات بالنسبة للرضع بدءاً من عمر شهرين والأطفال الصغار، الذين لم يتم تطعيمهم، والشباب حتى سن 18 سنة.

النوع (C)
أما الالتهاب الكبدي من النوع (C)، فعادة ما ينتقل من خلال الدم، لذا يعد متعاطو المخدرات بالحقن باستعمال نفس الإبرة الأكثر عُرضة للإصابة به، وكذلك الأشخاص، الذين يشتركون معهم في استعمال أدوات المائدة.

ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن عدد مصابي الالتهاب الكبدي من النوع (C) يزداد بمعدل سنوي يتراوح من 3 إلى 4 مليون شخص حول العالم، ويبلغ عدد المرضى المزمنين حتى الآن حوالي 103 مليون شخص.

وعلى الرغم من عدم وجود تطعيم ضد هذا النوع، إلا أنه بفضل العلاجات الحديثة، التي تجمع بين العديد من العقاقير المضادة للفيروسات، ارتفعت نسب الشفاء من المرض.