المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي
المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي
الثلاثاء 4 أغسطس 2015 / 16:30

واشنطن بوست: إيران لن تتخلى عن سوريا خشية من خسارة ورقة "حزب الله"

24 - إعداد: طارق عليان

اعتبر مسؤول صفحة الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، جاكسون ديل، في مقال له إن إبرام الاتفاق النووي الإيراني سيتيح للرئيس أوباما التركيز أكثر على وقف الحروب والأعمال الوحشية الجماعية، والكوارث الإنسانية التي انتشرت في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال فترة رئاسته.

لإنهاء الحرب السورية سيتطلب من أوباما أن يختار بين تحدي الجسر البري السوري لإيران إلى حزب الله من خلال المزيد من الدعم القوي للقوات المناهضة للأسد أو قبول تسوية تقرّ ضمنياً الوجود المستمر لجيش حزب الله الموالي لإيران على حدود إسرائيل

وكان الرئيس أوباما أعرب عن عدة أهداف كبيرة يريد تحقيقها قبل وصول خليفته إلى البيت الأبيض ومنها: وضع الولايات المتحدة وحلفائها "على الطريق الصحيح لهزيمة تنظيم داعش؛ وبدء عملية لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا؛ والدفاع عن إسرائيل وحلفاء أمريكا الآخرين من العدوان المتصاعد لإيران وأذرعها".

خدمةً للأمن القومي
ولفت الكاتب إلى وجود مشكلة في الهدفين الأخيرين للرئيس أوباما، نظراً لتعارضهما مع بعضها بعضاً بصورة مباشرة.

وكان أوباما اعترف في مؤتمر صحفي عُقد في مكتبه بعد صفقة إيران الشهر الماضي، أن إيران قد تستخدم بعض المليارات التي ستحصل عليها قريباً في تزويد ميليشيات حزب الله اللبناني بأسلحة جديدة، وتعهد بأن يبذل قصارى جهده لوقفها.

وأضاف أن "مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة تقتضي منع إيران من إرسال أسلحة إلى حزب الله".

تناقضات أوباما
في الوقت نفسه، وصف أوباما حل الحرب السورية بأنه يحتاج إلى "اتفاق بين القوى الكبرى التي تهتم بسوريا"، مضيفاً أن "إيران واحدة من هؤلاء اللاعبين، وأعتقد أنه من المهم بالنسبة لها أن تكون جزءاً من هذا الحوار".

ويرى الكاتب أن هذا التصريح يتعارض مع سياسة أوباما السابقة التي يستبعد فيها إيران من محادثات السلام السورية، فنظراً لإصرار الولايات المتحدة، بقيت طهران خارج المؤتمرين اللذين عُقدا في جنيف في عام 2012 وعام 2014.

والأهم من ذلك، التسليم بوجود دور لإيران في المسألة السورية يتناقض مع هدف أوباما الذي يرمي إلى وقف دعمها لحزب الله بسبب دعم إيران العميق والثابت حتى الآن لنظام بشار الأسد، من خلال استخدامها لسوريا كجسر بري إلى الميليشيات الشيعية في لبنان.

وأوضح الكاتب أن حزب الله "هو حاملة الطائرات الإيرانية في شرق البحر الأبيض المتوسط"، كما يقول السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد. وتنشر الميليشيات عشرات الآلاف من الصواريخ في جنوب لبنان التي تستهدف بها إسرائيل، والتي تضمن عدم تشكيل أي حكومة في لبنان دون موافقة طهران، ويحافظ الألاف من مقاتليها على وقوف نظام الأسد على قدميه في دمشق، والأمر لا يتعلق بحب الطائفة العلوية لبشار الأسد ولكن للحفاظ على هذا النفوذ الإيراني، بحسب الكاتب.

سوريا.. ذراع إيران في المنطقة
ولفت الكاتب إلى أن فقد إيران لوسيلة بحرية مضمونة تصل بها إلى لبنان يجعلها بحاجة إلى السيطرة على مطار دمشق الدولي وعلى الحدود بين سوريا ولبنان لضمان تمويل حزب الله، لهذا السبب، ومع فقدانها السيطرة على الأرض لصالح المتمردين في الشمال والجنوب، بدأ جيش نظام الأسد - الذي يعد ذراعاً إيرانياً الآن إلى حد كبير- في التركيز على الدفاع عن الشريط الضيق من الأرض بين دمشق والحدود.

ويتفق الكاتب مع الخبراء في الشأن السوري بأن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، لن يقبل أبداً بتسوية للحرب السورية تفقده حزب الله؛ لأن ذلك يعني استسلام طموحات إيران الإقليمية، بما في ذلك قدرتها على تهديد إسرائيل، وطريق الاتفاق مع خامنئي على مستقبل سوريا يقتضي مساعدته في توفير بديل [للأسد] يتعاون مع إيران للحفاظ على ضبط الصواريخ والقذائف موجهة ضد تل أبيب.

ويلمح الكاتب إلى أن وصف أوباما لآفاق الدبلوماسية بشأن سوريا تبدأ بروسيا وليس إيران، مشيراً إلى تصوره لتسوية أمريكية روسية تأخذ المسار التالي: خلع الأسد، والسماح للمعارضة غير الجهادية بالانضمام إلى حكومة جديدة تشارك في الحرب ضد داعش.

كيفية إنهاء الحرب
وبيت القصيد لإنهاء الحرب السورية، كما يختم الكاتب مقاله، سيتطلب من أوباما أن يختار بين تحدي الجسر البري السوري لإيران إلى حزب الله من خلال المزيد من الدعم القوي للقوات المناهضة للأسد، أو قبول تسوية تقرّ ضمنياً الوجود المستمر لجيش حزب الله الموالي لإيران على حدود إسرائيل، وبالنظر إلى استثماره في الصفقة النووية، فلن يكون من المستغرب إذا تراجع أوباما عن هدفيه المعلنين ليسلم الكابوس السوري إلى خليفته.