الثلاثاء 28 يوليو 2015 / 17:35

وزير الخارجية السعودي: إيران تنتهج العدوانية تجاه دول المنطقة

رفض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التصريحات العدوانية للمسؤولين الإيرانيين التي تتعلق بتدخلات إيران في الشأن الداخلي لدول المنطقة، مؤكداً "أن هذا الأمر غير مقبول للمملكة ولأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي".

واستنكر الجبير التهديدات والتصريحات التي أدلى بها المسؤولون الإيرانيون تجاه الأشقاء في البحرين، وقال "هذا أمر لا نقبله ونرفضه ونعتقد أنه لا يمثل رغبة دولة تسعى للحصول على حسن الجوار بل يمثل دولة لها طموح في المنطقة وتقوم بتصرفات عدوانية".

واضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني في الرياض الليلة الماضية إن الملف النووي الإيراني والاتفاقية التي وصلت إليها الدول خمسة زائد واحد مع إيران شرحت لنا الآلية المتعلقة بالاتفاقية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وأن آلية التفتيش تشمل المواقع العسكرية وأيضا آلية لإعادة العقوبات على إيران في حال مخالفتها لهذه الاتفاقية.

وأضاف "أتوقع ان يكون تصاعد تصريحات المسؤولين الايرانيين مؤخراً له علاقة بالاتفاقية لأنهم قبلها كانوا رافضين لكثير من الشروط التي وضعت لهم ويمكن تعود إلى هزيمة حلفائهم في اليمن أو إلى تدهور وضع حليفهم بشار الأسد في سوريا أو أنها تعود إلى وصول المجتمع الدولي إلى قناعة أن السياسات الطائفية التي كانت تتبع في العراق يجب أن يتم التخلي عنها وتطبيق الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها في الصيف الماضي فيمكن إيران ترى أن هذه الأشياء استفزتهم".

وتابع " نحن نرفض كلامهم العدواني الذي يبرزونه تجاه المملكة ودول المنطقة لأنها لا تمثل حسن الجوار ولكن تؤكد نهج العدوانية التي تتخذها إيران تجاه دول المنطقة"، مشيراً إلى أن العقوبات على إيران ما زالت قائمة وستبقى حتى تنفيذ الاتفاقية التي لم يبدأ تنفيذها حتى الآن ولم يعتمدها مجلس الأمن وسيستغرق هذا عدة شهور ولن يحدث تدفق المال في ساعات أو أيام ستأخذ بعض الوقت وسيتم رفع العقوبات بشكل تدريجي واستخدام المال سيكون كذلك تدريجياً. 

وبين وزير الخارجية السعودي أن دول العالم تأمل في أن تستخدم إيران المال لتنمية الاقتصاد والاستثمار في مستقبلها والبنية التحتية والتعليم، معرباً عن اعتقاده بأن جزءاً من الشعب الإيراني والشباب بصفة خاصة يأمل في الانفتاح على بقية العالم لمستقبل مختلف وهو الاستثمار الذي ينبغي أن يقوم به الإيرانيون.

اليمن
وحول الأوضاع في اليمن قال الجبير "إن موقف السعودية من البداية أن الحل في اليمن حل سياسي، وكان أملنا أن تستطيع الجهات المختلفة في اليمن أن تصل إلى حل يضمن الأمن والاستقرار لكن للأسف لم يحصل هذا الشيء الحوثيون احتلوا وحركوا مليشياتهم من صعدة إلى عمران وصنعاء ثم إلى آىب وتعز وعدن وشكلوا خطرا مباشرا على الحكومة الشرعية اليمنية مما أدى إلى طلب الحكومة الشرعية تقديم الدعم لها".

واضاف "نأمل أن يستطيع الحوثيون وعلي صالح أن يكون لديهم الحكمة للوصول إلى حل سياسي لإخراج اليمن من هذه المشكلة وقد استمرت العمليات وحققت قوات التحالف الآن انتصارا في منطقة عدن وسيطروا على المطار والميناء وعلى أجزاء كبيرة من عدن وربما تكون ضواحي عدن والآن بدأنا نشاهد تغيرا في ميزان القوى في اليمن ونأمل أن يقنع ذلك الحوثيين وأتباعهم بالتخلي عن الخيار العسكري والرجوع إلى طاولة المفاوضات من أجل إنقاذ اليمن وإخراجه من الأزمة التي يعيشها".

