المواقع النووية الإيرانية (أرشيف)
المواقع النووية الإيرانية (أرشيف)
الأحد 30 أغسطس 2015 / 11:17

مجلة أمريكية: تفاصيل الصفقة الجانبية مع إيران

24 - إعداد: ميسون جحا

أوضحت مجلة كومنتري الأمريكي أن النقاش حول الصفقة النووية الإيرانية تعكر، بسبب أنباء حول صفقة جانبية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران، تسمح للجمهورية الإسلامية بأن تجري تفتيشاً ذاتياً في موقع بارشين العسكري.

وتقول المجلة "بارشين هو المكان الذين أجرت فيه إيران معظم أبحاثها العسكرية المتعلقة بمشروعها النووي، بما فيها بحث لإنتاج زناد لإطلاق قنابل، وفي بداية الأمر، سخر مسؤولو الإدارة الأمريكية من تقرير نشرته وكالة أسوشييتيد بريس حول تفاصيل عمليات التفتيش في موقع بارشين، قائلين أنه مزيف".

تكذيب حقائق
وتتابع المجلة "بدا أولئك المدافعون عن الصفقة النووية، والمكذبون لحقائق موقع بارشين، أكثر بلاهة بعدما نشرت وكالة رويترز تقريراً كشفت فيه أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اكتشفت بأن إيران واصلت منذ مايو (أيار) الماضي عمليات بناء في موقع بارشين، وإن كان ما اكتشفته الوكالة صحيحاً، وفق ما ورد في تقرير رويترز، فإن إيران كانت فعلياً تبني ملحقاً لمنشأة بارشين، وعندها فإن الإدارة ومؤيدوها ممن كانوا يدَّعون قبل أسبوع بأن الموقع مهجور، وذلك بعد إصرارهم على حجب كل ما يتعلق بمعلومات عن البرنامج النووي، فإنهم يظهرون مرة ثانية إما مروجون لصفقة لا يعلمون عنها شيئاً، أو، والاسوأ منه، أنهم كذبة".

خيانة فاضحة
وبرأي كومنتري، سارت الحجج بشأن التعامل مع اتفاقية بارشين بوصفها خيانة فاضحة، من حيث المبدأ، على نفس المنوال، فقد قال مؤيدو الصفقة بأن التقارير المنشورة حول البروتوكول المتفق عليه بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران حول موقع بارشين "مضللة"، وإنها لا تعني بأن وكالة التفتيش التابعة للأمم المتحدة ستسمح فعلياً لإيران بالتفتيش بنفسها على منشأتها، لكن عندما اتضح بأن نص الاتفاقية الجانبية يظهر بأن هذا ما تم فعلياً الاتفاق عليه، اضطروا إما للادعاء بأنه مزيف (وهو سيناريو حقيقي)، أو أنه لا يهم حتى لو كان حقيقياً، فإن الحجج التي ساقها مؤيدو الصفقة هي أن بارشين كان موقعاً أخلته إيران منذ عام ٢٠٠٣ وبأنه لا يوجد في الموقع أي شيء قد يفيد النظام في الخداع بشأن صفقته النووية، أو حتى يعطي للغرب المعلومات التي يحتاج للاطلاع عليها بشأن الأبحاث العسكرية السابقة، والتي توفر أساساً من أجل تقييم الدرجة التي وصلت إليها تلك الأبحاث لإنتاج قنبلة.

أكثر من حفرة كبيرة
وتقول كومنتري "إن كانت إيران تجري عمليات بناء في الموقع، أو حتى تضيف إليه، فقد بدا واضحاً بأن بارشين أكثر من مجرد حفرة كبيرة في الأرض تم تسويتها، كما يدعي مؤيدو الاتفاق النووي، ولا يمكن معرفة ماذا يجري هناك، لكن النقطة الأهم هو أنه لا الرئيس أوباما، ولا المصفقين لصفقته، يدرون أيضاً أي شيء، ولهذا السبب من الضروري أن يزور مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقع بارشين، عوضاً أن يكلفوا الإيرانيين بمهمة التفتيش نيابة عنهم، وبهذا الصدد يزيل التحريف الأخير لقصة بارشين ورقة توت المصداقية التي ارتبطت بمواقف سابقة استندت لفكرة أنه لا شيء يجري هناك".

إهانة
وتشير المجلة إلى حقيقة أن إجبار الوكالة الدولية للطاقة الذرية لقبول هذه الإهانة شيء مثير للقلق، لأنه يعكس انعدام الجدية لدى الإدارة في الكشف عن النشاط النووي السابق لإيران، أو الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجها النووي، ورغم تأكيد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، للكونغرس بأن الصفقة لن تطبق ما لم يتم الحصول على تلك المعرفة، يبدو اليوم بأن القضية صيغت ببراعة بما يعني تقديم مجرد كلام ومداهنة لا تقود فعلياً للحصول على أية معلومات، وبدون تلك المعلومات، أو الإجابات، ستكون التقديرات بشأن مدى ما تحتاج إليه إيران لتصنيع قنبلة، سواء خلال مدة الاتفاق عبر الخداع، أو بمجرد انقضاء مدته، مجرد تخمينات، وفقاً للمجلة.

نغمة التطبيق
وبرأي كومنتري، لا يتعلق الأمر بموقع بارشين وحسب، بل بمجمل نغمة تطبيق الاتفاق الذي ذهب أبعد من مجرد عملية التفيش الشاقة التي وعد بها العالم، إذ إن فترة الإنذار قبل ٢٤ ساعة للتفتيش على "أي مكان، وفي أي وقت" حسبما نص عليه الاتفاق، لم تلغ وحسب، بل نص الاتفاق الجانبي بين الوكالة الدولية للطاقة النووية وإيران، على صيغة تمنح إيران حق الاعتراض على عمليات تفتيش شخصية لمواقعها العسكرية.

وأوضحت المجلة "كل من يعتقد بأن إيران لن تفعل كل ما في وسعها لعرقلة عمليات التفتيش لا يعرف شيئاً عن هذا النظام، وكل من يظن أن الرئيس أوباما أو خليفته الديموقراطي، سيكون مستعداً لإلغاء الصفقة لا يعرف شيئاً عن شهيتهم المفرطة لتحقيق انفراج مع نظام متشدد يدعم الإرهاب".

ضغط سياسي
وبحسب المجلة، ليس من المعروف بعد فيما إذا كانت باقي الأصوات المترددة في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ الأمريكيين سوف تتأثر بحقائق الصفقة، ويبدو أن الضغط السياسي من قبل البيت الأبيض، ومن قبل الجماعات اليسارية، أهم بالنسبة للديموقراطيين المتأرجحين من واجباتهم تجاه الأمن القومي للولايات المتحدة، وفي الواقع، قلة منهم يعتقدون بأن الصفقة جيدة، بل يدرك جميعهم أنها لم تحقق أهداف الإدارة، لكن بناء موقع بارشين أضاف مخاوف جديدة بشأن نص الاتفاقية الجانبية، وإن لم يأخذ المشروعون عند التصويت على الصفقة، هذه المخاوف بعين الاعتبار، فإن نفس الشيء يمكن قوله عن موقفهم من مسألة الحياة أو الموت.