إعلان التوصل للاتفاق النووي (أرشيف)
إعلان التوصل للاتفاق النووي (أرشيف)
الجمعة 31 يوليو 2015 / 15:31

صحيفة أمريكية: "المقامرة" محسوبة في الاتفاق النووي

24- إعداد: فاطمة غنيم

ردت صحيفة "برونزويك" الأمريكية التي تصدر في ولاية جورجيا على منتقدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أنه يقامر على إذعان إيران للاتفاق، بقولها إن الإدارة تدخل في رهان محسوب، إذ ستكون طهران محكومة بقيود وضغوط دولية وعمليات تفتيش دورية وآليات تحقق واحتمالات لإعادة إنعاش العقوبات.

وأضافت الصحيفة أن معارضي الاتفاق يفكرون في سيناريو خيالي، بأن العالم سيقوم بفرض المزيد من العقوبات، وستعود طهران إلى طاولة المفاوضات بمزيد من التنازلات، أو ربما تنهار الجمهورية الإسلامية من تلقاء نفسها بحيث يقوم خلفاء الملالي بإدانة البرنامج النووي وتفكيكه، ولا توجد أي أدلة تدعم مثل هذا السيناريو، الذي يُعد في حد ذاته مقامرة حقيقية.

سيناريو خيالي
وجادلت الصحيفة بأننا إذا تخيلنا أن معارضي الاتفاق النووي مع إيران حصلوا على ما يريدون بحيث قام الكونغرس الأمريكي بإلغائه، فما هي النتيجة الأكثر احتمالاً، ستقوم إيران بإنشاء أكثر من 25.000 جهاز للطرد المركزي خلال سنة واحدة، وسيتقلص وقت إكمال برنامجها إلى مجرد أسابيع، وستنهار العقوبات ضدها، فكيف يكون هذا في مصلحة أمريكا الوطنية.

وأيّدت الصحيفة إمكانية حدوث مثل هذا السيناريو بالحقائق، ففي عام 2005، رفضت 3 دول أوروبية صفقة نووية مع إيران بعد عامين من المفاوضات، وكان الرئيس الحالي حسن روحاني هو كبير المفاوضين الإيرانيين حينها، وبعد انهيار المحادثات، رفعت الجمهورية الإسلامية مستوى إنتاجها من أجهزة الطرد المركزي، وارتفع عددها من أقل من 200 إلى 20 ألف، كما تراكم لديها 16 ألف رطل من غاز اليورانيوم المخصب، وقامت بتسريع العمل في مفاعل الماء الثقيل في آراك، الذي يوفر السبيل لإنشاء قنبلة البلوتونيوم.

ونفت الصحيفة وجود أي شك في أن إيران تمتلك القدرة على إنتاج أجهزة الطرد المركزي، حتى في ظل عقوبات قاسية، فعندما كانت إيران تخضع للعقوبات الدولية الثقيلة بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، ونوفمبر (تشرين الثاني) 2013، قامت بتثبيت 6000 جهاز طرد مركزي جديد، وتطور برنامج إيران خلال السنوات الماضية بعلم وتكنولوجيا أهل البلاد، دون الاعتماد على الأجانب.

الصين تتوق للنفط الإيراني
واستبعدت الصحيفة فكرة أن تُبقي الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي على العقوبات ضد إيران إذا رفضت واشنطن الصفقة، حيث تتوق الصين إلى شراء النفط الإيراني منخفض السعر، وتفاوضها روسيا بالفعل لتصدر لها تكنولوجيا الطاقة النووية والآلات، ومن المقرر أن يزورها وزير الخارجية الفرنسي الأسبوع المقبل، لتعزيز مصالح الشركات الفرنسية.

وتعتقد الصحيفة أن السبب الحاسم وراء فعالية العقوبات هو كونها شاملة، والعقوبات غير الشاملة، وخصوصا عندما تأتي الخروقات من جانب دول كبرى مثل الصين وروسيا والهند لا قيمة لها، وربما تأتي بنتائج عكسية تقريباً، إذ أنها لا تسبب الكثير من الألم على النظام وفي الواقع يستفيد منها المتشددون الذين يسيطرون على العدد القليل لبوابات الاقتصاد.

فجوة عميقة بين أمريكا والعالم
وتوضح الصحيفة أن هناك فجوة عميقة بين أمريكا والعالم في النظرة إلى فرض عقوبات على إيران، إذ يرى الكثيرون في الولايات المتحدة أن العقوبات هي آلية لمعاقبة نظام شرير، بينما ترى معظم البلدان الأخرى المعنية أنه قد تم سنّ العقوبات على وجه التحديد لجلب إيران إلى طاولة المفاوضات، ولن تسمح هذه الدول بأن تتحول العقوبات إلى آلية دائمة لخنق إيران، فهذه الدول جميعا لديها علاقات مع إيران، وتاجرت معها بحرية حتى عام 2012، وتنوي استئناف وتوسيع هذه العلاقات.

وردّت الصحيفة في الختام على منتقدي الصفقة الذين يعتقدون أن مجرد وقوف الولايات المتحدة بحزم ضد إيران سيجعلها تتقوقع أو تنهار، مشيرة إلى أن أي شخص تعامل مع الإيرانيين يعرف أنهم شعب قومي فخور، وتحمّلت الجمهورية الإسلامية 3 عقود من العقوبات الأمريكية، وحرب لمدة 9 سنوات ضد العراق، استخدم فيها صدام حسين أسلحة كيماوية ضدها وضغوط دولية أخرى، إذا كانت بلدان صغيرتان مثل كوبا وكوريا الشمالية لم ينهارا بعد عقود من العزلة الطويلة، فمن الصعب أن نتصور أن يحدث ذلك لإيران.

وفي الختام استبعدت الصحيفة أن تنهار الجمهورية الإسلامية من الداخل قريباً كما يأمل البعض، مؤكدة أنه من المرجح أن يظل تدعيم البرنامج النووي حتى في ظل دولة إيرانية أكثر ديمقراطية، وكان زعيم الحركة الخضراء في 2009، مير حسين موسوي، انتقد الرئيس محمود أحمدي نجاد لأنه قدم الكثير من التنازلات للغرب فيما يتعلق بحقوق إيران النووية.