طالبات إماراتيات (أرشيف).
طالبات إماراتيات (أرشيف).
الإثنين 3 أغسطس 2015 / 15:58

أجيال إماراتية جديدة تتجه لإتقان اللغات .. من الإسبانية حتى اليابانية

24 - الشيماء خالد

تُفتح الأبواب وتتاح الفرض في الإمارات، لتطوير الذات على العديد من الصعد، وفيما يتعلق بمستقبل التعليم، يتاح للإماراتيين منذ الصغر إتقان العديد من المهارات، ضمن برامج تعليمية متنوعة، ورغم ما توفره المدارس المتميزة في البلاد من إمكانيات ترقى لأفضل المستويات عالمياً، إلا أن الكثيرين يطمحون للأفضل، فتسعى الأجيال الجديدة لإتقان لغات متنوعة، غير الإنجليزية التي تعتبر "تحصيل حاصل"، فيتجهون إلى الفرنسية والألمانية والإسبانية، واليابانية أيضاً.

في معهد إيتون للغات في أبوظبي يقبل فريق كبير من المراهقين والشباب الإماراتيين على دراسة اللغة الإسبانية، بحسب مسؤولة التسجيل فانيسا جون، التي تقول: "بدءاً بالأطفال وحتى المراهقين والشباب، يتجه الكثير من الإماراتيين لدراسة اللغة الإسبانية، حيث يمهدون لدراساتهم العليا، بينما يقوم أولياء أمور الأطفال بتسجيلهم في هذه اللغة، إعجاباً بها، كونها ذات وقع لطيف على الأذن، أو لتنمية مهارات أبنائهم تحضيراً للدراسة مستقبلاً، أو جزء من رغبة الأهالي بتعليم أطفالهم لغات أخرى بجانب الإنجليزية التي تعتبر لغة مستخدمة في الإمارات".

الإسبانية من البداية
وتقدم المعاهد والمراكز المتخصصة في تعليم اللغات برامج متنوعة، بعدد ساعات يتراوح بين 24 و 30 ساعة، تتوزع خلال أيام الأسبوع بحسب المطلوب، في صفوف جماعية، بينما تقدم حصص خاصة حيث يقوم المعلم بتركيز جهده على طالب واحد، وبتكلفة أعلى بطبيعة الحال، تتراوح بين 3000 و 8000 درهم، بينما الحصص المشتركة فتتراوح أسعارها بين 1800 و 2800 درهم.

وتقول الطالبة سارة العامرى (23 عاماً): "أعتبر اللغة الإسبانية جذابة جداً، خاصة للفتيات، كما أن إسبانيا بلد مميز، وجامعاته من الأعلى تصنيفاً عالمياً، وأتمنى السفر يوماً ما هناك لاستكمال دراستي العليا، وخوض تجربة جديدة في بلاد أنا معجبة بثقافتها جداً".

وتضيف العامري "نادراً ما كنت أجد فيما مضى من حولي يهتم باللغة الإسبانية، لكن اليوم أنا وبعض صديقاتي ومعارفي اتجهنا بجدية لها، وفوجئت بوجود طلاب صغار في المراكز".

وتقول فاطمة أنديا من مركز بيوليتز للغات في أبوظبي، أن اللغتين الإنجليزية والإسبانية الأكثر جلباً لطلاب الثانوية الإماراتيين، وللشباب كذلك، وتضيف "يحتاج الكثيرون لتنمية مهاراتهم أكثر في اللغة الإنجليزية، بحسب الوظائف التي يسعون لها، أو للالتحاق بجامعات إنجليزية أو أمريكية أو استرالية، وهم عادة يملكون قدراً لا بأس به في اللغة الإنجليزية، لكن الأغلبية تبدأ من المستوى المبتدئ فيما يخص اللغة الإسبانية".

لكن أنديا تؤكد في الحين ذاته الفرنسية والألمانية تشهدان إقبالاً كبيراً.

اعتماد الجامعات الكبرى
وتلعب الشهادات المعتمدة دوراً كبيراً، فيتجه أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم في مراكز متخصصة للحصول على شهادات تساعدهم في طلبات الالتحاق الجامعية في أكبر الصروح التعليمية.

