الأربعاء 12 أغسطس 2015 / 22:34

دم أحمر كوردة الصباح

هي تغريدة فريدة، هي، باسقة كالقصيدة، سامقة كجبين أم الشهيد، وبرق عينيها والتنهيدة، هي اللذة النبيلة حين تعلو إلى السماء، سحابات ممطرة، عنوانها أم فقدت الفلذة من أجل قيم عتيدة، من أجل مقام وطن وعناوينه السديدة.

هي من ملاحم التاريخ، وأيامنا التليدة، هي من مسافات يقطعها من أرخص الروح، لمبادئ مجيدة، هي واحة العطاء إماراتنا، وحبات قلوبنا العنيدة، هي وهم شهداؤنا من صلب صحرائنا المجيدة، فإن صبوا علينا النار أو أرهبوا وأرعبوا وشقوا وانشقوا، فإن العزيمة أقوى من صناديد الإرهاب ومن أعرق المتزمتين، وأصحاب النوايا اللئيمة.

لأن الوطن، لأن القضية، أقوى وأعتى من جل ما يفعله اللئام وأصحاب الأيادي الآثمة...

لأن الوطن، لأن القضية، قضية الإنسان، والحضارات الحكيمة...

في الكر والفرّ في البرّ والبحر، في العلن والسرّ، الضمير وطني، والطريق مفروشة بسجادة أيامنا الجديدة القديمة، وهؤلاء هم هؤلاء الذين ظنوا وساروا على طريق الظنّ موهومين، متوهمين، مأخوذين بالضغائن، أقل ما تكون أنها نفايات عديمة، ويبقى الشهيد سارية عالية، تهفهف كأنها أجنحة الطير على الأرواح، تضمد الجراح، وتعدنا أنها لن تفارق، طالما بقي الدم أحمر، مثل وردة الصباح، نرفع للوجود النشيد عالياً، ونغني للآتين أغنيات الفجر وتغاريد النصر...

وأم الشهيد، أم الباسل العتيد، والمناضل العنيد، هي أم الوطن، هي نخلته وفضيلته، هي جملته ولغته، تأتينا على لسان النجوم ببريق يضيء الطريق، لأجيالنا، ويعطي الدرس لتلاميذ الحياة، بأن الحياة جهاد، عتادها هذا الوعد والعهد...

بأن لا وجود إلا لمن أحبوا الحياة وأعطوها الأرواح، رخيصة في سبيل صون الوطن والحفاظ على منجزاته والالتزام بما يرضي الله وما يعطي الوطن شموخه ورسوخه، ونقاء بحره، ينهل من معين عروبة الدم وأصالة التاريخ...

رغم أنف المغرضين، والمرضى المعتوهين، والذين في قلوبهم يعشش التعصب والتمذهب، وتقطيب الشيفونية، ومضمون الطائفية، وعجرفة الانحطاط والشطط والرهط واللغط، وما جاش في ثنايا الوجدان من غلط، وكل ما سقط وانفلت، كأنه الجراد والجرذان...

لن يسقط الحق، ولن تختفي الحقيقة لأن دماء الشهداء أقمار تضيء للعيون طريق النهاية السعيدة.