وحول احتمال خرق الحوثيين للهدنة الإنسانية، قال "هذا أمر وارد للأسف ولكن نحاول أن يكون هناك تواصل معهم عن طريق الأمم المتحدة وأطراف آخرين ليلتزموا بالهدنة لفتح المجال لمساعدات الشعب اليمني الشقيق"، مطالباً الحوثيين بأن يحلوا مشاكلهم مع الحكومة الشرعية بشكل يضمن أمن واستقرار اليمن وأن يدركوا أنه لا مكان في اليمن لأي ميليشيا خارج عن السلطة الشرعية والسلطة الحكومية وأن الحوثيين وضعهم في اليمن مثل وضع أي فئة أخرى في اليمن لهم الحق في الانخراط في العملية السياسية واتخاذ مواقف معينة وليس لديهم مكان مميز في اليمن ولا لهم حق أن يكون لديهم ميليشيا مسلحة خارجة عن الحكومة المركزية.

وعما إذا كانت الأحداث في عدن لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني قال وزير الخارجية السعودي "لا علاقة بينهما لأن المحادثات بدأت منذ 20 شهرا وتم تمديدها لمدة سنة واعتقد أنه يجب أن نفصل بين ما يحدث في اليمن وبين الاتفاقية النووية لأن إيران اضطرت أن تقبل شروطا كانت رفضتها على مدى طويل".

وأكد أهمية تطبيق الإصلاحات بالعراق التي تم الاتفاق عليها في الصيف الماضي والمتمثلة في إشراك جميع الطوائف العراقية في دولة عراقية موحدة.

المالكي
وحول تصريحات نوري المالكي تجاه المملكة، قال الجبير "إننا وصلنا لقناعة فيما يتعلق بتصريحات المالكي على مدى السنوات وأن كثيراً مما يقوله المالكي لا أساس له ولا مصداقية".. مشيراً إلى أن السياسات الطائفية التي تبناها خلال وجوده رئيساً لوزراء العراق هي التي أدت لخلق الفتنة في العراق وتهميش السنة ودخول داعش للعراق فآخر من يتهم المملكة العربية السعودية بدعم الإرهاب يجب أن يكون المالكي والحكومة العراقية أصدرت بياناً بأن هذا لا يمثل وجهة نظرها تجاه المملكة واستدعي القائم بالأعمال العراقي في الرياض ووصلنا رسالة قوية اللهجة فيما يتعلق بهذه التصريحات ولا أعلم لماذا هو يقوم بهذه التصريحات من وقت لآخر.

وأضاف: "الذي أعلمه أن السياسات التي تبناها خلال وجوده رئيسا للوزراء في العراق والنعرة الطائفية التي يروج لها هي التي أدّت لخراب البيت في العراق، للأسف ونحن نعلم أن العراقيين يرفضون مثل هذه اللهجة وأهل المنطقة وشعوبها يرفضونها كذلك".

وبخصوص سوريا قال إن هناك جهوداً قائمة على مدى سنوات بين عدد من دول العالم لدعم المعارضة السورية المعتدلة.. مشيرا الى أن هناك تغيرا بدأ يظهر في سوريا على أرض الواقع في إضعاف نظام الأسد وتعزيز موقف المعارضة ونأمل يؤدي ذلك إلى تغير في الوضع في سوريا ويسهم في إخراج الشعب السوري الشقيق من المأساة التي يعيشها.. مؤكدا أهمية إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إبعاد نظام بشار الأسد من السلطة ويحافظ على المؤسسات السورية الحكومية والأهلية.

وبشأن الوضع في ليبيا عبر الجبير عن قلق الجميع من الأوضاع في ليبيا ورغبتهم في أن تكون هناك حكومة تستطيع أن تسيطر على الأمن وأن تؤدي أو تسهم في إيجاد الاستقرار لإخراج ليبيا من هذه المأساة التي تعيشها.