عناصر من حزب العمال الكردستاني (أرشيف)
عناصر من حزب العمال الكردستاني (أرشيف)
الخميس 30 يوليو 2015 / 23:43

حزب العمال الكردستاني: تركيا أعلنت علينا الحرب

"لقد أعلنت تركيا علينا الحرب"، هكذا يصف أحد مسؤولي حزب العمال الكردستاني الوضع مشيراً إلى حفرة خلفها صاروخ القته طائرة حربية تركية خلال الغارات الدائرة منذ ستة أيام على معاقل المقاتلين الاكراد في كردستان العراق.

تركيا التي اتهمت على الدوام بالتغاضي عن أنشطة تنظيم داعش الذي استولى على مناطق واسعة في سوريا والعراق تكثف اليوم حربها على المقاتلين الأكراد تحت ستار محاربة تنظيم داعش وفق المحللين

ويؤكد رسول عبدالله فقي أحد سكان قرية إنزي على سفح جبال قنديل أن "الغارات أصابت قريتنا في عدة مواقع. مزارعنا احترقت وتضررت"، مشيراً إلى حماره الذي أصيب في إحدى الغارات.

وبدأت طائرات "إف-16" التركية غاراتها على أهداف كردية في 24 يوليو (تموز) في العراق وكذلك على مواقع لتنظيم داعش في سوريا في إطار "الحرب على الإرهاب" التي أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان بعد هجوم دام خلف 32 قتيلاً من الشبان الأكراد في بلدة سوروتش في 20 يوليو (تموز).

انتهاء الهدنة
وبعد الهجوم أعلن المقاتلون الأكراد أن الهدنة التي أعلنت في 2013 مع الجيش التركي باتت في حكم المنتهية. ويقاتل الأكراد الجيش التركي منذ ثلاثين سنة من أجل إقامة دولة كردية في نزاع خلف 40 ألف قتيل منذ 1984.

يتمركز مقاتلو حزب العمال الكردستاني في معسكرات في منطقة جبال قنديل في كردستان العراق. وكانت جبال قنديل ومدينة دهوك حيث يوجد معسكر للحزب هدفاً لغارات الطيران التركي الذي يعتبر الحزب "منظمة إرهابية".

ولكن في إنزي، يقول فقي الذي يرتدي سروالاً كردياً تقليدياً إن الغارات استهدفت قريته التي لا يوجد فيها أي من مقاتلي الحزب، ويضيف "إنهم مختبئون في الأعلى".

وفي مخيم بسيط بين الجبال، يقول المسؤول السياسي في حزب العمال الكردستاني زاغروس هيوا بلهجة حادة "لقد التزمنا بوقف إطلاق النار حتى آخر لحظة لكن تركيا لم تلتزم به".

ويضيف وبدت خلفه فوق الوادي صورة عبدالله أوغلان مؤسس الحزب المسجون والذي كان يخوض مفاوضات سلام مع انقرة، "الآن سنحمي أنفسنا ونواصل استراتيجيتنا".

وخلال الغارات المستمرة منذ ستة أيام "قتل خمسة من المقاتلين الأكراد وأصيب أربعة بجروح" وفق عضو القيادة السياسية للحزب هيوا. وذكرت مصادر أخرى أن مدنيين أصيبوا شمال دهوك.

وفي أحد معسكرات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، أصيبت بعض المباني بأضرار بما فيها مقبرة شهداء الحزب.

ويرفض هيوا "لأسباب أمنية" أن يصطحب الصحافيين إلى القاعدة السياسية للحزب في أعلى الجبل، ما يجعل من الصعب تفقد الأضرار التي خلفتها الغارات التركية.

ستار داعش
وتركيا التي اتهمت على الدوام بالتغاضي عن أنشطة تنظيم داعش الذي استولى على مناطق واسعة في سوريا والعراق، تكثف اليوم حربها على المقاتلين الأكراد تحت ستار محاربة تنظيم داعش، وفق المحللين.

وليس الأمر مدعاة للشك بالنسبة إلى هيوا الذي يقول إن "تركيا تستغل الحلف الأطلسي والحرب الدولية ضد تنظيم داعش لمهاجمة حزب العمال والأكراد بشكل عام والذين يشكلون رأس الحربة في مقاتلة الجهاديين".

وخلال أسبوع، شن الجيش التركي عشرات الغارات على مواقع حزب العمال الكردستاني ولكنه لم يذكر سوى ثلاث غارات فقط على تنظيم داعش.

والخميس أغارت نحو ثلاثين طائرة "إف-16" مجدداً على مواقع كردية في شمال العراق وفق محطات التلفزيون التركية.

وقالت قناة "إن تي في" إن الغارات جاءت رداً على هجوم استهدف موكباً عسكرياً في جنوب شرق البلاد قتل خلاله ثلاثة جنود.

ولكن ورغم الخوف، فإن معظم سكان قرية إنزي "باقون هنا حتى النهاية"، كما يقول رسول عبدالله فقي وهو أب لسبعة أولاد.