لقطة من الفيديو (يوتيوب)
لقطة من الفيديو (يوتيوب)
الأربعاء 29 يوليو 2015 / 13:53

داعش يطور أدواته الدعائية بفيديو قتل بلا عنف

24 - إعداد: راما الخضراء

نشر تنظيم داعش الإرهابي اليوم الأربعاء، فيديو يحاول من خلاله الإيهام بإحداث تغيير في خطابه الإعلامي، من حيث الشكل والمضمون، إذ استعرض خلاله للمرة الأولى قدرات عناصره على "كشف الجرائم" ثم تنفيذ العقاب، دون مشاهد العنف الفاضحة التي اشتهر بها.

وبث ما يسمى المكتب الإعلامي لولاية نينوى، فيديو بعنوان "القصاص حياة"، يتجاوز 12 دقيق، ويتناول جريمة قتل في الموصل راحت ضحيتها امرأة وبناتها الثلاث، واتهم بها التنظيم الإرهابي.



وحرص الفيديو على إبراز تقنيات حديثة، في مشاهد تبدو أقرب إلى أفلام الجريمة السينمائية، مع الحرص على عدم إظهار مشاهد عنف خلافاً لنهج داعش المعتاد. 



ويسعى داعش من خلال هذا الفيديو إلى تحسين صورته الإعلامية، خاصة بعد أمرٍ من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، بوقف بث فيديوهات الذبح والقتل التي يبدو أنها لم تحقق الأهداف المرجوة، وزادت النقمة الشعبية عليه في أماكن انتشاره. 



وادعى الفيديو أن مرتكب الجريمة هو ابن السيدة، الذي اعترف خلال التحقيقات بارتكابه الجريمة، واللافت أن التنظيم أخفى وجه الشاب واسمه، خلافاً لعادته بالتشهير بضحاياه.



وزعم الفيديو أنه وثق مجرى التحقيق مع ابن السيدة، حيث نفى الشاب البالغ (21 عاماً) أن تكون له أي صلة بالموضوع، إلا أن محققي التنظيم لم يقتنعوا برواية الشاب، حيث كثفوا أسئلة التحقيق، حول "سلاح الصيد"، الذي استخدم في الجريمة، مع جلب خبراء بصمات، ولصديق الشاب الذي نفى أن يكون المتهم أعطاه السلاح.






وتابع: "فقدت أعصابي، وبدأت أصرخ وأطلق النار بشكل عشوائي، فقابلت والدتي، وأطلقت عليها النار على كتفها، ثم رأسها، وبعدها قتلت أختي البالغة من العمر 22 عاماً، وأنهيت جريمتي بقتل شقيقتي الصغرى (8 سنوات)".



وفي ساحة عامة بمدينة الموصل، ، أعدم التنظيم الشاب رمياً بالرصاص أمام أعين المارة من أطفال ومراهقين، مع عدم إظهار عملية الإعدام كاملة، خلافاً لنهج التنظيم مجدداً.



وكان زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي أصدر بياناً شدد فيه على عدم بث صور الذبح والقتل في مقاطع الفيديو، وجاء في بيان اللجنة العلمية للتنظيم "منع تصوير ونشر مشاهد الذبح التي يقوم بها جنود التنظيم أثناء الغزوات أو خارجها، سواء في القنوات الرسمية للولايات أو غير الرسمية، أو الحسابات الشخصية على مواقع الإنترنت".


يأتي هذا الفيديو بعد ردود الأفعال الرافضة لما يقوم به داعش من قتل و ذبح، مع بث فيديوهات كان لها ردود أفعال سلبية، وساهمت في تأصيل صورته الهمجية. والجدير ذكره أن داعش، وفي الوقت الذي يحاول فيه تحسين صورته، لم يتوقف عن ارتكاب الجرائم المروعة بحق الأبرياء والمدنيين، بحسب شهادات نشطاء ميدانيين.