أبو عبدلله مكبل اليدين والرجلين في زنزانته أثناء مقابلته الصحفية(الغادريان)
أبو عبدلله مكبل اليدين والرجلين في زنزانته أثناء مقابلته الصحفية(الغادريان)
الإثنين 31 أغسطس 2015 / 16:14

العقل المدبر لتفجيرات داعش: الانتحاريون يفقدون أعصابهم قبل تنفيذ المهمة

24 - إعداد: هيا البدارنة

بعد نحو عام، كان "أبو عبدلله"، يتصدر لائحة المطلوبين في العراق، وهو الرجل المسؤول عن توجيه الانتحاريين لتنفيذ عملياتهم في المساجد والجامعات ونقاط التفتيش والأسواق، في جميع أنحاء العاصمة العراقية، بغداد، وكان يُعرف بين رؤسائه داخل تنظيم داعش الإرهابي بأنه "مخطط العمليات الانتحارية".

هذا "العقل المدبر" استقر الآن في منزله الجديد منذ 11 شهراً، وهو زنزانة ضيقة في سجن شديد الحراسة على هامش مدينة بغداد.

غير نادم
وفي أول مقابلة صحافية له، والتي يقول مراسل "صحيفة الغادريان" إنها استمرت 90 دقيقة، كشف الرجل الذي زود التنظيم بالقنابل "البشرية" عن تفاصيل دوره في التنظيم الإرهابي، وقال إن "العمليات الانتحارية التي خطط لها، أودت بحياة 100 عراقي على الأقل، وغالبيتهم من قوات الأمن العراقية، وفي بعض الأحيان بعض المواطنين العاديين من بينهم نساء وأطفال".

وعن كيفية اختيارهم لتنفيذ هذه العمليات الانتحارية، قال إنهم كانوا يأتون إليه، فينظر مباشرة في أعينهم لمعرفة إن كانوا جاهزين أم لا، مؤكداً "إنني غير نادم على ما أقدمت عليه، فأنا كنت مقتنعاً بأفعالي، ولا أريد الكلام عن عائلتي أيضاً".

"أبو عبدلله" هو أحد أشد السجناء الأمنيين الذين يصعب الوصول إليهم، وقد استغرق الحصول على إذن لمقابلته قرابة 3 أشهر من المفاوضات مع مسؤولي الاستخبارات، وقد اعترف للمراسل بأنه لم "يختر" لإجراء المقابلة، و لكنه ادعى أنه يتحدث بحُرية، وبعد حوار لمدة 90 دقيقة أكد فيها بالتفصيل، أنه مخطط لحملات الإرهاب الأكثر وحشية في العراق.

تنفيذ المُهمة
ويقول "أبو عبدلله" أنه خطط لـ 15 تفجيراً قبل اعتقاله في يوليو (تموز) من العام الماضي، وقام بالصلاة مع الانتحاريين في الساعات الأخيرة قبل أن يقوموا بعملياتهم الانتحارية تحت مراقبته، كما قَدر "العقل المدبر لداعش" عدد القتلى الذين لقوا حتفهم في الهجمات التي خطط لها بأكثر من 100 قتيل، غالبيتهم من قوات الأمن وفي بعض الأحيان يُقتل المدنيين من النساء و الأطفال.

وبحسب كلام "أبو عبدلله"، فإن غالبية الانتحاريين، يفقدون أعصابهم قبيل تفجير أنفسهم، ولكنه نجح مع الجميع في تنفيذ خططه وكان يقوم بمساعدتهم في "إصلاح الحزام الناسف، وإخفائه حتى لايتم كشفهم عند نقاط التفتيش حتى آخر لحظة".

تبرير قتل النساء والأطفال
وإلى الآن، ومع عقوبة الإعدام التي تلوح في الأفق بحق أبوعبد الله، لايزال يظن بأنه ساعد الانتحاريين على قتل أهدافاً مشروعة، وقال: "معظم الأهداف والناس الذين كانو محاصرين في الهجمات وقُتلوا، سيغفرها لنا الله، ولكنني شعرت بالندم مرة واحدة وذلك عندما أخذت انتحارياً إلى سوق القادسية في بغداد، وقام بتفجير نفسه بالقرب من النساء و الأطفال، لكنني في اليوم التالي اقتنعت بأن هذا التفجير يخدم أيديولوجيا بلدي".