وتأتي اللغة الألمانية كثاني أكثر لغة تلاقي إقبالاً كبيراً في التسجيل في بعض المعاهد والمراكز، بحسب ناميتا جيرالد في معهد الكرامة للغات في دبي، والتي تضيف: "الألمانية تعتبر غاية الكثيرين من المراهقين الإماراتيين ممن يعتزم ذويهم إرسالهم لألمانيا للدراسة، وتتبعها اللغة الفرنسية، حيث يحتاج الطلاب لامتحان DLF للقبول في الجامعات الفرنسية، وشهادة غوته للجامعات الألمانية، وهذا ما نقدمه للطلاب بعيد دراستهم لدينا".

وتدرس اللغة الألمانية بجدية متنامية في الإمارات، كون نسبة كبيرة جداً من الطلاب تتجه للدراسة هناك، ناهيك عن برامج الابتعاثات للدراسة في الخارج، والتي فتحت الباب دائماً أمام خريجي الثانويات الإماراتية لآفاق أرحب في أهم وأكبر الجامعات العالمية.

وتقول عائشة منصور، أم لأربعة أطفال: "سجلت أبنائي في مدارس فرنسية، لكني أعلم ابنتي حالياً اللغة الألمانية كذلك، كوني آمل أن تدرس في ألمانيا الطب، كوني أرى أفضل الفرص لها في الوصول لإنجازات كبيرة بدراستها هناك".

وتدرس المراهقة حمدة سالم (13 عاماً)، اللغتين الألمانية واليابانية، وتقول: "أحب الأفلام والأنيمي اليابانية، وطلبت من والدتي تسجيلي لدراستها، كوني حفظت كلمات كثيرة من مشاهداتي المستمرة، وقبلت والدتي، على شرط أن أدرس الألمانية كذلك، تمهيداً لإرسالي للتعلم هناك في الجامعة فيما بعد".

وتعتبر هذه اللغات إضافة كبيرة للغة العربية والإنجليزية، وتقول منصور: "تعلم أطفالي العربية كلغتهم الأم، والإنجليزية من الحضانة كما أنها تستخدم كثيراً في حياتهم اليومية هنا، لكن الفرنسية والألمانية مثلاً تحتاجان لبرامج خاصة ومكثفة، وبالتالي أضمن لهم الحديث بأربع لغات أو أكثر في حال أتقنوها".

اليابان .. إعجاب وعلم
ولكن بعض اللغات مثل اليابانية، تجذب الطلاب بدورها، حباً في الثقافة اليابانية التي يتابع الصغار في الإمارات إصدارات قصصها المصورة بشغف كونها متوافرة في أسواق البلاد، وتقول جون: "نتلقى طلباً لتعلم اليابانية من الصغار من سن 10 أعوام فما فوق، وكذلك من طلاب الثانوية، ويسعى محبي اليابان لتعلم اللغة غالباً، ناهيك عن التخطيط لاستخدامها في زيارة اليابان والدراسة في جامعاتها أو بشأنها مستقبلاً".

ويعتبر الإقبال على اللغة اليابانية في الإمارات حديث نسبياً، فمثلاً بدأ معهد التكنولوجيا التطبيقية تدريس برنامج هذه اللغة لطلاب الثانوية في أبوظبي عام 2011، واستقدم للبلاد مدرسين يابانيين متخصصين.

ويقول الطالب علي محمد (15 عاماً): "أحب اللغة اليابانية، وقعها على أذني ممتع، وأحلم بزيارة اليابان والتعرف عليهم عن قرب، فأنا من أشد المعجبين بهذه البلاد وشعبها".

ويتجه زميله خالد عبد العزيز (14 عاماً)، للبحث عن التخصص بشكل أكبر، فيقول: "أتعلم اليابانية بجد، وأنوي إتقانها ودراسة التكنولوجيا في أفضل الجامعات هناك".

ويعتبر الهدف الرسمي من تدريس اللغة اليابانية في الإمارات هو تمكين الطلاب من احترافها والاطلاع على الثقافة اليابانية الأمر الذي سيساعدهم كثيرا عند الالتحاق بالجامعات اليابانية وكذلك عند التدريب الصيفي للطلاب في المؤسسات الكبرى باليابان التي تعد من أهم دول العالم المتقدم تكنولوجيا وصناعياً وعلمياً.