الدمار في غزة (أرشيف)
الدمار في غزة (أرشيف)
الثلاثاء 1 سبتمبر 2015 / 11:27

سيناريو حرب جديدة يثير رعب أهالي غزة

تثير التكهنات بإمكانية انهيار اتفاق التهدئة في غزة، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حالة من القلق بين سكان القطاع الذين لا زالوا يعيشون مرارة الحرب التي شنها جيش الاحتلال عليهم العام الماضي، وراح فيها الآلاف بين شهيد وجريح ومشرّد.

وبحسب العديد من التقارير فإن الاتصالات التي تجري عبر وسطاء بين إسرائيل وحركة حماس بشأن التوصل لاتفاق هدنة طويل الأمد في قطاع غزة، تعثرت على نحو مفاجئ في الفترة الماضية، ما ينبئ بانهيار اتفاق التهدئة الهش، وعودة التصعيد من جديد.

تعثر المفاوضات
وكانت حركة حماس اعترفت أخيراً بوجود اتصالات مع إسرائيل عبر رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، بهدف التوصل لاتفاق يتم بموجبه إنهاء الحصار على قطاع غزة، لكن وسائل إعلام مقربة من حماس تحدثت عن تعثر تلك المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود.

وبدا من اللافت في الفترة الأخيرة أن كُتاباً ونشطاء ينتمون لحركة حماس، بدأوا ما يمكن اعتباره "تهيئة" للرأي العام في غزة لحرب جديدة، إذ اعتبر الكاتب المقرب من حماس فايز أبو شمالة أن "الحرب الرابعة مع إسرائيل أصبحت على الأبواب".

حرب على الأبواب
وكتب أبو شمالة في صحيفة حمساوية: "استعداد الشباب الفلسطيني للمقاومة بلغ أعلى الدرجات، وفاقت قدرة الناس في غزة على احتمال آثار الحرب والدمار قدرتها على احتمال الحصار، والمثل العربي الذي قال: وجع ساعة ولا وجع كل ساعة، بات ينطبق على الحالة الفلسطينية في قطاع غزة".

وفي الوقت الذي يدق فيه أنصار حماس طبول الحرب، يشعر معظم أهالي قطاع غزة بالقلق الشديد مما يخبئه لهم المستقبل، ويؤكدون أنهم لا يرغبون بالدخول في حرب جديدة غير محسوبة العواقب، كتلك التي وقعت العام الماضي ودفعوا ثمنها ولا يزالون إلى الآن، دون أن يتغير واقع الحال في القطاع إلا إلى الأسوأ.

الخلافات الداخلية
ويؤكد أهالي غزة أن الطريق لإنهاء الحصار على القطاع ليس بالحرب، وإنما بإنهاء الخلافات الداخلية، والتوافق بين جميع الفصائل على تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، مشددين على أن طريق الحرب التي دخلتها حماس لم تجلب لغزة سوى الدمار والآلام، دون أن تتحقق ولو مصلحة واحدة للأهالي.

وعاش أهالي قطاع غزة العام المنصرم حرباً ضروساً لم يسبق لها مثيل بالنسبة لهم، حيث شنت إسرائيل عدواناً استمر 50 يوماً أدى لاستشهاد أكثر من 2170 فلسطيني معظمهم من المدنيين، وأكثر من 10 آلاف جريح، بخلاف تدمير أكثر من 17 ألف منزل، ومئات المصانع والمنشآت والمساجد وغيرها.

ورغم مرور عام كامل على انتهاء الحرب، لا تزال عشرات العائلات الفلسطينية تقطن في مدارس الأونروا، وكرفانات مؤقتة، بينما لم يتم إعمار سوى عشرات المنازل، في ظل استمرار الحصار، وعدم تحقق أي من بنود اتفاق التهدئة التي أُبرمت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.