الخميس 30 يوليو 2015 / 18:01

زعيم تركي معارض: أردوغان يتخذ داعش ذريعة لمحاربة الأكراد

قال صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد اليوم الخميس إن الهدف الأساسي من العمليات العسكرية التركية الأخيرة في شمال سوريا هو منع وحدة أراضي الأكراد في سوريا وليس محاربة تنظيم داعش.

واتهم دمرداش في مقابلة مع رويترز الرئيس رجب طيب إردوغان وحزب العدالة والتنمية بجر تركيا إلى صراع انتقاماً من خسارة أغلبية الحزب الحاكم البرلمانية في الانتخابات العامة التي جرت في السابع من يونيو (حزيران) الماضي.

وفاز حزب الشعوب الديمقراطي المعارض بالأصوات الكافية ليدخل البرلمان للمرة الأولى وينهي أكثر من عقد حكم خلاله حزب أردوغان منفرداً في الدولة العضو في حلف شمال الاطلسي.

صراع
وقال دمرداش في أنقرة "حزب العدالة والتنمية يجر البلاد الى فترة صراع انتقاما من خسارته الأغلبية في انتخابات يونيو". 

وأضاف "حصول حزب الشعوب الديمقراطي لما يكفي لدخول البرلمان وخسارة حزب العدالة والتنمية لأغلبيته في البرلمان تستخدم كمبرر للحرب". 

وشنت تركيا غارات جوية متزامنة تقريبا على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق ومقاتلي داعش في سوريا يوم الجمعة الماضي فيما وصفه رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو بأنه "حرب منسقة على الإرهاب". 

لكن بعد ذلك أصبحت هجمات تركيا على حزب العمال الكردستاني وحتى الآن أشد كثيراً من الهجمات التي تشنها على داعش مما أذكى شكوكاً كردية أن تكون الاهداف الحقيقية هي لجم الطموحات السياسية الكردية وأيضاً على الأرض. وهو ما تنفيه الحكومة.

وقال دمرداش "شنت تركيا بضع غارات جوية على الدولة الاسلامية.. مجرد استعراض دون إلحاق أضرار حقيقية بها ولا يشعر داعش بضغط خطير من تركيا... العمليات التركية لا تهدف إلى اتخاذ اجراءات ضد داعش. الهدف الرئيسي هو الحيلولة دون تكون كيان كردي في شمال سوريا". 

غارات جوية
تشعر أنقرة بعدم ارتياح إزاء التقدم المستمر الذي تحققه قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ضد داعش بمساعدة غارات جوية أمريكية. ويسيطر الأكراد الان على نحو نصف منطقة الحدود السورية مع تركيا وطولها 900 كيلومتر.

ويخشى أردوغان وحزب العدالة والتنمية أن يشجع هذا التقدم الأقلية الكردية التركية ويصل عددها إلى 14 مليوناً ويشعل من جديد تمرد حزب العمال الكردستاني الذي يرجع إلى 30 عاماً إلى الوراء. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة وأوروبا الحزب منظمة إرهابية.

وبعد أن وافقت تركيا الأسبوع الماضي على فتح قواعدها الجوية أمام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بعد سنوات من التمنع تعمل واشنطن وأنقرة على وضع خطط لتوفير غطاء جوي لقوات معارضة سورية واقتلاع مقاتلي داعش من شريط حدودي في شمال سوريا على حدود تركيا.

لكن هذه الخطوة ستضمن أيضاً أن تظل تلك الأراضي خارج سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي وهو ما يمنع السوريين الاكراد من توحيد الأراضي التي يسيطرون عليها وإلا سيتشكل شريط من الأراضي الكردية يمتد من حدود العراق إلى البحر المتوسط تقريباً. 

وقال دمرداش "أكد إردوغان في الماضي أنهم لن يسمحوا أبداً بتوحيد الجيوب الكردية في شمال سوريا. جرابلس هي العقبة الوحيدة أمام هذه الوحدة"، مشيراً إلى بلدة سورية على طرف "المنطقة الآمنة" المقترحة.

ويقول مسؤولون أتراك إن الهدف في سوريا هو إبعاد داعش عن الحدود ولن تستهدف عملياتهم الجماعات الكردية السورية.

وقالوا أيضاً إن الضربات الجوية التي استهدفت حزب العمال الكردستاني في شمال العراق هي رد على تصاعد أعمال العنف التي ينفذها متشددون في الأسابيع القليلة الماضية والتي شملت عمليات قتل استهدفت ضباط شرطة وجنوداً وألقيت مسؤوليتها على الجماعة الكردية المتشددة.

وقتل خلال الأسبوع الأخير تسعة على الأقل من أفراد الأمن في هجمات يشتبه أن منفذيها متشددون أكراد.

وقال حزب العمال الكردستاني إن الضربات الجوية محاولة "لإخماد" الحركة السياسية الكردية وإقامة "نظام شمولي مسيطر" في تركيا.